أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المستاري - عندما نتخلى عن القيم... اغتيال الأخلاق وذبح الحياء هو حتما طريق للإخفاق














المزيد.....


عندما نتخلى عن القيم... اغتيال الأخلاق وذبح الحياء هو حتما طريق للإخفاق


محمد المستاري

الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 01:18
المحور: الادب والفن
    


عندما نتخلى عن القــــــيم...
اغتيال الأخلاق وذبح الحياء
هو حتما طريق للإخفاق



محمد المستاري
طالب باحث في علم الإجتماع



يحكى قديما أن أمير قبيلة يتميز بالبطش والشدة، وكان قائدا مدبرا، همه الشاغل يريد بسط نفوذه على حساب الكثير من القبائل. وكان دائما ينجح في شن هجوماته على أية قبيلة أرادها، إلا أنه كان يحتاط من إحداها. فاستشار ذات يوم رئيسه المقرب بأنه سيستولي على تلك القبيلة. لكن رئيسه رد قائلا بسرعة: يا أمير!! ألا تعلم بأن أهل تلك القبيلة أقوياء وإذا واجهوا جيش قبيلة جعلوا منها خرابا؟! وعلى الرغم منها كان الأمير مصرا عازما. فاقترح عليه رئيسه أن يسمح له بالإطلاع على أحوال أهل تلك القبيلة قبل أن يشرع في الهجوم عليها. فوافق الامير لطلبه.

وعندما دخل الرئيس من باب السور العظيم الذي يسيج تلك القبيلة التي يريد أميره بسط نفوذه عليها، راكبا على جواده المسرج يتجول فيها خُفيةً قصد الإطلاع على أحوال أهلها، فإذا به يرى لحظة مثيرة للانتباه، طفلا صغيرا في سن 10 سنوات يوجه رمح نبله بهدف ضرب عصفورين في آن واحد، لكنه أصاب عصفورًا سقط أرضا، والثاني أصيب في ريشه وأحد رجليه حتى بترت، وعلى الرغم من ذلكـ، كافح الطائر وتمكن من الطيران، لكن بصعوبة. فإذا بالطفل ينفجر باكياً ويدس بنفسه على التراب. فنزل الرئيس من جواده ليطلع على ما أحل بالطفل وعن سبب بكائه المفاجئ، (من غير أن يكشف عن هويته بطبيعة الحال). أجاب الطفل قائلا بكل غضب: لم أصبهما معا، لم يسقطا، لم أصب الهدف. فأجابه الرئيس مستغربا لفعله: لكنك أصبت واحدا والثاني كدت ستصيبه، بل قد أصبت نصفه، وعلى الرغم من ذلك، لم يصغي الطفل. فسأله الرئيس قائلا: لكن، ما المشكلة؟ لماذا تبكي إذا لم تصبهما معا؟ أجاب الطفل الذي يبلغ من العمر 10 سنوات: لأننا لا نريد شجارا مستمرا مع أهل قبيلة طاغية تفكر يوما في الطمع على قبيلتنا، يجب أن نقضي عليها في مرة واحدة ونقطع دابرها. فأصيب الرئيس بالصدم لما سمع وعرف عن أحوال تلك القبيلة التي يفكر أميره في الإستيلاء عليها حتى الأطفال الصغار منشغلين بالنصر لها، فضرب على كتف الطفل وركب على جواده مسرعا إلى أميره ليخبره بألا يفكر في الدخول إلى تلك القبيلة، حاكيا له عما رآه وسمعه عن أحوال أهلها. حتى اقتنع الأمير...

وبعد مُضي 10 سنوات أو أقل منها بادرت الأمير نفس الفكرة التي كانت تراوده منذ زمن بعيد، ألا وهي شن هجوم على القبيلة التي تمثل له توسعا إستراتيجيا لقبيلته وتجعله قويا وشجاعا في مشاهد ومسامع القبائل الأخرى. وكعادة الأمير يستشير برئيسه المقرب بأنه عازم على تجنيد الجيوش للدخول إلى تلك القبيلة. فأجابه رئيسه: بأن أهل تلك القبيلة أقوياء وشجعان وإذا ما وجهناهم وجابهناهم ولم ننتصر عليهم فقدنا هيبتنا أمام كل القبائل. لكن الأمير كان عازما ومصرا هذه المرة، ولا يفكر إلا في الإستيلاء على تلك القبيلة، مبررًا ذلك بالزيادة في القوة والشجاعة، وكثرة الجنود والفرسان. فطلب الرئيس من أميره أن يسمح له بأن يعاود الإطلاع على أحوال أهل تلك القبيلة تجسسا لمعرفة ما قد وصلت إليه، فوافق الرئيس مستجيبا لطلبه.

بعد وصول الرئيس إلى القبيلة ودخوله من بابها الكبير على أحسن الجياد دخل وهو يتجول بين دروبها، فإذا به يلتفت فيشاهد ثلة من الشيوخ يلعبون القمار بعدما أتى قبلاً بعشر سنوات كان يراهم يعتكفون المساجد التي أصبحت فارغة.
ثم استمر يتجول قصد الإطلاع فإذا به يرى طفلا في عمر ال16 عاما يبكي وهو على حالة يرثى لها من شدة الغضب، فتعجب الرئيس منه قائلا: لقد ضيعت حدثا ربما لم أرى ماذا كان يريد أن يصنع هذا الفتى. ما سبب بكائه ياترى؟
فدنا منه على صورة العطف عليه حتى إطمأن إليه، (من غير أن يعرف هويته بطبيعة الحال). فسأله عما يبكيه؟
فأجاب الفتى وهو حزين بشدة مرتسمة على وجهه: بأنه دائم الإخفاق، ولا ينجح في أي أمر يرغبه، يبكي على حبيبة كانا اتفقا على أن يلتقيا على الساعة الثانية، وهاهي الساعة الرابعة قد أشارت عقاربها، ولم تأتـــي، لم تأتـــي بعد. فاستخلص الرئيس آن سبب بكاء الطفل الحب. إذن، القبيلة ضاع فتيانها وضاع شيوخها.
ورجع الرئيس إلى أميره آمرا له أن يدخل إلى تلك القبيلة. فتعجب الأمير !! فوصف له رئيسه عما شاهده في القبيلة….



#محمد_المستاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير عن: اليوم الدراسي حول: -التنمية في المغرب بين المحلي ا ...
- الإعلام كمؤسسة تنشئوية مدعمة ومنافسة لدور الأسرة في التنشئة ...
- المؤسسات المدعمة والمنافسة لدور الأسرة في التنشئة الإجتماعية
- أي سر وراء أزمة القراءة بالمغرب؟ أزمة في عدم القراءة، أم أزم ...
- التلفاز المغربي، إنتاج للعطب
- حضورية الأنترنيت في المجتمع المغربي، إيجاب أم سلب؟؟
- التراتب الإجتماعي وعلاقته بإشكالية السلطة، والتغير الإجتماعي ...
- علاقة التأثير الإجتماعي بوسائل الإتصال الجماهيري
- عرض حول: عالم الإجتماع الفرنسي ألان تورين Alain Touraine
- المغرب والتنمية، أية علاقة؟


المزيد.....




- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...
- رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع ...
- فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي ...
- من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي ...
- اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
- مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و ...
- إنطلاق مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ43 + فيديو
- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المستاري - عندما نتخلى عن القيم... اغتيال الأخلاق وذبح الحياء هو حتما طريق للإخفاق