أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - كيف تولد المعجزة .. ؟!














المزيد.....

كيف تولد المعجزة .. ؟!


عبد العظيم فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 23:18
المحور: الادب والفن
    


يرشـّون البخورَ حول المهد الفارغ ، يهزّونه جيئة وذهابا :
ينتظرونها أن تولد في الصباح ،
لأن الشمس غائبة خلف الغيوم ،
لأن الأرض قاحلة ، كقلبٍ جفّ فيه جدولُ الحنان ، وغادره الحبُ .

لأنَّ ..

يتضرعون في المعابد :
يقدمون القرابين ، يرسلون الدموع ،
وينشدون الترانيم ..

تنظرُ إليهم التماثيلُ بحنو ،
وأحيانا
تتخلى عن أدوارها ،
فتخرج معهم إلى البساتين ، إلى البراري ، إلى الحقول :

ينتظرونها أن تشرق من كل الجهات :
أن تجيء ليترنحوا في جمالها .
ليعشقها القريب ،
وليذهب عاشقها بحثا عنها في البعيد ..

في كل بيت مهدٌ فارغ ينتظرها ،
في كل بيت لها ام حبلى ،
في أحشاء كل حبلى عشتار ..

من أجلها سيقتل قابيل شقيقه هابيل ،
ومن أجلها ستنشبُ الحروبُ ، وتنشأ النزاعاتُ :

سيقولون عنها ملعونة هذه المرأة .

سيمحون آثارها في النهار ، وفي الليل سيبتكرون آثارا لها ، ثم يتبعونها ..

سيسكرُ الملاكُ في حانات عوطفها ، ومن ينبوع دموعها سيشرب الشيطانُ ،
لكنها لن تبالي بهذا ، لن تعبأ بذاك ،
وستمشي حافية على جمر أشواقها .

ستبني العالمَ ،
وسينهش لحمها العالمُ :

سيشتري الأب سوطا ليجلدها ،
سيحشو الأخ وسادتها باللاقطات ،
وستضع الام هاتفها النقـّال تحت المراقبة ..

ستُحبس تحت الأرض ،
ومن تحت الأرض ، رغم ذلك ، سيشرقُ وهج حنانها :

سيشرب الطير من دموعها قطرة ،
ستتحول القطرة ، داخل أحشائه ، إلى زقزقة .

سيذبحون الطير ، ذات يوم ، ليعتقلوا الزقزقة .


ستُشنق كل يوم ،
وستمتليء المقابر بحسراتها .

ستبيعها الأم إلى تاجر يبيعها ، هو الآخر ، إلى تاجر ، وستضيع بين التجّار : تتشعب بها طرق البلدان ، شبابيك الملوك ، ومتاحف الحضارات .

سيبلعها الغياب والحزن والسراب ،
لكنها لن تموتُ أبدا ،
فالأرض قاحلة وهي المعجزة .
اللغة باردة ، وهي شرارة الشعر .

عند الينابيع يجلسُ بعضهم ، ينظرُ إلى الماء :
فهي القطرة التي تختصر الأنهار ، والامطار ، والبحور :
يمدون أيديهم ، وكل واحد يعتقد أنه قد قبض على القطرة ..

في الصحاري يمشي الآف المتألهين ،
فهي الملاك الذي سيأتي بالرسالة ..

على ضفاف الانهار ، تشعل لها النسوة النار ،
فهي القشة التي يتشبث بها الغريق ..

يعودون ..

يرشون البخورَ حول المهد الفارغ ، يهزونه جيئة وذهابا :
ينتظرونها أن تولد في الصباح ،
لأن الشمس غائبة خلف الغيوم ،
لأن الأرض قاحلة ، كقلبٍ جفّ فيه جدول الحنان ، وغادره الحب .
لأنَّ ..

تصل الظهيرة عامرة بالقلق ، ثم تجاتزهم ، ويمر العصر ، حتى يحل الليل فيشعلون الشموع ، لعلها تشعر بالأمان ، فتخرجً ..

في آخر الليل يتسربُ النعاس ، واليأس ، والملل ،
فيتحلقون حول الشموع ، ويطفئونها : يذهبون إلى النوم حزانى ..
دون أن يعلموا أنها قد ولدتْ ،
وأنها كانت بينهم عندما أطفأوا الشموع .



#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان عليَّ أن أهربَ منكِ ..
- الشاهد .. !
- قصيدة نثر عن الحب والزمن
- اغنية جان دمو
- اغنية السيدة ذات القلب الأعظم ..
- نظفوا الورقة .. !
- ديموزي : بورتريه شعري
- لا ملاك ، لا شيطان ، لا أحد ..
- لعبتُ معكِ لعبة الغرق ..
- عشتار : بورتريه شعري ..
- المثقف النظير ، الشاعر النظير ، الصعلوك النظير .. إلخ
- تعَ ولا تجي / في الذكرى السنوية لعيد ميلاد السيدة فيروز ..
- اغنية فقدانكِ ..
- لمعانُ غيابكِ يدلّ على أنكِ اللؤلؤة ..
- مو سيقى سومرية ..
- عندما طعنتُ قلبها ..
- ... معنى أن تكون شاعرا
- كل يوم اشيّعُ عصفورا يسقطُ قتيلا في طريقه إليكِ ..
- في الصباح اجدني نائما عند أقدامكِ ..
- العالم عندما القصيدة نثرا / 40


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - كيف تولد المعجزة .. ؟!