أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم السيد - هوامش على الحدث التونسي














المزيد.....

هوامش على الحدث التونسي


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3257 - 2011 / 1 / 25 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحدث التونسي يعد الأغرب في الساحة العربية اذ لم يسبق لأي شعب عربي على حد علمي الذي هو دون الوسط ان اسقط زعيما سياسيا عربيا بهذه الكيفية التي حدثت وبنفس الوقت لم يغادر أي زعيم عربي السلطة بهذا التسليم للمطلب الشعبي المطالب بتنحيته .
الحدث كما قلت غريب على المقاييس التي الفناه في الساحة السياسية العربية والأحداث لاتزال غير مستقرة والأيام حبلى وربما ستأتي بالكثير القادم والذي قد يأتي على نفس النسق من الغرابة ولكن لي بعض الهوامش على الحدث قد يجد فيها القاريء الكريم بعض الغرابة .

فكم من المظالم التي ترزخ تحتها الشعوب العربية من غير ان تحرك ساكنا بل ان وضعها من البؤس بمكان بحيث لايمكن مقارنته بما عليه وضع الشعب التونسي تحت حكم بن علي بحيث تجعل المراقب للحدث التونسي يطرح عشرات الأسئلة التي بالتأكيد ستبقى عصية على الأجابة
ولو أردنا قياس حال الشعب التونسي لوجدناه افضل حالا من كثير من الشعوب العربية في نواحي كثيرة بل لعل الدولة التونسية فيها من التشريعات الأجتماعية مالايماثل ذلك في اي قطر عربي اخر خصوصا في مايتعلق بقضية المرأة وتوريثها كما ان القبضة البولسية للنظام التونسي ليست اشد قسوة من بقية الأنظمة العربية .
فلماذا يتمرد الشعب التونسي على حاكمه ولاتفعل بقية الشعوب العربية ذلك ومالذي يميز هذا الشعب عن بقية محيطه وجيرانه وكيف تنقلب تضحية محمد بن عزيزي الى شرارة تشعل هذا التمرد الشعبي الواسع ولاتفعل عشرات التضحيات من كثير من الشباب المصري والجزائري الذين قاموا بذات فعلة بن عزيزي حين اقدموا على اضرام النار في اجسادهم في الميادين العامة او امام بعض المقرات الحكومية دون ان يكون لأقدامهم هذا نفس الأثر الذي تركه اقدام شقيقهم التونسي فلماذا هناك ولماذا لايكون مثلها في أمكان اخرى .
لماذا لاتهب بقية الشعوب العربية هبة الشعب التونسي حيث كان كافيا لهذا الشعب شخصا واحدا لأن يحرق نفسه احتجاجا على مفاسد نظام بلده لينتفض بقية الشعب نصرة له حتى لاتضيع تضحيته هباء بينما رأينا أعداد الحارقين اجسادهم احتجاجا في ازدياد في كل من مصر والجزائر وربما سيحدث ذلك في بلدان اخرى في قادم الأيام دون ان يشكل فعلهم ذات تأثير فعلة المحتج التونسي فما الذي يميز التونسيون عن بقية الشعوب العربية .
اللأبالية صفة اصيلة من صفات العرب فشعار ــ انا وحدي وليأتي بعدي الطوفان ــ اضحى يشكل اخلاقية نتسلح بها جميعا بإمتياز بلا أي وخزة ضمير عندما نرى الدنيا حولنا تحترق دون ان نحرك ساكنا مادامت لاتصلنا النار وإن لسعنا لهيبها الا ان الشعب التونسي ضرب لنا نموذجا مغايرا في روعته إنه يعد خرقا لهذه السلبية التي دمغت سلوكياتنا فهذه اللحمة الرائعة التي جعلت الفعل الشعبي التونسي وكأنه يأتي استجابة لطلب قيادة تاريخية رغم عدم وجود أي قيادة فعلية لأنتفاضة هذا الشعب حتى اصبح البعض يبحث عن اصول اخرى لهذا الشعب غير الأصول العربية .
قد يقول قائل ان بقية الأنظمة العربية من القوة بمكان بحيث لايمكن ان تهزها مثل هكذا مواقف ولاترعبها مثل هكذا احتجاجات وانها قادرة على قمعها بقسوة مفرطة لكن معطيات الواقع تعطينا قراءة اخرى وهي ان هذه الأنظمة مرعوبة من الظاهرة التونسية بحيث يمكن ان نرى تخوفاتها من خلال حزمة الاجراءات التي تحاول من خلالها التقرب الى الجماهير واستجداء ودها في عديد من الدول العربية لكي لاتحذو شعوبها حذو الشعب التونسي في انتفاضته مما يدلل على عدم ثقة هذه الأنظمة بوضعها الداخلي ولا بقدرة اجهزتها البوليسية على قمع أي تحرك شعبي .
رغم مرور اكثر من اسبوعين على نجاح الصفحة الأولى للأنتفاضة التونسية التي حملت الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على التنحي ومغادرته البلاد لم يصدر عن المنتفضين أي برنامج سياسي ولا حتى بيان يوضح اهداف هذا التحرك الشعبي ولازال الشعار المرفوع مقتصرا على التغيير السياسي .
السؤال الذي كان يفرض نفسه بقوة منذ انطلاق الأنتفاضة التونسية ولازال هو من هم رجال الأنتفاضه الحقيقيون ؟ وماهي اهدافهم النهائية ؟ لأن المراقب لايرى اية ملامح لأية قوة سياسية ذات تأثير واضح على هذه الحركة الشعبية رغم ظهور بعض قوى المعارضة سواء كانت في المنفى او في الداخل على مسرح الأحداث كمستفيد عرضي من الأحداث وليس محرك لها .
اثبت قوى اليسار العربي في كثير من التحليلات المحسوبة على هذا اليسار والتي تناولت الوضع التونسي من ان هذا اليسارغير قادر على فهم هذا الحدث بواقعية ونضج كافيين وذلك من خلال الدعوات المتسمة بالسذاجة للشعوب العربية لكي تحذو حذو الشعب التونسي من خلال تأجيج الخطاب المهيج لهذه الجماهير لغرض الأنتفاض ضد انظمتها السياسية بل وصل الأمر في بعض الأحيان دفع بعض الأفراد الموتورين للأنتحار حرقا على غرار فعلة التونسي البوعزيزي لأستثمار هكذا افعال لأشعال الشارع وقد فشلت كل هذه المحاولات نتيجة عدم واقعية التعامل مع الواقع الخاص لكل شعب عربي كما هو عليه فاللهاث وراء استنساخ التجربة التونسية التي لايمكن اعادتها في أي من البلدان العربية دليل على الأفلاس الفكري لقوى اليسار العربي الموجودة على الساحة الان فليس كل الشعوب العربية كشعب تونس ولا أي من الرؤساء العرب زين العابدين بن علي .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة الى تأسيس منظمة بديلة للأمم المتحدة
- من اجل تشكيل عقيدة قتالية صحيحة للجيش العراقي
- الثمن الذي يطلبه النظام العربي من العراق لعودته للحضيرة
- ماهي أبعاد الهرولة الجماعية لصعود قطار الحكومة
- قضية الخمرة ... المواجهة الخطأ
- مقاربات بين الشهيد والشهادة
- لانحتاج وزيرا مثقفا لوزارة الثقافة بل نحتاج الى الغائها
- طارق عزيز ودوره في حربي الخليج
- مشروع الديمقراطية العراقية وفرص البقاء
- ماوراء الدعوة السعودية
- عادل عبد المهدي ... هل سيكون ابي موسى أشعري أخر
- الحجاب .... هل بدأ العد التنازلي للأنحسار
- العرب وايران
- هل زينت جائزة مؤسسة ابن رشد موقع الحوار حقا
- قراءة هادئة في المشروع السياسي للقوى الاسلامية
- امة لاتستطيع قول لا لاتستحق الحياة
- الفرق بين موت وموت
- سيد درويش فنان الشعب ظاهرة لم تتكرر
- ماهي اهداف الحملة الأعلامية لتغطية عملية حرق القرآن
- حق التظاهر والأحتجاج هو لب الديمقراطية وجوهرها


المزيد.....




- المصانع الصينية تنقل الحرب التجارية مع أمريكا إلى مكان جديد ...
- الصين تحتفظ بورقة استراتيجية في صراعها التجاري مع ترامب
- هذه الصور الزاهية هي رسالة حب لنساء المغرب القويات
- ماذا نعرف عن الكلية العسكرية التي درّبت قوات المعارضة قبل ال ...
- أمير قطر يزور موسكو
- صراع النفوذ على النفط يعمق أزمات ليبيا
- عراقجي يميط اللثام عن رسالة خامنئي لبوتين
- غزة.. نزوح نصف مليون فلسطيني جراء استمرار العمليات العسكرية ...
- توتر تركي يوناني حول التخطيط المكاني البحري
- مصادر بوزارة الدفاع التركية: آلية خفض التصعيد مع إسرائيل لا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم السيد - هوامش على الحدث التونسي