أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ميشيل نجيب - الغضب والثورة المصرية














المزيد.....

الغضب والثورة المصرية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 14:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اليوم الجمعة هو يوم حساب المارد الجبار يوم النظام الحاكم، الذى صوره لنا الإعلام الرسمى وقياداته، وتسترجع ذاكرتى صورة وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط عندما قال : أن أنتقال أحداث تونس إلى مصر كلام فارغ !!، إلى هذه الدرجة يستهزأ وزير الخارجية بالشعب المصرى ونسى أو تناسى هذا الشعب الذى صنع حرب أكتوبر وقضى على أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، فهل من الصعب على هذا الشعب المصرى أن يصنع مستقبله بالقضاء على جبابرة النظام الحاكم؟
أعضاء الفريق السياسى الحاكم ألا ينظرون إلى أنفسهم فى المرآة ويعترفوا أنهم قد تجاوزوا سنوات الشباب بمراحل طويلة، وآن الآوان أن يتركوا القيادة للشباب ليصنعوا حاضرهم ومستقبلهم حسب الواقع العصرى الذى يعيشه بقية شعوب العالم المتحضر، أم أنهم مازلوا يؤمنون بالفكرة الخبيثة التى تقول بأنه لا يوجد فى مصر إنسان واحد يصلح لحكم مصر غير الرئيس الحالى ؟!!
أستطاع الشباب المصرى أستغلال الثورة الرقمية فى إشعال ثورة حقيقية نتمنى وصولها إلى كل مواطن يحب مصر ويعيش خيبة الأمل فى نظام وقادة ومثقفين فشلوا فى قيادة مصر نحو موقعها الريادى فى المنطقة العربية، هذا الشباب الذى فهم أن العالم قد تغير ، لكن النظام لم يفهم ولم يتعظ من التاريخ والأحداث، لأنه نظام أصابته الشيخوخة والأمراض والتى من الصعب علاجها بالمسكنات والمهدئات، العلاج الوحيد هو تغيير النظام.
من الواضح أن المجتمع المصرى يعيش منذ سنوات فى حالة إختلال الموازين، النظام السياسى هو القوة الحاكمة الضاربة المسيطرة الوحيدة أمام الشعب المصرى الضعيف الذى لا حول له ولا قوة، وأمام هذا الإختلال فى الموازين كان لا بد أن يحدث حدث يعيد الترتيب والتوازن للمجتمع المصرى، وها قد جاءت اللحظة التاريخية.
سنوات كثيرة أرهقت الشعب المصرى، وجعلته مجرد أفراد وأرقام يتعامل معها النظام، أما الشعور بالمواطنة الحقيقية للوطن الأصيل مصر، فكان رجال النظام يتلاعبون بها وينتزعونها من منظومة التربية والتعليم، ويوهمون المجتمع المصرى بأنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان، وكانت خطط الوزارة هى إفساد العقل المصرى بوضع مقررات تربوية تعمل على تنمية التخلف والجهل حتى يستطيعوا إحكام قبضتهم على أفراد المجتمع ويكون سهل الإخضاع والقيادة.
هذه المظاهرات إذا لم تصل ذروتها إلى ثورة حقيقية تسقط النظام، إلا أنها ستعمل على تعديل الوضع القائم ليظهر الشعب المصرى كقوة واقعية يحسب لها النظام ألف حساب ، ويستطيع الشعب نفسه أن يفرض مطالبه فى التغيير، ستكون فرصة كبيرة فى أن يشعر كل مواطن بأنه ينتمى إلى هذا الوطن مصر، وعليه أن يعمل من أجل تقدمه ورخاءه، من أجل أرتقاءه للمكانة التى يستحقها حضارياً.
أرض مصر الواسعة وشعب مصر الذى يزيد على ثمانين مليون مواطن، لا يستحقون هذا البؤس والفقر والتخلف الذين يعيشون فيه، فأرض مصر الواسعة والغنية تحتاج مواطنين مخلصين يضعون خلاصة عقولهم فى أستغلال ثروات مصر من أجل كل مواطن مصرى يعيش فى الحاضر ومن أجل المستقبل، وعقول مصر الذكية ينتظرون الفرصة ليشاركوا بعيداً عن البيروقراطية والدكتاتورية الفاسدة.
يا للعار على موقف المثقفين المصريين على مدار ثلاثين سنة، يختبئون فى ظلال النظام الحاكم غير قادرين على معارضة إبداعية تقود الشعب إلى تصحيح مفهومهم عن دورهم فى إحداث التغيير، وأن تتحد كل الأفكار والأهداف فى بناء دولة مصرية عصرية تجدد دماء القيادات والأدارات والهيئات، بدماء شبابية أستنارت بعلوم الحاضر .
وكما حدث فى يوم الغضب 25 يناير من أنهيار البورصة، ننتظر أنهيارات أخرى لكن بين الوزراء والقيادات الفاسدة التى أستباحت حقوق المصريين، الذين أهانوا المواطن المصرى وأهدروا كرامته فى كل بلد عربى وأجنبى ، لأن المواطن المصرى أصبح بلا ثمن
يوم الغضب الذى بدأ يوم 25 يناير، هل سيتحول هذا الغضب إلى ثورة حقيقية؟
هل سيتحول شعاراً مثل هذا إلى حقيقة اليوم :«إمتى يا شعب تثور وتثور بعد ما تونس شافت النور»؟ !!
اليوم هو الجمعة وهو يوم العطلة الأسبوعية والذى سيجعل الجميع مستعدين للخروج، وأن يكون غضبهم وثورتهم الآن هو نهاية لسنوات الصمت، التى جعلت مصر تتقهقر إلى الوراء سنوات طويلة، ثورتهم التى يجب أن تشعر الجالسين على كراسى الحكم أنهم يجلسون على سطح صفيح ساخن، وأنه حان الوقت أن يتركوا مكانهم حتى لا يحترقوا باللهيب الشعبى.
بالرغم من أننى بعيد عن مصر، لكننى متواجد مع كل مصرى بعقلى وقلبى، وأشعر أن نجاح الشعب المصرى اليوم ، يكمن فى إيمانه بأنها اللحظة الحاسمة والمناسبة لتحقيق أحلامه فى دولة مصرية جديدة تحقق العدل والحرية والديمقراطية وأن يكون شعارها: مصر لكل المصريين.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل النفس حرام وتفجير الآخرين حلال
- أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية
- فضائية الحوار المتمدن
- الأمراض النفسية للشعب المصرى
- ألف مبروك يا شعب تونس
- تفجير مصر وكنيسة القديسين بالأسكندرية
- عام جديد بين بنى البشر
- جائزتنا الكبرى هى الحوار المتمدن
- شهود يهوه والتشهير الكنسى المرفوض
- الحوار المتمدن مشروع للحياة
- تدمير الأبداع الإنسانى بأسم الله
- النمو الحضارى والبحث العلمى
- الفضائيات العربية عربية حتى النخاع
- تاريخ الأديان ينفع العقلاء
- إلى أين تتجه صحافة المواطنين؟
- دارفور الفساد العربى
- الحوار المتمدن فى عالم دكتاتورى
- النكبة والثقافة العربية
- المرأة فى عالم الرجال
- الإصلاح العربى الإنسانى


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ميشيل نجيب - الغضب والثورة المصرية