أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - و من الشرارة يندلع اللهيب














المزيد.....

و من الشرارة يندلع اللهيب


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3256 - 2011 / 1 / 24 - 21:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و من الشرارة يندلع اللهيب

لا شك أن الخطب جلل , ليس فقط أن أحد السادة قد هزم , فالسادة يتقاتلون باستمرار و يسقط بعضهم البعض باستمرار , لقد سقط السيد المذكور على يد العبيد تحديدا , لقد نهض العبيد ... لا شك أن هناك الكثير من الأشياء التي يجب القيام بها بعد , هناك الكثير من السادة , في تونس و خارجها , يجب التخلص منهم للاحتفال بالحرية الحقيقية , لكن يبدو أن الطريق إلى هناك , حيث لا سادة و لا عبيد , قد أصبح مفتوحا , لسبب بسيط , هو أن العبيد قد توقفوا عن الانصياع الصامت , و ثاروا على مضطهديهم ... قبل الثورة كان كل شيء يبدو حقيقيا , جديا , مرعبا أو رائعا , كل شيء إلا الفقراء و العبيد , بعد الثورة يبدو كل شيء تافها و مزعوما , صغيرا و لا معنى له إلا الفقراء و العبيد , 4 أسابيع و بن علي يردد مصطلحات الحرب على الإرهاب في وجه المنتفضين , و الغنوشي محمد يردد , قبل 14 يناير و بعده , كل مصطلحات الخطابات الليبرالية و النيوليبرالية السائدة , 4 أسابيع من مشاركة النظام الرأسمالي العالمي و العربي الرسمي و الإعلام الليبرالي بالصمت أو بدعوات التهدئة في المجزرة ضد الفقراء المنتفضين , لم ينفع شيء , و لا حتى رصاص القتلة , و مع إقلاع طائرة بن علي التي طردها كل أصدقائه القدامى الذين طالما تغزلوا بمعجزاته الاقتصادية و بنظامه سقطت معها كل خطابات السادة , فجأة بدا أن أي شيء أصغر من تضحيات و قوة المنتفضين , تغيير الحكومة ؟ تغيير الدستور ؟ شطب الحزب الحاكم ؟ و حتى حكومة عمالية كما قال البعض ؟ شيء واحد يبدو اليوم أكثر معقولية إن لم يكن الشيء الوحيد المعقول اليوم في تونس , و ربما في الغد في مكان آخر و بعده ربما في كل مكان , و هو حرية الفقراء الحقيقية , و هذا ما يبحث الفقراء عنه لا عن أي شيء آخر يتوهمه البعض , لكن السادة ما زالوا يتحدثون بنفس اللغة القديمة قبل الثورة التونسية , من الأكيد أن كلا منهم أخذ جديا اليوم سخط الشارع و هم إذ قللوا من استخدام الهراء حول التنمية و الخصخصة و أرقام النمو التي كانوا يصرخون بها في كل مكان و زمان و توقفوا عن الإيمان ب و تصديق ما كان يقوله البعض في إعلامهم عن ضرورة الملكية الخاصة و عن حتمية السلطة كأساس للاجتماع البشري الأمر الذي كان يفترض أن يشعرهم بالثقة في مستقبل سلطتهم و أن يشعر العبيد بضرورة عبوديتهم و انصياعهم للسلطات القائمة , بدلا من هذا الارتكان إلى كل ذلك فإنهم لجؤوا لتقديم بعض التنازلات , رفع للرواتب أو تحديد للأسعار أو زيادة للدعم الذي كانوا على وشك إلغائه قبل وقت قصير , حتى الكويت منحت مواطنيها منحة إضافية بألف دينار , إن ما يعتقده السادة الآن أن تقديم التنازلات ضروري قبل أن تصبح متأخرة جدا كما جرى مع بن علي و من بعده الغنوشي محمد حيث يبدو أن أية تنازلات في مرحلة ما مهما بدت جذرية لا تؤدي سوى إلى المزيد من شعور المنتفضين بقوتهم و ترفع سقف مطالبهم بسرعة إلى مستويات أعلى لم يحلم بها ليس السادة فقط بل و العبيد الثائرون أيضا , ما عدا ذلك فإن السادة يتصرفون و كأن شيئا لم يحدث , لا أدري هل هذا جزء من عملية إيهام ذاتية ناتجة عن قصور في الوعي أم فعل واعي يحاول احتواء ذيول الثورة و يحاول إخماد جذوتها التي تكاد تضطرم في النفوس في كل مكان , تواصل وزيرة الخارجية الأمريكية و الفرنسية و سعد الحريري و حسن نصر الله و وزير الخارجية السعودي و الإيراني و المصري و وزير خارجية السلطة الفلسطينية و رجال الدين و المنظرون , يواصلون الكلام و كأن شيئا لم يكن , لعلهم ينتظرون أن يستيقظوا ذات صباح و قد عاد العبيد إلى قيودهم و نيرهم و صمتهم و قد توقفوا عن التمرد و الحلم بالحرية بفعل قوة ما تبدو اليوم عاجزة تماما أمام ثورة الفقراء و المضطهدين , يدعونها في كل لحظة لتعيد الأوضاع كما كانت , لتعيد الفقراء عبيدا كما كانوا أبدا , ما أشبههم بكهنة كل الأديان الذين لم يفهموا أبدا , حتى اليوم , كلمات زرادشت لهم , عندما أنبأهم بأن الله قد مات بالفعل....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى المستسلمين للأناركي الفرنسي ليبرتارد
- دعوة لإطلاق حرية الاعتقاد و الضمير و كف يد المؤسسات الدينية ...
- مواصلة للنقاش حول مجزرة كنيسة القديسين
- مرة أخرى عن مجزرة كنيسة القديسين
- عن مجزرة كنيسة القديسين
- بين ماركس و باكونين , و ردود على بعض التعليقات
- عن فرار المسيحيين العراقيين
- دفاعا عن اليسار العربي
- عن فقه الاستغفار و الدعاء و ما شابه
- كيف انتصرت البيروقراطية و هزمت البروليتاريا الروسية
- من التاريخ , عن صلاح الدين الأيوبي
- وعي النخبة السياسية الفصامي
- كلمة للفقراء في جنوب السودان
- الأخلاق و السياسة , دفاعا عن اللا سياسة
- يجب لأا يمر ما جرى في كنيسة النجاة
- حروب في الظلام
- الأفكار المادية عند المعتزلة
- ملاحظات عن الجدال الاقتصادي الدائر اليوم في سوريا
- رؤية في وعي الواقع
- جدال حول التغيير


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - و من الشرارة يندلع اللهيب