أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - العالم الافتراضي يزلزل عروش الطغاة














المزيد.....

العالم الافتراضي يزلزل عروش الطغاة


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 07:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرص الحكام الدكتاتوريون طيلة العقود الماضية على لجم المعارضين، باستعمال أساليب قديمة، من قبيل القبض على المنتمين الى التنظيمات السياسية وتعذيبهم، وانتزاع الاعترافات منهم، وضرب تنظيماتهم، إضافة الى اختراقها بوساطة المندسين في تلك التنظيمات، الذين يقومون برفع التقارير الدورية عن نشاط تلك الأحزاب و مشاريعها المقترحة .
كانت تلك هي الأساليب المألوفة لدى الأنظمة الدكتاتورية للبقاء أطول مدة في الحكم، وتوريثه إذا تطلب، وقد افلح كثير من الأنظمة القمعية في اطالة أعمارها، برغم الهزات التي حدثت في العالم والتي ادت الى زوال الأنظمة الشمولية ولاسيما في أوائل تسعينات القرن الماضي. ولم يزل كثير من الحكام الدكتاتوريين يمارسون تلك الأساليب المعروفة للتصدي للمعارضين وقمعهم و القضاء على نشاطهم.
و ضمن هذا المسعى حاول الحكام الطغاة منع مواطنيهم من التعرف على أخبار العالم والولوج الى معرفة أحداثه، والتواصل معها، ووصل الامر مثلما حصل لدينا في العراق في عهد النظام المباد، وفي ظل أنظمة أخرى الى منع بيع وتداول أجهزة استقبال البث الفضائي (الستلايت)، بل ان بعض الدول وضعت قوانين صارمة لمصادرة تلك الأجهزة وتغريم مقتنيها او حتى سجنهم.
فما الذي حدث بعد ذلك؟
لقد اخترقت الثورة التكنولوجية الحجب والفضاءات، واختصرت الأزمان والمسافات، وأدت بذلك الى تغيرات كبيرة على الصعيد الفردي والجمعي للمجتمعات البشرية، وأصبحت جميع الأحداث تنقل الى جميع أرجاء العالم اولا بأول، واصبح لزاما على الانظمة الدكتاتورية والمتخلفة، التي درجت على خداع مواطنيها بمعسول الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، ان تجد اعذاراً تسوغ بها اسباب الهوة بين حياة سكانها الذين يرسفون في اغلالهم وفي ادنى مراتب العيش، وبين ما يشاهده المواطن من على شاشات القنوات الفضائية من مدن تزهو بشوارعها النظيفة، وبأناس يرتدون ارقى الملابس وبمحال فارهة ومسارح ودور سينما ومراكز فنية وثقافية ورياضية، وكان على تلك الأنظمة، ان تجد تفسيرا لأسباب بقاء مواطنيها يعيشون في ظلام دامس تطحنهم الأزمات الاقتصادية وانعدام الخدمات.
لقد بلغت ثورة المعلومات وتكنولوجيا الحاسبات أوج تأثيرها حين قام مارك زوكربيرج من جامعة هارفارد في 28 تشرين الاول من عام 2003 وبالتعاون مع آخرين من اطلاق موقع التواصل الالكتروني (الفيس بوك)، وقد كانت عضوية الموقع مقتصرة في بداية الأمر على طلبة جامعة هارفارد، ولكنها امتدت الى الجامعات الاخرى ومن ثم الى جميع الطلبة قبل ان يدخل الموقع الى حاسب وبيت اي راغب في الاشتراك في هذا الموقع المجاني، اذ اصبح (الفيس بوك) الآن يضم مئآت ملايين المشتركين في جميع انحاء العالم.
يؤمن موقع الفيس بوك علاقات التواصل في اي لحظة و مع اي شخص ترغب في صداقته والتحاور معه، كما يؤمن للشخص عالما افتراضيا تتوفر فيه شتى النشاطات الحياتية التي يحتاج اليها الانسان، فكأن مستعمليه يجلسون وجها لوجه في مقاه او اماكن عامة، كما تنتقل الأحداث والوقائع بوساطة هذا الموقع (بأسرع من البرق) ويجري توسيع تداولها بين مشتركي الموقع والتفاعل معها وتبادل وجهات النظر واتخاذ المواقف بشأنها.
لقد شعرت بعض الأنظمة بمدى خطورة موقع الفيس بوك لذلك حجبته في بلدانها، ومنها ايران وسوريا على سبيل المثال، ولقد لعب هذا الموقع دورا رئيسا في تأجيج الانتفاضة الشعبية في تونس، التي ادت الى اسقاط حكم زين العابدين بن علي، كما كان لهذا الموقع دور كبير في تواصل الشباب المصري مع بعضهم البعض، والاتفاق على اوقات واماكن الانطلاق في التظاهرات، ولم تعد اساليب الطغاة القديمة تجدي نفعا في مواجهة هذا النوع الجديد من المعارضة الذي اتخذ طابعا شعبيا وجماهيريا عابراً للأديان والطوائف والقوميات، ويتعامل مع الإنسان كونه انسانا، ويوحد مشاعر الجميع ومواقفهم على وفق مشتركاتهم الحياتية والوطنية، ونخص منها اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، اضف الى هذا ان ذلك الموقع وغيره من مواقع التواصل قد تجاوزت الاحزاب والعمل السياسي التقليدي، وتفوقت بامتياز في تحريك الجماهير و رسم اهدافها، الى الحد الذي بات الشباب يفاخرون بان حركتهم عفوية وان اسبابها اقتصادية واجتماعية اضافة الى نزوعهم نحو الحرية والتخلص من ربقة الاستبداد والتخلف.
لقد فضحت ثورة الاتصالات جميع أولئك الطغاة والمتخلفين وستواصل فضح من تبقى منهم الى ان تطهر المجتمع من أدرانهم. ولن تنفع جميع أساليبهم الهادفة الى منع تطلع المواطن نحو حياة حرة كريمة لا مجال فيها للاستعباد وإهدار الكرامة البشرية، كما ان سعي تلك الأنظمة لحجب مواقع التواصل الالكتروني، ومنها الفيس بوك لن يجدي نفعا في ابقاء الطغاة على كراسي الحكم، إذ ان الحياة تسير الى الأمام وان التطور التكنولوجي فتح ويفتح يوميا أبواباً جديدة للتواصل تؤمن للناس، ولاسيما من الشباب وشائج انسانية يجري فيها الاحتفاظ بمكنونات الخير لديهم ونبذ مشاعر الكره والبغضاء.
ان على الأنظمة التي مازالت تركب رأسها وتحتقر مواطنيها ان تسارع الى الانغمار في التطور الانساني الطبيعي قبل ان يحصل ما لا يحمد عقباه من ضروب الفوضى والتقتيل وانعدام الاستقرار مثلما حدث لدينا في العراق، حين لم يلتفت رئيس النظام المباد صدام حسين الى جميع المطالبات بتركه السلطة، وجر البلاد الى كوارث متلاحقة ادت الى التغيير بوساطة قوة اجنبية وليس بوساطة الشعب ما ادى الى تبعات خطيرة لم نزل نعاني منها.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إهدار فرص الإعمار
- هل تستقيم الديمقراطية مع الفساد؟
- لعبة القط والفار في محنة الوطن مع التيار
- سقوط (بن علي) .. نهاية الأزمة أم بداية الخروج منها؟
- المقاعد التعويضية وخلل النظام الانتخابي العراقي
- محاولات التجاوز على الديمقراطية وحقوق الإنسان
- أمنياتنا في العام الجديد.. طموحٌ الى القضاء على الحرمان
- 90 % من الأموال إلى الفساد .. فهل نقرأ على الكهرباء السلام!
- المواطن بين فشل الوزراء السابقين ووعود الوزراء الجدد
- خرق القانون مصدر لإهدار الحقوق وخلق الاضطراب
- الأغلبية النيابية وحقوق الأقلية
- جدل الحريات المدنية
- حضارة الماضي ام حضارة الحاضر والمستقبل
- الدفاع والداخلية في التشكيلة الوزارية المقبلة
- نحو الأداء الأمثل لمهام السلطات الثلاث
- فوضى السياسة العراقية
- مدخل لتقويم وضع التيار اللبرالي وغياب دوره في السياسة العراق ...
- (كابينة) الحكومة المقبلة .. هل تحل مشكلاتنا؟
- عن التشكيلة الحكومية المقبلة .. مقترحات بصدد الوزارات
- سباق الموت والتأجيل


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - العالم الافتراضي يزلزل عروش الطغاة