أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - دياري صالح مجيد - لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟














المزيد.....

لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 12:39
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


ثورة الياسمين التي ساهمت في تفجيرها بشكل كبير القوى الشعبية و المواقع الالكترونية المختلفة , ينظر لها اليوم بعين الاحترام والترقب من قبل طرفين متناقضين في المصالح والتوجهات , فالشعوب المقهورة في شرقنا الاوسط تنظر الى تلك الثورة نظرة الاحترام والتقدير لكل ابناء الشعب التونسي ممن رفضوا استمرار الاذلال تحت وصاية حكم جائر مستبد اثرى على حساب الشعب , في مقابل نظرة ملئها الترقب والاستعداد من الان الى قادمات الايام لما يمكن ان تسهم به مدخلات شعبية متضامنة مع النموذج التونسي في امكانية تصعيد حدة الانكسار الذي يشعر به الفرد في هذه الدول للوصول به الى مرحلة الانفجار عبر المطالبة بالتغيير تيمنا بثورة الياسمين تلك . خاصة وان تلك المخاوف بدات تتصاعد اليوم مع اقتراب بعض دول المنطقة من الانتخابات التي سيجري البعض منها في وقت ليس بالبعيد عن اصداء الثورة التونسية , فهل يا ترى ستنتشر بذور الثورة تلك لتُحصد ثمارها في الدول الشرق اوسطية ؟ .

على الرغم من ان تونس تنتمي جغرافيا الى العالم العربي الا انها ثقافيا واجتماعيا تمتاز بخصوصية ما لا يمكن للمرء ان يعزلها عن ارث الماضي الشائك . هذا فضلا عن اهمية موقعها من اوربا وتاثرها بالافكار التحررية اكثر مما هو عليه الحال في دول الشرق الاوسط العتيدة في خضوعها لحكام لا مفر من الاستمرار في الغضوع لاستبدادهم ولديمقراطياتهم الزائفة , طالما ان الادوار التي تلعب من قبل الدولة في هذا الشرق تركز على ثنائية الحكم والعسكر في مقابل التراجع الخطير لدور القوى اليسارية والمثقفة في امكانية التاثير على فئة واسعة من المجتمع واقناعها بجدوى التغيير وامكانيته .

لا اريد ان اكون كثير التشاؤم هنا لاحكم على اي تجربة بالفشل في هذا الشرق اوسط , لكن من يتصور ان الامور يمكن لها ان تنتشر بهذ السهولة من تونس الى دول مثل مصر و السعودية او ايران , فهو انما يعمل على تبسيط الامور اكثر مما ينبغي لها . وهو ما يقود بالنتيجة الى الوقوع في كارثة التحليل الخاطيء البعيد كل البعد عن الواقع . فالكل يعرف بان دول المنطقة هذه لا تؤمن بالديمقراطية ولا تستحب مبادئها التي يمكن لها ان تنصر الشعوب على الحكام وتهيء لاستبدال العروش بغير حكامها الحاليين , وخير دليل على ذلك ان جميع اللاعبين المؤثرين في الشان العراقي من قوى الجوار الجغرافي الشرق اوسطية تتنازع فيما بينها على اديولوجيات ومشاريع مختلفة , لكنها بالمقابل تجتمع على مصلحة جوهرية عبر عنها العديد من القادة بشكل مباشر او غير مباشر وهي افشال المشروع الديمقراطي في العراق الذي عادة ماينظر له على انه احدى ادوات التدخل الامريكي في العراق ومنه الى المنطقة .

اليوم ينظر نظرة مشابهة نوعا ما لما جرى في تونس , واقصد بذلك النظرة الرسمية المعبرة عن رؤية صناع القرار السياسي لما جرى هناك , حيث بدات العديد من النظم الربط بين التجربة التونسية والدور الخارجي في محاولة لاقناع الشعوب بان هذا التغيير انما كان بيدف اغراض لا تخدم مصلحة الشعب التونسي , وعمل البعض الاخر على محاولة الدفع بالتنظيمات المليشياوية والجهادية في سبيل التاثير سلبا على مخرجات هذه الثورة محليا واقليميا .

يبقى امام المتتبع للاحداث هناك تساؤلات تتعلق بدور الطبقة العاملة وبدور المؤسسة العسكرية التي لم يكن لها ذات التاثير على السياسة التي تدار مفرداتها في شرقنا الاوسط من قبل اجهزة ومؤسسات تهيمن على الحكم وبالتالي هي يد الحكام الطولى هنا على الشعوب . لذلك نختصر اجابتنا على التساؤل الذي طرح في عنوان المقالة بالاشارة الى ماذكر من خصائص تميز ثورة الياسمين في تونس التي قيل في حقها " ان ثورة الياسمين استثناء في العالم العربي فهي تمتاز بوجود طبقة وسطى قوية تم بنائها اعتمادا على اقتصاد غير قائم على النفط . ثورة لدى ابنائها مستوى عال من التعليم ومزيد من التساوي في الحريات بين الرجال والنساء . فضلا عن انها ثورة شعب لديه جيش امتاز ببقائه خارج اطار السياسة " .

اذا ما ارادت الشعوب في شرقنا الاوسط العمل على تغيير النظم السياسية فيها بما يخدم مصالح الغالبية التي تمتاز بالفقر وانعدام الفرصة في التعليم وبتسلط قوى الامن والعسكر على رقاب الجميع باعتبارهم اداة السياسي في تركيع الناس , فان مثل هذا التغيير المنشود لن يكون له دور من دون ابناء الطبقة الوسطى وبناتها العاملون دوما على تطوير الافكار والانغماس في التعليم وتطوير منظمات القوى العاملة بما يعطي لها الدور الحقيقي في التحول الى قوة مواجهة ضد النظم الحاكمة , والا فان ثورة الياسمين لن تجد لها مكانا في شرقنا الاوسطي الذي لم يشهد منذ عقود اي ثورة حقيقة على النظم السياسية فيه .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?
- سفير بلا سيرة ذاتية !!!
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...
- مشاركتي الاولى في حلقة نقاشية خارج العراق
- الكورد الفيلية وفلسطيني القدس العربية .... ذكرى متجددة للألم
- الجيوبولتيكا الايرانية ومستقبل العقوبات الامريكية
- تعليق على مقال كورد العراق الفيلية للكاتبة اليزابيث كامبل
- كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟
- بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب
- جيوبولتيكا السلام والحرب
- الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟
- الضرائب البيئية والتمييز العنصري الجديد بين الشعوب
- فهم الامبريالية الجديدة (( مقابلة مع الجغرافي ديفيد هارفي ))
- الكلمة الافتتاحية في منتدى التجديد الحضري المنعقد في البرازي ...
- انا اشعر بالامان في مدينتي اذاً انا موجود
- هل ستفعلها اسرائيل ؟
- التجارة لعصر ذهبي في العلاقات الايرانية – التركية


المزيد.....




- رقم قياسي جديد في عيد الشكر: كيف تستعد إدارة أمن النقل الأمي ...
- ألمانيا – اتهام أربعة أشخاص بالانتماء لحماس والتحضير لهجمات ...
- غزة.. مياه البحر والأمطار تغرق الخيام
- وزير سعودي يعلن توجه بلاده لدخول مجال صناعة هياكل الطائرات
- الأعرجي ينفي نقل السفير الأذربيجاني رسائل من إسرائيل إلى الع ...
- إيلون ماسك: طائرات إف- 35 فاشلة ولا يستعين بها سوى الحمقى
- وزراء دفاع أوروبيون يتفقون على مواصلة دعم صناعة الدفاع في أو ...
- -خلّفت دمارا هائلا-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهداف قاعدة حيف ...
- السفارة الروسية في لندن: بريطانيا كثفت حملتها المناهضة لروسي ...
- العنف ضد المرأة..أي دواء لهذا الداء؟


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - دياري صالح مجيد - لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟