أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - تمثال الحرية عربة خضار














المزيد.....

تمثال الحرية عربة خضار


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك تفاوت في الخيال بين الإنسان والإنسان ، لكن في خيال الشعوب لا يوجد تفاوت ، لان احلامهم وطموحاتهم تدور حول العيش السعيد المحترم ، وتوفير الحريات والحقوق والتعليم والعلاج والعمل والقوانين التي تشعرهم بإنسانيتهم وكرامتهم والمحافظة عليهم .
عبر التاريخ سقطت الشعوب تحت نير الاستعمار والاحتلال والدكتاتوريات والأنظمة الملكية والأنظمة الجمهورية وباقي الأنظمة التي كانت وما زالت براقة في دساتيرها وشعاراتها ، لكن في الواقع كانت زنازينها وسجونها وشوارعها الشعبية صوراً للقهر والقمع والفقر وكبت الحريات ، وسحق المواطن وتحويله الى مجرد ايد تصفق وافواه تهلل وتبارك بحمد الحاكم وأرجل ترقص على إيقاع خطبه الرنانة .
وهذا التاريخ لم يخرج من جيوب هذه الأنظمة الا لكي يفرغ حمولته فوق الورق ، سطوراً مشوهة ، كل نظام له فكه المفترس ، وكل صفحة مصابة بداء الهتاف والرضوخ وقد قال احد السياسين ملخصاً التاريخ ، "ان الذين كانوا يهتفون بالأمس يحيا المرشال يهتفون اليوم يحيا الجنرال " وقد قصد - المرشال بيتان والجنرال ديغول ..!
وتونس الخضراء لبست ثوب الثورة والشارع الغاضب ، ودخلت حكايات الشعوب التي ترفض ان يركب ظهورها الحاكم ويشد اللجام حتى تتعلق مشنوقة على واجهات الرضى .
لقد كتب الكثير عن تونس والشعب التونسي وعن الفساد الذي كان يحيط بالرئيس الهارب زين العابدين بن علي وزوجته ماري انطوانيت العرب ليلى الطرابلسي وبأن ثورة الياسمين التونسية كسرت القاعدة التي كانت تسير عليها الشعوب العربية " اذا جاءك الغضب دعه يمر بجميله " أي بهدوء دون اثر ، ليبقى النظام راضياً عنك ...!
لكن الجديد في لعبة الدومينو – التي تعتمد على سقوط القطعة الاولى ثم تسقط بعدها كل القطع – النار الشعبية ، لقد دخلت النار على توهج الشعوب الثائرة ، ها هي النيران تتحول الى وسيلة احتجاج مأساوية ، جنونية في فحواها ، رمزية في لهيبها ، حاقدة في رمادها ، محمد بوعزيزي الذي اشعل جسده غضباً من ظلم السلطة الحاكمة ، التي وصل ظلمها الى عربة الخضار( بوعزيزي) التي يملكها كي تصادرها بعد ان صادروا حياته وحولوه الى رجل عاطل عن العمل وينافسون طموحه حتى على عربة الخضار ، بوعزيزي هذا اصبح رمزاً وصاحب نظرية (طريقة الاشعال في الجسد) العربية ، فهذه الطريقة معروفة عالمياً وخاصة في دول شرق اسيا ، وقد رأينا شباباً صينيين ويابانيين وتايلنديين وغيرهم يشعلون النار في انفسهم في الميادين والشوارع احتجاجاً على الظلم ، واشهر من اشعل النار في نفسه احتجاجاً على الظلم ويخصنا نحن ، الشهيد الياباني ( تكاوي هيموري ) الذي أضرم النار في نفسه من اجل دعم حقوق الشعب الفلسطيني واحتجاجاً على الجرائم الاسرائيلية وعلى الحصار المفروض على ياسر عرفات .
الشهيد تكاوي الياباني الفلسطيني - اعجب من سلطة عرفات وعباس التي لم تمنح تكاوي صفة شهيد او تطلق اسمه على شارع او مؤسسة – كان معروفاً بتضامنه مع الشعب الفلسطيني وقد شارك في مظاهرات ضد مجازر صبرا وشاتيلا ، وفي 8 آذار 2001 لم يتحمل رؤية الجرائم الاسرائيلية ، فقام بسكب البنزين على جسده في الحديقة العامة في العاصمة طوكيو واضرم النار.
(بوعزيزي) ليس موضة نارية تنتشر الآن ، نسمع ونقرأ ونرى صوراً عن اشخاص في العالم العربي بدأوا يشعلون اجسادهم احتجاجاً على الاوضاع الاقتصادية التي تتسرب من تحت الأرضية السياسية ،(بوعزيزي) صفحة جديدة في عالم الرفض الذي وصل الى درجة الصفر ، درجة احراق حياة وعمر وسنوات .
ان الشرطية التي صفعت ( محمد بوعزيزي ) وصادرت عربة الخضار لم تعلم ان صفعتها وجرها للعربة سيجر الرئيس وعائلته الى الهروب والمنافي المذلة .
لكن المضحك ان سلاطين الانظمة العربية التي اخذ قادتها وملوكها يصرحون تصريحات تدخل في موسوعة " غينس " للدهشة ، (من حق الشعب التونسي ان يختار نظام الحكم اللي بدو اياه ) لا اعرف لماذا لم يتذكروا شعوبهم ؟ ولماذا لا يتركونهم يختارون بدلاً من البقاء فوق رقابهم سنوات طويلة ، يحكمونهم بالحديد والزنازين والفساد والنار.
اقترح ان تقيم الشعوب العربية تمثالاً للحرية عبارة عن ( عربة خضار ) ، مع اننا تعودنا ان يكون تمثال الحرية عبارة عن امراة تحمل المشعل ) ويحضر في الذاكرة تمثال الحرية الذي اهدته فرنسا للولايات المتحدة عام 1886 بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الامريكية ، 1775-1783 الموجود في ولاية نيويورك والذي يرمز الى سيدة تحررت من الاستبداد تمسك بيدها مشعلاً يرمز الى الحرية .
فهل نرى مستقبلاً (عربات الخضار المحررة ) منصوبة على مداخل الدول العربية ، ام ستدخل (عربة الخضاربوعزيزي ) المتحف وتتحول الى مخلفات ثورة عابرة ...؟
احد اغنياء الخليج يريد ان يشتري عربة خضار بوعزيزي ، هذا ما تناقلته الفضائيات على سبيل الشهامة والحماس ، وقد ذكرني هذا العرض بحذاء ( منتظر الزيدي ) العراقي الذي تهافت عليه الأغنياء ورجال الوطن العربي الاحرار ، فتحول الحذاء الى سوق مزايدات من يدفع ومن يحمل الحذاء الذي القي على الرئيس الامريكي ، لكن بعد ان خرج صاحب الحذاء ، منتظر الزيدي من السجن تبين ان لا احد اشترى او ساعده مالياً ، فقط كانت المساعدة لفظية ، لأنهم كانوا في حفلات ثرثرة صاخبة .
لذا فأن الخوف كل الخوف ان توضع عربة خضار البوعزيزي الى جانب حذاء الزيدي ..؟!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قل الحليب وقلت قيمة الراعي
- شخصية العام في البرميل
- العار الأبيض يكلل فرح السنة الماضية
- البنطلون الذي وصل للخيمة
- دخان الحرائق ودخان الحاخامات
- افتح يا ويكيليكس
- حدث في مطار القاهرة وليس في مطار بن غوريون
- العنوسة والطلاق والنساء المسترجلات
- عندما يبكي الرجال في غزة
- ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع
- وانا مالي يا بوي وانا مالي
- اليوم الكئيب الذي يفلت من السنوات الاربعين
- بكم تباع كيلو الأنوثة ؟؟
- بعد الموائد العامرة مشاعر متضاربة
- ارزة وزيتونة في حبة قطايف
- قانون الجرافات فوق المواطن
- الثعلب على موائد رمضان
- -بيل غيتس- امام موائد الرحمن
- باب الحارة يؤدي الى الكازينو
- الموت في اسرائيل


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - تمثال الحرية عربة خضار