القذافي لن يحضر قمة بغداد

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3256 - 2011 / 1 / 24 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أعتقد ان " تهافت " الحكومة العراقية ، على عقد مؤتمر القمة العربي القادم ، في بغداد ، ليسَ بالأمر المفهوم ... إذ أثبتتْ الدول العربية والجامعة العربية على مدى سنين طويلة ، بأنها غير جديرة ، بأي عمل مُشتَرك ذا قيمة حقيقية ، وأنها عاجزة عن حَل أي من المشاكل التي تواجه العرب ... وان الشعوب تعّودتْ على عدم عقد الآمال على القمم .. لا بل انها أي القمم تحولتْ الى لقاءات مُجاملة فارغة ، ومَضيَعة للوقت . ان رفض الحكومات العربية ، التعامل مع الحكومة العراقية بعد التغيير في 2003 ، بحجة ان هذه الحكومة " عميلة " وان البلد تحت الإحتلال ... وكأن الشعب العراقي كان مُخّيراً وكأنه هو الذي جلب الأمريكان الى المنطقة !. هذا الموقف المُنافق هو دليلٌ على ضحالة وخطأ التفكير العربي الرسمي .
ان جزءاً مهماً من سوريا تحت الاحتلال منذ اكثر من اربعين سنة ، وسوريا بدلاً من العمل على " تحرير " اراضيها ، فإنها تُصّدَر مشاكلها الى لبنان والعراق ، متاجرةً بالشعارات المجانية . كُل دول الخليج بلا إستثناء فيها قواعد عسكرية امريكية كبيرة وفاعلة .. معظم الدول العربية فيها سفارات او مكاتب تجارية اسرائيلية ... اليمن تستجدي المساعدات الغربية مهما كان المُقابل ... العلاقة بين مصر وليبيا مثل العلاقة بين القط والفأر ... الجزائر تُفّضِل ان تتعامل مع الشيطان على ان تُحّسِن علاقاتها مع " شقيقتها " المغرب .. قَطر تسعى جاهدةً لأخذ مكان السعودية ومصر ضاربةً بعرض الحائط " الأخوة العربية " .. الأردن تصون علاقاتها مع اسرائيل ، أكثر من حرصها على العراق او فلسطين ... هذا هو [ المحيط ] العربي ، الذي تسعى الحكومة العراقية والدبلوماسية العراقية ، الى كسب وِدِهِ ... وكأنه فعلاً محيط كبير ستمخر فيه سفينة العراق شامخةً !. بينما الحقيقة المُرّة انه ليس أكثر من مستنقعات آسنة كريهة الرائحة . ارجعوا الى الأرشيف .. لتروا إجتماعات القمة السابقة .. حيث مجموعة من المرضى نفسياً وجسدياً ، مجموعة من الطُغاة .. الضعفاء والمرتبكين دولياً ، الأقوياء على شعوبهم المغلوبة على أمرها .. عصابة من السارقين وناهبي أموال وخيرات الشعوب ... هؤلاء هُم القادة الذين سوف تفرح بهم بغداد إذا أتوا الى القمة اواخر شهر آذار !.
صباح اليوم الاثنين 24/1 ، في الساعة السابعة والنصف ، من على قناة الرافدين الإرهابية العائدة الى حارث الضاري ، كان هنالك برنامج إستضاف أحد الإعلاميين الليبيين ، نَكِرة يُدعى " ماهر موسى عبدالله " ( بحثت جاهداً في الانترنيت فلم أحصل على اي معلومة عنه ، مما يُثبت انه فعلاً نكرة ) . إستضافَتْه لإبداء رأيه حول عقد القمة العربية القادمة في بغداد . لم يترك هذا الماهر أي شتيمة إقتبسها من رئيسهِ القزم القذافي ... إلا وأطلقها على العراق ، و " العميل " المالكي ، وأسهبَ في " لاشرعية " النظام العراقي الحالي ... وان " المقاومة " العراقية هم الشرفاء الوحيدون في العراق . وان كُل مَنْ يحضر الى القمة العربية في بغداد ، من الرؤساء والملوك والامراء .. هو عميلٌ أيضاً !. طبعاً أشارَ ضمناً ان القائد الأخضر معمر القذافي ، ليسَ فقط لن يحضر الى القمة ، بل انه سوف يعمل جاهداً بكُل الطُرَق لعدم ذهاب الآخرين ايضاً وإفشال المؤتمر !. لسببٍ بسيط وهوان ذهابهم سوف يعطي شرعية للإحتلال الامريكي وللحكومة العميلة .
من الطبيعي ان تَرّبع القذافي على الحكم لأكثر من اربعين سنة ، هو شيءٌ ( شرعي ) ، وتسليمه لقادة الثورة السودانية في مطلع السبعينيات ، الى الحكومة السودانية وإعدامهم ، شرعي ، ودفاعه المستميت عن نظيره التونسي بنعلي وإستخفافهِ بثورة الشعب التونسي ، شرعي ، وتدخلاته الصفيقة في تشاد والسودان وغيرها ، شرعي ، وتورطه في عمليات إرهابية ومن ثم تنازلاته المُخزية لأمريكا والغرب وتبذيره لأموال الشعب الليبي في تعويضات فلكية ، شرعي ، وفضائح أفراد عائلته في سويسرا وغيرها من الدول الاوروبية ، شرعي ؟!. ان عقدة النقص المتحكمة في القذافي وشعورهِ بالدونية والضآلة ، واضحة في جميع تصرفاتهِ المجنونة .. من كتابه البائس الأخضر الى اسم جمهوريته العظمى ...
هل على الحكومة العراقية ... ان تأمل في " تنازل " القذافي وأمثاله ، وقبولهم بتشريف بغداد وقدومهم الى إجتماع القمة العربية في آذار القادم ؟ شخصياً اُفّضِل ألف مرة ... ان نبقى بعيدين عن " محيطنا " العربي ، إذا كان المُقابل هو إستجداء علي عبدالله صالح وحمد آل ثاني والقذافي ... بدلاً من ذلك ، لنُرّمم بيتنا الداخلي ، ونُقّوي إقتصادنا ، ونُرّسخ الديمقراطية ... عندها ، سيهرع هؤلاء الينا زُرافات ووحدانا !

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات