عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 15:34
المحور:
الادب والفن
كـان عليَّ أن أهربَ منكِ ، ولمّا حصل وهربتُ ، لم أجد ما أصنعه ، فابتكرتُ امرأة اخرى لم أعطها صفاتكِ ، لكن ذلك كان وهما ، فما ابتكرته كان أنتِ .
كان أنتِ كلَ ما ابتكرتُ ،
وكلُّ ما حطمتُ من ابتكارات كان أنتِ ..
كان أنتِ .
قلقٌ يسكنني أنتِ .
ألمٌ لا أعرفُ مصدره ،
وجمالٌ يهطلُ بأمطار حزنه في حوض راحتيّ ،
أنتِ .
أبتكرُكِِ يوميا وأنتِ واحدة .
واحدة ٌ أنتِ ،
وعندما اجرّب أن اطلقُ عليكِ اسما تتعددين ، فأتيه في تعددكِ ،
ثم يضيع اسمكِ.
أهربُ من هَربي منكِ ، لكن هربي يأخذني إلى متاهة أطواركِ ..
أحيانا
أدخلُ مدينة غريبة ،
فأجد عشاقها يعرفون اسمكِ
الذي تمكنتُ من ابتكاره في مدينة اخرى ..
أجدُ نومكِ في نعاس القناديل ،
وأعثرُ على أحلامكِ مكتوبة في كتبٍ لم تُكتب بعد .
اقابلكِ كلما أقفلتُ عليَّ باب الحواس .
كلما شطبتُ على طولكِ يأتي ظلكِ .
كلما طردتُ وجهكِ من خيالي ، يغادرني الخيالُ .
إذا كتبتكِ في اليأس ، تظهرين في الفرح .
إذا مزقتُ ما كتبتُ أتمزقُ ، كأن روحي هي الورقة ،
فتجمعيني
قصاصة بعد قصاصة .
أصيحُ لا احبكِ ، فيعتري الهواء الشللَ :
تتوقف الساعاتُ ، وتجمد الفصولُ .
أهربُ من جَمالكِ إلى رعب الكتابة ، فأجدكِ تنتظرين أن أكتبكِ كما تشتهين أن تكوني : امرأة لا حدود لها ، فأعرفُ أن هلاكي موشكٌ أن يكون هلاكا ينحدرُ من جنس جنونكِ ، وأن جحيما من الشِعر ينتظرُ أن أصوغكِ مرة بعد مرة ..
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟