أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - انعقاد مؤتمر - نهضة الكلدان - ضرورة مرحلية حتمية















المزيد.....

انعقاد مؤتمر - نهضة الكلدان - ضرورة مرحلية حتمية


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3256 - 2011 / 1 / 24 - 15:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


[email protected]

من الوقائع الحقيقية الراسخة والتي لا يرتقي اليها الشك ان الكلدانيين قوم عراقي وديع وأصيل ، وهو يشكل جزء اساسي من الفسيفساء الجميل الذي يتكون منه المجتمع العراقي ، والكلدانيون قطنوا هذه الديار منذ ازمنة موغلة وساهموا في بناء الحضارات البينهرينية ، تلك الحضارات التي اعتبرت لآلئ ساطعة على صفحات تقدم البشرية .
وحينما نشد الرحال الى الأزمنة الحديثة ، نألف الشعب الكلداني يستمر في سيرورته على خطى البناء والتعمير والتطور ، وهكذا كانت مكافئة هذا الشعب بما يستحقه من حقوق إنسانية وسياسية ودينية ، وفي العهد العثماني عومل الشعب الكلداني بنظام الملل الذي كان سائداً ، وكان له شبه حكم ذاتي في إدارة نفسه الى جانب الملل الأخرى في تلك الدولة ، والملة في اللغة الفارسية تعني القومية ، إي ان الشعب الكلداني كان معترف بحقوقه القومية الى جانب القوميات الأخرى في تلك الدولة .
إن هذا الواقع قد افرز بعد ان وضعت الحرب الكونية الأولى اوزارها الى تقسيم ممتكلات الأمبراطورية العثمانية والتي وصفت بالرجل المريض ، وعلى خلفية الأعتراف بحقوق الأقليات القومية في تلك الدولة المندثرة بعد تلك الحرب ، كان هنالك اعترافاً كاملاً بضرورة الحفاظ على الحقوق القومية لتلك الأقليات بما فيها حقوق الأقلية القومية الكلدانية . ويمكنني الجزم بأن الأحوال استمرت على ذلك المنوال بل تحسنت في العهد الملكي إذ كانت ثمة حقوق مصانة للكلدانيين وبقية المسيحيين إن كان بالتمثيل في مجلس الأعيان او في مجلس البرلمان .
وحينما نحاول قراءة المشهد بعد سقوط النظام في نيسان 2003 سنلاحظ ان الصورة قد آلت الى قتامة وعتمة بإدخال شعبنا الكلداني وكل الأقليات الدينية في نفق مظلم . واليوم هذا القوم مشتت جغرافياً في أرجاء المعمورة وهو ايضاً مشتت الرؤيا في الهوية والألتزام بها، فشعبنا الكلـــــــــــــــداني يتعرض اليوم الى التهجير القسري من اماكن تواجده تحت وطأة الأرهاب وعمليات الأبتزاز والتهديد والترويع ، وبعد ذلك يؤول مصير هذا الشعب ، الذي هو بمثابة هنود حمر العراق ، ليقترب من حافة الأندثار من وطنه ليكون مصيره الانتشار والتشتت في شتى ارجاء المعمورة.
إزاء هذا الواقع المؤلم يصبح من الضرورة القصوى في هذا الزمن انعقاد مؤتمر كلـــــداني ، فالمؤتمرات واللقاءات عموماً تعتبر وسيلة ديمقراطية متطورة لتبادل الأفكار والخبرات، وهي وسيلة فعالة لحماية الهوية القومية من التهميش والنسيان.
بالتمعن في قراءة المشهد سنلاحظ ان شعبنا الكلداني لم يطاله التهجير القسري وعمليات العنف فحسب إنما كان الى جانب ذلك عمليات التهميش والأهمال من لدن الحكومة العراقية الأتحادية التي ضمنت تمثيل كل الأطياف العراقية القومية والدينية والمذهبية باستثناء تمثيل شعبنا الكلداني الذي يمثل ، هنود حمر العراق ، بشهادة كل المنصفين ، فهو المكون العراقي الأصيل الوحيد الذي ابعد عن التمثيل في هذه الحكومة ، ويبدو ان الحكومة ليس في قاموسها التمثيل العادل للمكونات العراقية المبني على المساواة بشكل منصف ، إنما هي تعتمد على تمثيل من لهم القوة والسطوة فحسب .
كما ان الأخوة الأكراد برغم موقفهم المسؤول الشريف من المكون المسيحي ، لكن فيما يخص الحقوق القومية للشعب الكلداني ، فإنهم بصراحة قد أداروا ظهورهم للمكون الكلداني برغم ان هذا الشعب ( الكلداني ) وقف الى جانبهم اثناء نضالهم المسلح لنيل حقوقهم من الحكومات العراقية السابقة .
هنالك ناحية أخرى وهي ان أشقائنا المقربين يحاولون إذابة هذا المكون في كؤوسهم ، كما يذوب السكر في قدح الشاي ، وهذا منافي للوائح حقوق الأنسان وحقوق الأقليات ، وحرية الفكر والأنتماء والمعتقد ، إننا في القرن الواحد والعشرين وإي نوع من الوصاية مرفوضة ، وكل إنسان له الحق في ان يفكر كما يريد وعلى الآخر ان يقبل ويحترم هذه الحدود ، دون وضع عراقيل او محاولة كيل التهم لمن يخالفهم في الأنتماء والهوية والتفكير .
من هذه المنطلقات اصبح عقد مؤتمر كلداني عام ضرورة حتمية لا مناص منها ، وكان التوجه العام يخلص الى ضرورة عقد مؤتمر كلداني في الوطن ، في بلد الكلدان ، لكن لم يكن ثمة اي تعضيد من قبل الحكومة العراقية او من قبل القيادة الكردية ، وهكذا كان مقترح الأخوة في سانتياغو بأمريكا ، من باب الأخلاص والشعور بالمسؤولية بمبادرتهم الطيبة وتحملهم اعباء انعقاد المؤتمر في مدينتهم .
إن هذه المبادرة المخلصة الكريمة جاءت في محلها وفي وقتها المناسب ، فهي كضرورة مرحلية في هذه الظروف العسيرة التي يمر بها شعبنا ، إن كان في مسألة التهميش او محاولات التذويب او في اوضاع التهجير القسري وقلع الجذور من الوطن ، ومن هنا سوف يشكل المؤتمر وسيلة حضارية فعالة ومنهج عملي لتبادل الخبرة والأفكار ومن ثم وضع مقترحات وأفكار لتحقيق الأهداف المناطة بهذا المؤتمر من مسالة توحيد الكلمة ورسم خارطة الطريق للعمل القومي لشعبنا الكلداني ، لكي يتبوأ منزلته الرفيعة إن كان على الساحة العراقية عموماً او في اقليم كوردستان او في بلاد الشتات .
إن مؤتمر " نهضة الكلدان " المزمع عقده يوم 30 آذار القادم ولمدة ثلاثة ايام ، يضع على عاتقنا مسؤوليات كبيرة ينبغي النهوض بها ، فاليد الواحدة لا تصفق كما يقال ، إنما تضافر الجهود وتحشيد الأمكانيات والعمل الجماعي المشترك بقلب واحد وإرادة واحدة ، حتماً ستكلل تلك الجهود بالنجاح والتوفيق ، إن ان كلداني يفتخر بقوميته الكلدانية عليه ان يساهم بهذا المؤتمر ، إن كان عن طريق الحضور والمساهمة في اعماله او بتقديم دراسات ومقترحات وبحوث تثري اعمال المؤتمر .
أقول مخلصاً :
إن الكلدانيين بحاجة قصوى الى مراجعة الذات فليس من المعقول ان يبقى هذا الشعب الذي يشهد التاريخ على نشاطه وحيويته ، ليس معقولاً ان يبقى بحالة الخمول والسبات ، فلا بد ان ينهض وينفض عنه غبار الأهمال والتهميش ، لكي يتبوأ مكانته اللائقة بين المكونات الأخرى .
أجل نحن بأمس الحاجة الى مراجعة الذات ، وبهذا الصدد اقول مخلصاً : ليس بالضرورة ان نبقى نلعن الظلام لكن بدلاً من ذلك علينا إشعال شمعة تضئ الطريق لنا وللاخرين .
حبيب تومي / اوسلو في 24 / 01 / 11



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هذه التفرقة في التعامل يا وزارة الثقافة العراقية ؟
- سلام وكلام مع رؤساء التنظيمات السياسية لشعبنا وانحني إجلالاً ...
- شماعة اليهود والأكراد الى متى التعتيم على الفاعل الحقيقي ؟
- لماذا لا تعقد قمة عربية لبحث الأوضاع المتردية للمسيحيين في ه ...
- لا تقتلوا ابناءنا لا تسلبوا اموالنا لا تنتهكوا اعراضنا هذه ا ...
- حكومة فيها العربي والكوردي والآشوري والتركماني وأقصيتم الكلد ...
- لماذا لا يمنح منصب نائب رئيس الوزراء لعراقي من القومية الكلد ...
- الرئيس البارزاني واستراتيجية تقرير مصير الكورد هل هو أنجاز ا ...
- كيف نفسر تحمس يونادم كنا لتنفيذ حكم الأعدام بطارق عزيز ؟
- صبنا الكلدانية في القلب وتحية للحزب الديمقراطي الكلداني المن ...
- محافظة مسيحية ام حكم ذاتي ؟ وتداعياتها على الجيران من عرب وك ...
- شكراً للسيدين مقتدى الصدر وعمار الحكيم .. ولكن
- مقابلة اكانيوز مع حبيب تومي اجرتها رنا زيباري
- هل يفلح الرئيس البارزاني في إخراج العراق من عنق الزجاجة ؟
- المذبحة المروعة في كنيسة سيدة النجاة هل هي جزء من التسامح ال ...
- مصرف الوركاء وحكومتي العراق وأقليم كوردستان والمواطن الضحية
- توما توماس جسّد وحدة العراق في القوش
- هل تشكل عملية التعداد السكاني تهديداً للكنيسة الكاثوليكية لش ...
- القوش كجبلها سوف تبقى شامخة عبر الزمن .. ولكن ؟
- الكلدانيون والمندائيون اصول تاريخية مشتركة وقومية كلدانية وا ...


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - انعقاد مؤتمر - نهضة الكلدان - ضرورة مرحلية حتمية