أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - مفخَّخةٌ بالحجارةِ والوَرد














المزيد.....

مفخَّخةٌ بالحجارةِ والوَرد


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3252 - 2011 / 1 / 20 - 15:14
المحور: الادب والفن
    


مفخَّخةٌ بالحجارةِ والوَرد

إلى فرجينيا وولف




نمر سعدي


(1)

أراكِ تحملينَ خلفَ خرَزِ الظهرِ هلالاً من فراشاتٍ
وباقاتٍ من الأزهارِ والخبزِ.. وتذهبينَ كالعروسِ
نحوَ النهرِ والبياضِ
يا شفَّافةَ الخطى كتقبيلِ الطيورِ بعضها لبعضها
هناكَ كنتِ تلمعينَ تحتَ سرِّ الماءِ كالزمرُّدِ المهتاجِ
في ظُفرِ ذئابِ الموتِ أو في قلبِ ماءِ الليلِ..

هل أكملتِ في الصباحِ شربَ الشايِ؟
أو كتابةَ الوصيَّةَ السريَّةَ
القصيدةَ / العنقاءَ؟
هل أعددتِ كوكباً صغيراً سابحاً هناكَ في مجرَّةٍ عمياءَ
لاستقبالكِ المنظورِ والمكسورِ مثلَ شهوةِ النارنجِ الرخامِ؟
هل أحرقتِ في مدفأةِ الصقيعِ أضلاعَكِ؟
هل غزَلتِ من دفءِ شرايينكِ معطفاً يُذيبُ الثلجَ
وانتعَلتِ جمرَ الحبِّ في متاهةِ القطبِ ؟
وهل روَّضتِ أحلامكِ في نهايةِ المنامِ
أو غفرتِ للحياةِ
أو كتبتِ ذنبَها على المياهْ؟


(2)

يصرخُ الماءُ فرجينيا ما الذي تفعلين
في الصباحِ المشَبَّعِ حتى أصابعِ أقدامهِ بعبيرِ النعاسْ؟
كانَ عشبٌ حبيبٌ يُتوِّجُ حلمَكِ أو كاحليكِ
وأنتِ مفخَّخةٌ بالحجارةِ والوردِ مثلَ الهلالِ المقدَّسِ
منذورةٌ لضحى المستحيلْ
قيلَ ما قيلَ عنكِ بأنَّكِ كنتِ تمدَّينَ روحكِ
فوقَ الضبابِ الكثيفِ كحبلٍ من القلَقِ المعدنيِّ
وتحضنكِ الهاويةْ

(3)

يصرخُ الماءُ فرجينيا والسماءُ خلاسيَّةُ الجلدِ
والماءُ مشتعلٌ بتلابيبِ قلبكِ حتى الجنونْ
آهِ فرجينيا ما الذي تفعلين؟
صرختي في الليالي غبارٌ مضيءٌ على شجَرٍ واضحٍ
ودمي آخرَ النهرِ يُقعي كذئبٍ قتيلٍ
وأحلامُ جسمي وحولْ
تعرِّي كحوريَّةٍ من ذنوبِ الكتابةِ والندمِ المشتهى
ودعي الماءَ يجري إلى المنتهى
ثُمَّ غوصي إلى قاعِ عقلكِ وانتظري سمَكاً طيِّباً
في الظهيرةِ يأتي لكيْ يصطفي شمسَ عينيكِ
كالدُرَّةِ الذاويةْ

(4)

يصرخُ الماءُ بي في المنامِ
وفي يقظةِ الدمِ عندَ حدودِ الكلامِ
فيهرعُ قلبي بأوتارهِ كرياحِ السنونو
يُبلِّلها مطرُ القافيةْ

(5)

الهواءُ النظيفُ يعذِّبُ روحَكِ بالذكرياتِ
ويستنبتُ العشبُ دمعَ أصابعكِ المخمليَّةِ
فوقَ الطريقِ المؤدِّي إلى موتكِ العبثيِّ كفخِّ الطيورِ..

سماؤكِ عيناكِ
أرضُ الخطيئةِ تنبتُ مثلَ السنابلِ فوقَ خطاكِ
ويبزغُ نجمٌ وحيدٌ لبسمتكِ الصافيةْ
على صفحةِ الماءِ
أيتها المرأةُ / اللغزُ
أيتها القبلةُ الحافيةْ

(6)

تتنفَّسينَ هواءَكِ المنقوعَ مثلَ سفرجلِ الإسفنجِ
بالأوهامِ والرؤيا
فتأخذكِ الإشارةُ نحوَ حبٍّ ما.. وتخذلكِ العبارةُ
في الكتابةِ عن شتاءٍ مرَّ مثلَ البرقِ في عينيكِ
ثُمَّ طفا على أطرافِ روحكِ
مثلَ جسمكِ في البحيرةِ...

أينَ تأخذكِ الكتابةُ من دخانِ اليأسِ
وهيَ حقيقةٌ بيضاءُ نورانيَّةُ المعنى؟
وأينَ وراءَ هذا الليلِ يحملكِ الضبابُ
أو الجنونُ أو الحنينُ إلى سماءِ اللهِ؟
كيفَ تضمِّدينَ بقبلةٍ عمياءَ روحَكِ في الصباحِ؟

بنجمةٍ مشقوقةٍ كالأقحوانةِ فوقَ خصركِ
تَنهضينَ من الرمادِ وتُكملينَ روايةَ الأمواجِ...

ما أبهاكِ نائمةً
كأنَّكِ في المياهِ فراشةٌ بيضاءُ يصرعُها النعاسُ..

تأمَّلي فرجينيا ما حلَّ بالقَمرِ المريضِ
وبالرخامِ القُرمزيِّ حيالَ صمتكِ
كيفَ في الريفِ البعيدِ تفتَّحتْ أزهارُ موتكِ..
يصرخُ الماءُ الوحيدُ الآنَ
لا تُلقي بنفسكِ في سراجِ حقيقةٍ بيضاءَ
لا تُلقي بنفسكِ في السرابْ

(7)

تمشينَ هادئةً على جمرِ الصقيعِ
تمسِّدينَ هناكَ أطفالاً هلاميِّينَ.. هادئةً
وتحتشدينَ بالنورِ الخفيفِ
وتهبطينَ إلى فضاءٍ غائمٍ بالزرقةِ الخضراءِ
تنحلِّينَ في النهرِ العظيمِ كذَّرةٍ من فضَّةٍ
وتواصلينَ الحلمَ هادئةً...
وهادئةً كحبَّةِ حنطةٍ بخميرةِ الأشواقِ تندلعينَ

آهِ كأنَّ روحَكِ لم تزَلْ فينا..
كأنَّكِ لم تذوبي في خضَّمِ اللهِ..
ضلعُكِ مهدُ آلامِ النساءِ
المثقلاتِ بحبرهنَّ وعطرهنَّ وصخرهنَّ إلى القيامةْ

(8)

تمشينَ هادئةً وحالمةً بحبٍّ ما
فتخذلكِ العبارةُ في الكتابةِ عن شتاءٍ مرَّ
مثلَ البرقِ في عينيكِ
ثُمَّ طفا على أطرافِ روحكِ
مثلَ جسمكِ في البحيرةِ...
ها هنا تتوزَّعينَ إلى نساءٍ أخرياتٍ واثقاتٍ
بالجمالِ وبالحياةِ بالصدودِ
تأمَّلي فرجينيا ما حَلَّ بالقَمرِ المريضِ
وكيفَ في الموتِ البليغِ تفتَّحتْ أزهارُ صمتكِ
كيفَ تنسلِّينَ من طُهرِ الرمادِ الآنَ
ساحرةً كعنقاءٍ وعابقةً برائحةِ الطيورِ أو البحارِ..؟

الآنَ تكتملُ الأنوثةُ فيكِ
حتى لا نرى امرأةً تعذِّبها المحبَّةُ في ثيابكِ...
بلْ حمامةْ.



كانون ثاني 2011



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنَّ سماءهُ من فضَّةٍ
- مجموعة قصائد ونصوص
- مجموعة قصائد / 7
- مجموعة قصائد جديدة/ 2
- مرثيَّةُ الهاويةْ
- محمد عفيفي مطر.. عبقريَّةُ التنوُّع
- قصائد نابضة
- كعبُ آخيل
- سميح القاسم.. المخلصُ للقصيدة
- كيفَ التقيتُ بربعي المدهون؟
- مجموعة قصائد / 6
- قصائد /1
- مجموعة قصائد 5
- مجموعة قصائد 4
- مجموعة قصائد 3
- مجموعة قصائد 2
- مجموعة قصائد1
- مقالات مختارة
- أشعار من الجليل
- رائحةُ القرفة اللاذعةُ جدَّاً لسمر يزبك


المزيد.....




- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
- -بوشكين-.. كلمة العام 2024
- ممثلة سورية تروي قصة اعتداء عليها في مطار بيروت (فيديو)


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - مفخَّخةٌ بالحجارةِ والوَرد