أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - تونس .. الانتفاضة المحظوظة














المزيد.....

تونس .. الانتفاضة المحظوظة


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن في بال اشد المتفائلين والحالمين بتغيير نظام زين العابدين بن علي ان يتوقعوا حدوث السيناريو الذي نفذ باقل التكاليف، اشعل محمد بو عزيزي النار بنفسه يأسا وانتقاما لكرامته التي اهينت على عتبة بلدية (سيدي بو زيد)، وهو لا يدري انه اشعل شرارة انتفاضة شعبية ستطيح بعرش الطاغية التونسي، وربما بعروش اخرى محاكاة لما حدث في تونس.
انتفاضة شعبية بلا احزاب ولا اسماء ولا قيادات، كل شيء تم ببساطة وبخسائر تفجير انتحاري واحد من ايام العراق الدموية. فر بن علي، دمرته اصوات تردد قصيدة الشابي العظيمة (اذا الشعب يوما اراد الحياة)، والحياة تعني تونس بلا بن علي واجهزته البوليسية واجهزة الاعلام المطبلة له وائمة الجوامع المتضرعين لله ان يحفظه ويبقيه الى آخر ايام عمره متسلطا على رقاب العباد.

في العراق ربيع العام 1991 صرخ اكثر من ثلثي الشعب العراقي من عميق حناجرهم ( اذا الشعب يوما اراد الحياة ..)، اهتز عرش الديكتاتور صدام بعنف، سقطت 14 محافظة بيد الثوار الاحرار، ولكن الوية الحرس الجمهوري (التي لم يطلها قصف قوات التحالف الجوي) ومعها اجهزة الامن والمخابرات وجلاوزة حزب البعث الدموي كانت لهم كلمة الفصل في بقاء الطاغية، وتكبد العراقيون 300 ألف شهيد، واقدم النظام العفن على ما لا يخطر على بال، عندما لم يتردد في قصف المراقد المقدسة في مدينتي كربلاء والنجف نكاية بالثوار واخراج من احتمى بتلك المراقد الشريفة، ولاحق ملايين الكرد الفارين من الموت الى الحدود التركية والايرانية، في مشاهد محفورة في عمق الذاكرة العراقية.

وبعد عشرين عاما تثير انتفاضة الشعب التونسي البطل ضد الطاغية شجون العراقيين، عن انتفاضتهم الشعبانية وئدت في مهدها بعنف قل نظره في العالم، ليس حسدا، وانما استذكار لمئات آلاف الشهداء الابرار الذين ازهقت ارواحهم بمقابر جماعية، غضت وسائل الاعلام العربية والعالمية نظرها عنه، واملا في ان يتم اسقاط نظام صدام بأيدي العراقيين، وهو ما يستحقه، وتجنيب العراق الخوض في دوامة المحتل والاحتلال، ودفع ضريبة الخلاص من صدام ونظامه.

من حقنا ان نعرف ماذا حصل؟ وكيف انقلبت انتفاضة شعبية ضد طاغية مهزوم اخرج ذليلا من الكويت الى نصر مبين على شعبه. اطلقت ابواق النظام الاعلامية على تلك الانتفاضة الخالدة (صفحة الغدر والخيانة)، تغنى زناة الكلمة طويلا بقصائد واعمدة واغاني (ام المعارك) وبقائدهم الذي بطش بشعبه، ونكل حتى بجثث الشهداء.

انها (ببساطة) اميركا ومن سار في فلكها يومها ومعاييرهم المحيرة، سمحت بسقوط بن علي، ولم تسمح قبل عشرين عاما بسقوط صدام، قيل كثيرا حول تداعيات سقوط صدام يومها بيد شعبه، وكيف سيخل غيابه بالتوازنات الطائفية في المنطقة. لم تحرك اميركا والغرب ساكنا الى ان قضى صدام على آخر ثائر ونكل به اما في قبر جماعي او وضعه في خلطات الاسمنت في قصور الرضوانية.
واين موقف اميركا وقواتها التي كانت على مرمى حجر من بغداد من اسقاط نظام صدام، من موقفها من تونس بن علي، وما يحدث في مصر، تحذيرات من الخارجية الاميركية بضرورة احترام حقوق الانسان، وانها تقف على الحياد في امر ما يحدث في مصر،وترحيب اوباما بتغيير بن علي ما دام الشعب التونسي يريد ذلك، حسب تعبير اوباما. واين موقف جنرالات صدام من موقف جنرالات الجيش التونسي الذي وضعوا خطا احمرا امام بن علي واستخدامه القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
فهم الجندي العراقي الذي انهتكه حروب صدام التي لا ناقة له فيها ولا جمل، تصريح بوش الاب بأنه يتمنى ان لا يرى صدام في الحكم، بانه رسالة صريحة، تحركوا لازاحة صدام واميركا معكم، ولكن الذي حدث ان القوات الاميركية وقفت متفرجة على صدام وقواته وهي تفتك بالعراقيين بشكل جنوني.
حتى في الانتفاضات والثورات ثمة حظ وسوء حظ، انتفاضة تونس ضد بن علي ونظامه انتفاضة محظوظة، بينما وقف سوء الحظ واميركا ضد انتفاضة الشعب العراقي الشعبانية العظيمة ضد صدام، كانت انتفاضة شعبية عفوية لم يخطط لها احد، جاءت رد فعل قوي ضد طاغية انهك شعبه بحروبه العبثية..



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعاطف مزيف
- التظاهر حق دستوري
- التظاهر حق دستوري
- كمبوديا .. مصالحة وطنية
- الموقف من حقوق المرأة
- طوائف وقوانين
- هل تلزمنا سيداو ؟
- سميرة سويدان وقاضيات مصر
- مواطنة كاملة
- الانسان هو الغاية
- وجه الحكومة
- الثالوث المشؤوم
- بين الامل والخوف
- الانتخابات العراقية .. ملاحظات وارقام
- آمال الملايين
- التعلم من الانتخابات
- نجم الانتخابات
- دعاية انتخابية
- مراقبة الانتخابات
- عقبات وعلل


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - تونس .. الانتفاضة المحظوظة