أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمدعبدالمنعم - صور المسرح السياسى فى مصر














المزيد.....

صور المسرح السياسى فى مصر


محمدعبدالمنعم

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 21:09
المحور: الادب والفن
    



تجدر الإشارة إلى أنه قد تعددت صور المعالجات المسرحية السياسية التحريضية التي غزت مسرحنا المصري خلال النصف الثاني من القرن العشرين وأشكالها فهناك :


(المعالجات السياسية التسجيلية)، وهي التي اتخذت من التسجيلية أسلوباً فنياً عند معالجة قضاياها، من خلال الاعتماد على الوثائق التاريخية، والوثائق السياسية، والسجلات، والتصريحات، والبيانات الإحصائية، وغيرها.


الأمر الذي يستوجب من المخرج المسرحي - عند إخراجها فوق خشبة المسرح - التوسل بوسائل المسرح التسجيلي وتقنياته الشهيرة كالإعلانات، والشرائح الفيلمية، وفنون الممثل الشامل، وغيرها من التقنيات المغايرة المستحدثة على ساحة مسرحنا المصري، وذلك على النحو الذي عرفناه عند المخرج المسرحي الألماني الشهير إرفين بيسكاتور
Erwin Piscator (1893-1966م) وتلامذته من بعده.


ومن أبرز العروض التي تجسدت فيها هذه التقنيات فوق خشبة المسرح، عروض بيسكاتور مثل (التحقيق)، و(النائب) وغيرهما، وعروض بيتربروك Peter Brook (1925- ) في إنجلترا مثل (US) أو (نحن والولايات المتحدة)، و(مارا - صاد) () وغيرهما، فيما اصطلح على تسميته بـ (المسرح التسجيلي).



وهناك (المعالجات السياسية الكباريهاتية)، وهي التي تتخذ من شكل الريفيو الرحب المتحرر أسلوباً فنياً عند معالجة الأفكار والموضوعات السياسية؛ الأمر الذي يستدعي من المخرج المسرحي - عند إخراجها وتقديمها فوق خشبة المسرح - التوسل بفنون الكباريه من موسيقى، ورقص، ونمر، وفقرات، واسكتشات، وأضواء، وألوان، وغيرها.

وبلورة جو التمسرح عبر فضح أصول اللعبة المسرحية، باعتباره استعارة تجسيدية لفضح الواقع المعيش وتعريته، من خلال تقنيات المسرح داخل مسرح، واللجوء للمبالغات الكاريكاتورية الهازلة، والمزج بين الكوميديا والتراجيديا، واختراق الحائط الرابع وكسر حاجز الإيهام، وغيرها من الوسائل

على نحو ماعرفناه في عروض مسرح الطلبة في فرنسا، وعروض مسرح الشوك في سوريا ولبنان، وعروض المسرح المصري مثل (العسل عسل والبصل بصل) للمخرج سمير العصفوري، و(اللعبة) للمخرج منصور محمد، وثلاثية (مساء الخير يا مصر) للمخرج ناصر عبد المنعم وغيرها، فيما اصطلح على تسميته بمسرح (الكباريه السياسي).


وظهر مسرح (القهوة) باعتباره مسرحاً سياسياً تحريضياً، يذهب حيثما يتواجد جمهوره ولا ينتظر أن يأتي إليه الجمهور، بحيث ينزل ليشارك في حركة المجتمع عن إيمان عميق بأن المسرح أصبح مؤسسة شعبية، يتوجه حيث يتواجد رواده، فكان أقرب الأشكال المسرحية السياسية لشكل مسرح (الصحف الحية)؛ الأمر الذي يستوجب على المخرج استبعاد البهرجة الزائدة من ديكورات وأزياء وإضاءة وغيرها، والتركيز على المغزي السياسي التحريضي بإمكانات بسيطة لا تشغل المشاهد عن المعنى السياسي في العمل، على نحو ما قدمه المخرج المصري في عرض (قهوة المعلم أبو الهول) من إخراج محمد فاضل.



وهناك (المعالجات السياسية الملحمية)، وهي التي اتخذت أسلوباً ملحمياً عند معالجة أطروحاتها، باعتباره الأسلوب الأكثر مناسبة من وجهة نظر رواده – على وجه الخصوص برتولت بريخت Bertold Brecht (1898-1956م) - في دفع المشاهد للمشاركة الإدراكية الوجدانيةز


مما يستلزم البعد عن خلق صورة فنية مكتملة، حتى يصبح المشاهد في وضع الحياد حتى نهاية العرض، لكي يتخذ موقفاً ما تجاه ما يعرض عليه، الأمر الذي يفرض على المخرج المسرحي عند تقديم عروضه فوق خشبة المسرح، التوسل بمفردات المسرح الملحمي وعناصره، تلك التي تستند على تقنيات نظرية التغريب التي تعمد إلى تقديم الشئ المألوف بطريقة غير مألوفة، بحيث تسود عناصر التغريب كل مفردات العرض المسرحي، تحقيقاً للهدف الإدراكي الذي يسعى إليه المخرج.


وقد تجسدت هذه التقنيات فوق خشبات المسرح العالمي والمصري على النحو الذي رأيناه في العروض المسرحية التي أخرجها بريخت بنفسه مثل (الأم شجاعة) وغيرها، وعروض المسرح المصري مثل (الإنسان الطيب) و(دائرة الطباشير القوقازية) من إخراج سعد أردش، فيما اصطلح على تسميته بـ(المسرح الملحمي).


بقلم : د/ محمدعبدالمنعم

قسم المسرح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية



#محمدعبدالمنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشأة الأوبرا العالمية
- جهود عبد الرحمن الشافعى فى قطاع الفنون الشعبية
- دور المخرج الاجنبى فى المسرح المصرى وايجابياته
- الفرق بين المسرح التسجيلى و مسرح الكباريه السياسى
- موضوعات المسرح الغنائى المصرى فى حقبة السبعينيات بقلم : د / ...
- خصوصية فن المسرح بقلم : د/ محمحدعبدالمنعم - قسم المسرح بكلية ...
- مآثر سيد درويش على المسرح الغنائى فى مصر بقلم : د / محمدعبدا ...
- رواد ( الفرانكو - اراب ) فى مصر بين المنافسة والابداع
- تخلى كبار المخرجين عن مسرحنا الغنائى فى الثمانينيات
- قضية الحرية فى العرض الغنائى الاستعراضى ( لولى )
- الرقص والتمثيل فى الاوبريت المسرحى بقلم - د / محمدعبدالمنعم ...
- القضايا التى عا لجها عرض ( شارع محمدعلى )
- الدور الفنى للكورال فى المسرح
- جهود المخرج ( عمر وصفى ) فى حقل مسرحنا المصرى - بقلم د/ محمد ...
- مسرحية ( مجنون ليلى ) بين أحمدشوقى وصلاح جاهين بقلم/ د: محمد ...
- الارهاصات الفنية الاولى لمسرح الكباريه السياسى فى مصر -
- مسرح المناسبات فى مصر- بقلم : د/ محمدعبدالمنعم - قسم المسرح ...
- المسرح الاستعراضى عند القبانى - بقلم : د / محمدعبدالمنعم - ق ...
- مسرح نجيب الريحانى ومسرح على الكسا ر
- تأسيس مسرحنا المصرى على يد يعقوب صنوع


المزيد.....




- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمدعبدالمنعم - صور المسرح السياسى فى مصر