أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - منير الغيواني - أنوار- ثورة تونس-.














المزيد.....

أنوار- ثورة تونس-.


منير الغيواني

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 22:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أنوار" ثورة تونس".

مهما تعددت تسميات و أوصاف ما أقدم على القيام به شعب تونس،الذي أراد حقا الحياة : -’’ثورة الأحرار، - ثورة الجياع،- ثورة الياسمين،- ثورة الكرامة’’..
فالمهم و الأهم ،هو أن التونسي و التونسية، قد تحقق لهما شرف الدخول إلى التاريخ من بابه الذهبي، الذي لا يدخله إلا الأشاوس، بعدما رفعوا رؤوسهم شامخة، و قالوا " لا " ’ لسيدهم المنتخبِ شرعيا؟؟ ، حامي وطنهم من كل مكروه ؟؟، مهندس تنمية بلدهم، التي أذهلت أخبارها العالم؟؟

شعب تونس الشجاع ،الذي تخلص من سرطانه الخبيث، بث الروح و الثقة في جسد شعوب مقهورة، منهوكة بتلقيحات التحبيط و التخويف،و ذلك بعد أن بادر إلى تكسير قيد الغبن و الكبت و التزوير،الذي كان يكبل إرادته و أماله.
فــشعب تونس المُسالم،ها هو اليوم قد أضحى مرجعا و نبراسا، لكل اللذين يئنون تحت وطأة الطغيان و البهتان، التواقين إلى الإنعتاق.

جماهير تونس ،التي جعلت الليل ينجلي، بعد طردِها لـ’’ بن علي’’،هشمت بشجاعة منقطعة النظير، مفاهيما عديدة، على صخور الحقيقة الصارخة.

فلطالما أتخمتنا و حذرتنا أبواق ’أسيادنا’، بأن الشعب مفهوم هُلامي مفكك يلُفه الغموض، لا يمكنه بأي حال من الأحوال، أن يبدأ هو بالمبادرة إلى التغيير، سوى بعد أن تَتبَنِى أحزابه القانونية المشرية، و نقاباته المدجنة، و مجتمعه المدني الأعور،و صحافته البكماء، لجميع قضاياه وطموحاته، و إلا سيكون مصير كامل ربوع الوطن، الفوضى العارمة.

شعب تونس الحر و المُستقل مؤخرا، أدحض تلك الفكرة التي صالت و جالت، حتى صارت تُلقى من على المنابر،والتي مفادها ’’ أنه كما تكونوا، يُولى عليكم ’’...
فهل كان التونسيون فاسدين، لكي يتولى أمرهم فاسدون مُفسدون؟..
و هل كان التونسيون طغاة، لكي يعتلي رأستهم الطاغية ’’بن علي’’؟؟
و هل كان شباب تونس و شاباته، عبارة عن مجموعة عصابات، كالعائلات التي كانت "تحكمهم"، أو بصحيح العبارة التي كانت"تنهبهم"؟
و هل كان رجال و نساء تونس،خونة ،سراق لا يؤمنون بحب وطنهم،كأولائك الحراميين الهاربين إلى بلاد الحرمِيين، و على رأسهم ’’ زين الهاربين ’’؟.

شعب تونس النبيل، حفظه الله من كل سوء، أزال اللثام عن مفارقة ظريفة،و هي أن الناس اللذين كانوا يخرجون عن بكرة أبيهم، ليصطفوا على قارعة الطرقات و الشوارع،ليستقبلوا مرور سيدهم و رمز وحدتهم،هاتفين بحياته، مشيرين له بأياديهم، مهللين مادحين، رافعين لصوره..هم ذات الناس اللذين هبوا هبة رجل واحد، لإسقاط خائنهم، و ناهب ثروتهم الأول فقط الكلمات و الشعارات و الإحتجاجات،هاتفين بضرورة رحيله و رحيل كلابه عن تونسهم و عن حياتهم بلا رجعة،بازقين على ماضيه ،حارقين لصوره.
فأي المشاعر الشعبية هي الصادقة إتجاه الحاكم ، إستقبالات الأرصفة المُبرمجة، أم الأصوات الجماهير الغاضبة ؟.

الشعب التونسي، بارك الله فيه برشة برشة، أكد للجميع بأن هذه الحكومات الغربية، التي لا تتوانى عن دعم بيادقها داخل الدول الموالية لها،سرعان ما ترفع هذا الدعم عنها و تتنكر لها، بل و تُلقي بها في دورات المياه كما تُلقى الفضلات، حينما يقول الشعب كلمته الفاصلة، و يُنهي صلاحية عملاءها.

الجماهير التونسية برهنت ،ولها ملايين تحايا،أن سياسات تمييع الشباب و تسفيه عقله، ببرامج و بمحاولات جعْل الهجرة والمودا و الطرب و الكرة.. من أولوياته، و من مميزات شخصيته،كلها خطط مألها للفشل الذريع،أمام مُمناعة مدهشة، لشباب مثقف، واعي، مؤمن بقيمه و قضاياه الوطنية، ظل طوال سنوات الإستبداد محصن، ظل كالجمر الملتهب تحت الرماد، إنتظر حتى حان الوقت المناسب للتوَهج، ثم كَوى المغتصبين للسلطة و الثروة في بلده.

ثورة تونس المباركة ، أبعدت شبهات عدة كانت تحوم حول العسكر و رجال الشرطة، فلقد بدى جليا أن أفراد الجيش و الأجهزة الأمنية،هي من الشعب، و لم تكن يوما عدوة له،و الجميع شاهد تلك العناقات الحميمية و الجميلة التي كانت تتم بين العسكري و المدني، بل أن حتى قائد الجيش رفض إهدار دماء التوانسة الأحرار، لما طالبه السفاح بذلك، أما اللذين كانوا يقتلون و يقمعون، فما هم سوى قلة من المرتزقة الإرهابيين، التابعين لعصابات تعفنت في سدة الحكم.

فهنيئا للتونسيين اللذين برعوا في توظيف التقنية المعلوماتية و التكنولوجيا الإعلامية الحديثة ، في إجتياز التعتيم، و إمداد ثورتهم المجيدة بوقود الإستمرارية و الإشعاع العالمي ،
و ألف ألف مبروك لهم أيضا، كونهم أضافوا إلى الحكام المكروهين - خاصة العرب منهم - ، سببا أخر، يجعلهم يرحلون عن الكرسي، فبعدما كان الموت و الإنقلاب و التوريث، وحدها عوامل تريح الشعب من وجه المتسلط ،ها قد أضيف و لله الحمد، مالم يكن يخطرعلى بال فخامتهم و جلالتهم ، ألا و هي الثورة الشعبية،
فما أبهاك و أكثركِ، يا أنوار ثورة تونس العزيزة، التي لن يستطيع غربال من غرابيل التظليل أن يحجبك عنا.

منير الغيواني
لاجئ إقتصادي ب إسبانيا



#منير_الغيواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغاربة الداخل أولا ، و أخيرا..
- حرب 12/06/2009 الإنتخابية
- تنظيم البث الفضائي يضرب في المغرب
- عالم الإرهاب يتعزز بتنظيم خطير
- مشروع شر الهجرة الكبير
- الأبراج الإنتخابية المغربية
- لقاء الفُِّْيلات و ديور القزدير
- THE AMERICAN KHOTBA.
- رسالة من حاكم عربي إلى رئيس دولة العراق رحمه الله .


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - منير الغيواني - أنوار- ثورة تونس-.