يوسف ألو
الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 08:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سمعنا في خبر اعلامي نشر في الصحف والمواقع الأكترونية المتعددة مفاده ان وزارة الثقافة المتمثلة بوزيرها قدم اعتذارا رسميا من قبل الحكومة العراقية لجمعية آشور بانيبال التي انتهكتها عصابات كامل الزيدي ومجلس محافظة بغداد قبل فترة ويأتي هذا الأعتذار نتيجة الضغط الشديد الذي مارسه كتابنا وادبائنا من خلال فعالياتهم المستمرة ومن خلال المقالات التي ملأت بها المواقع الأكترونية والصحف العراقية بمحتلف انتمائاتها وخاصة تلك الوطنية منها ( وهذا أنجاز اخر يضاف لمنجزات مثقفينا وأدبائنا ) ولما رأت الحكومة العراقية بأن الفعل الشنيع الذي قامت به تلك العصابة يتنافى والتصريحات المستمرة للقادة العراقيين وخاصة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب من خلال مطالبتهم بحماية المسيحيين بأستمرار من خلال المحافل الوطنية والدولية التي يحضروها , لذا جاء هذا الأعتذار الذي لم يفصح النقاب عنه بالشكل الكافي اولا ومن ثم الأعتذار وحده غير كافي دون محاسبة المنفذين لتلك الجريمة وعرضهم عبر وسائل الأعلام المرئية على ابناء شعبنا كي يتعرفوا عليهم وعلى الجهة التي تقف ورائهم ومحاسبتها كي يكونوا عبرة لمن يعتبر !! نعم تأملنا خيرا في ذلك الأعتذار ولكن لازلنا متأملين من ان الحكومة متمثلة برئاساتها الثلاث سوف تستمر بنفس النهج وتقوم بالأعتذار سريعا لأتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الذي انتهكت حرماته عدة مرات بطرق بشعة وبربرية على يد نفس تلك العصابات التي انتهكت جمعية آشور بانيبال , ان القادة العراقيين وخاصة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وكل الشرفاء والمثقفين من القياديين في الدولة والحكومة مطالبين اليوم بالضغط لأنهاء مثل تلك الممارسات العنصرية والطائفية والتي هدفها جر البلد الى حالة من الغموض والتناحر بين ابناء شعبنا من خلال عزل المثقفين وكتم افواههم ومحاربتهم كي يتعطل المحرك الرئيسي لشعبنا الصابر وبالتالي تستمر هيمنة رجال الدين والأحزاب الأسلامية على رقاب شعبنا .
ان الأعتذار لأدباء ومثقفي العراق يعطي دعما وزخما جديدا للحكومة في حالة قيامها بذلك وشيكون ذلك ضربة جديدة لكل من يحاول الوقوف بوجه الديمقراطية والحريات الشخصية والعامة وايضا الأعتذار هو الأفصاح عن مكانة المثقف والأديب العراقي الحقيقية .
ان الأدباء والمثقفين العراقيين وكل الأحرار والوطنيين من ابناء شعبنا يثمنون تلك الخطوة ويأملون ان يكون التالي هو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين كي يعيدوا للمثقف العراقي عزته وكرامته وكانته الحقيقية التي سلبها منه عصابة الزيدي ومن يلف لفهم وسيكون عملا يبشر بالخير لمستقبل العراق وشعبه .
يوســـــف ألـــــو 30/1/2011
#يوسف_ألو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟