|
دكتاتورية أثيل النُجيفي في الموصل
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 08:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أحياناً يتورط الناس بإنخداعهم بشعارات زائفة ، وينجّرون وراءها من دون حساب العواقب ، وكمثالٍ على ذلك ... هو صعود نجم النُجيفيين في الموصل خلال السنوات الاخيرة ، أثر ركوبهم موجة متعددة الأوجه ، فهم من ناحية يحّنون الى الطورانية الجديدة المُتمثلة بأردوغانية تركيا ، ومن ناحيةٍ اُخرى يدغدغون المشاعر القومية العروبية في شحن العداء للكُرد ، ويعزفون ضِمناً على وتر الطائفية في ترويج العمالة المزعومة لشيعة العراق لإيران ...وكما وجدتْ القاعدة وما يُسمى دولة العراق الاسلامية ، حاضنة و بيئةً مناسبة في الموصل ، للنمو والإنتشار ، كذلك توفرَ للنُجيفيين وقائمتهم الحدباء ، مناخٌ ملائم لكسب التأييد ، خصوصاً في أوساط البعثيين القدامى ومنتسبي الجيش وقوى الامن السابِقَين . واليوم وبعد مرور أكثر من سنتين على إستلام قائمة الحدباء لإدارة المحافظة وإنفرادهم بالسيطرة على مجلس المحافظة والحكومة المحلية ، وتهميشهم المتعمد لقائمة نينوى المتآخية الحاصلة على ثلث مقاعد مجلس المحافظة ... فأن جماهير الموصل إكتشفتْ زيف شعارات الحدباء والفشل الذريع في تنفيذ الوعود التي قطعتها على نفسها . بل ان جُل ماقامتْ به ينحصر في توسيع وتنمية مصالح عائلة النجيفي بالذات ، وتوزيع الامتيازات على الشيوخ والآغوات الذين كّدستْهم في إدارة المحافظة . من الواضح لجماهير الموصل ، مَيْل أثيل النجيفي الى السيطرة وتركيز الصلاحيات في شخصهِ ، ومجموعةٍ صغيرة من أتباعهِ ، وهي صفةٍ مُشتركة لجميع الاشخاص من ذوي الاتجاهات الدكتاتورية المتأصلة ... وآخر مثال على تصرفاتهِ ، هو ممارساته خلال ما سُمِيَ ب " إنتخاب قائمقام مركز الموصل " وسلسلة المُخالفات التي قام بها : - بعد ان ظهرتْ نتائج الانتخابات العامة الاخيرة ، وفاز قائمقام الموصل السابق " زهير الاعرجي " بمقعدٍ في مجلس النواب الجديد ، بادرَ المحافظ " اثيل النجيفي " وخلافاً للقوانين والاعراف ، التي تُحتِم عليهِ أما تكليف أحد مدراء النواحي [ حسب المادة 40 من الفصل الثاني لقانون المحافظات الغير منتظمة في اقليم رقم 21 لسنة 2008 ] ، أو أحد أعضاء مجلس القضاء ، بالقيام بمهام قائمقام الموصل بصورةٍ مؤقتة ، لحين إنتخاب آخر ... بادرَ النجيفي الى تنسيب أحد مُرشحي القائمة العراقية والذي كان تسلسله 12 ، والمسؤول المالي للقائمة العراقية في الموصل ( فارس السنجري ) ، قائمقاماً للموصل . علماً ان السنجري لم يكن يملك اية خبرة في هذا المجال ، وإمتيازه فقط هو قربه من النجيفي . والسنجري نفسه حصلَ على مقعدٍ تعويضي في مجلس النواب قبلَ ثلاثة اسابيع وغادر الى بغداد . - حدثتْ مماطلات عديدة منذ الشهر الرابع من العام الماضي ، مِنْ قِبَل المحافظ النجيفي ، والذي يؤثر مباشرةً على مجلس المحافظة المُبتَسر " الذي لايَضم أعضاء نينوى المتآخية " ، ومجلس القضاء في الموصل . حيث تَمَتْ تأجيلات غير مُبّررة لعملية إنتخاب القائمقام . وجرى تمييع مسألة الترشيح للمنصب ، عدة مرات ، فالمرة الاولى فُتِح باب الترشيح من 20-30 /6/2010 ، والمرة الثانية من 7-17/10 ، وكان من المُقرر ان يفتح باب الترشيح وللمرة الثالثة في 29/12 . حيث وصل عدد المُرشحين الى "52" . - مجلس قضاء الموصل ، هو الذي يقوم بإنتخاب القائمقام . المجلس يتكون من "20" عضواً من ضمنهم رئيس المجلس . ومن المفروض ان يحصل المُرشح على الاغلبية المطلقة او البسيطة إذا إستدعتْ إجراء المرحلة الثانية. والذي حصل في يوم 3/1/2011 ، انه جرتْ الانتخابات خِلافاً للقوانين ، في بناية المُحافظة وليس في مجلس القضاء . ولم يتواجد أي قاضي لمراقبة الانتخابات . عموماً إنحصرتْ المُنافسة بين مُرشح التحالف الكردستاني " كمال توفيق عنتر " ، ومُرشح الحدباء " حسين علي حاجم " . حصل مُرشح الكردستاني على ( 9 ) أصوات صحيحة ، ومُرشح الحدباء ( 9 ) أصوات صحيحة ، حيث ان العضو "ابراهيم يونس حافظ" لم يُصّوت ، وكذلك كانت أحدى الاوراق تحمل اسم [ حسين علي أحمد ] وهو عضو مجلس القضاء ولكنه لم يُرشِح نفسه... والمهزلة ان المُشرف على صندوق الاقتراع ( حسام الدين العبار ) وهو عضو مجلس القضاء ومنتسب للحزب الاسلامي ، إحتسبَ [حسين علي احمد] ل [حسين علي حاجم] وقال بكل عدم مسؤولية : لافرقَ بين الأسمين !!. وهكذا اُعتبر ان حسين علي حاجم فائز بعشرة أصوات مُقابل تسعة الى كمال توفيق عنتر . علماً ان الشهادة " الجامعية " التي يحملها حاجم من " الكلية المفتوحة " تحومُ حولها الشكوك ، إضافةً الى انه من أهالي ناحية القيارة وليس من مركز الموصل . - ان إجتماع اثيل النجيفي قبل يومٍ من إنتخاب القائمقام ، مع عشرة من اعضاء مجلس قضاء الموصل ( 7 مُستقلين ، 2 من الحدباء ، 1 من الحزب الاسلامي ) ، والضغط عليهم حسب الاسلوب البعثي المُعتاد بالترهيب والترغيب ... أدى الى الإلتفاف على الاسلوب الديمقراطي وإنتهاك القوانين ... وهذا في الواقع ، إمتداد لإسلوب النجيفي وقائمته ، في إقصاء وتهميش المكونات الأصيلة لمدينة الموصل ، ونقطة سوداء اُخرى في مسيرتهِ المُنغَلِقة والإنفرادية .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليسَ بينكُم أحد يَلُف الماطورات !
-
صديقي .. وصلاة الجُمعة
-
ثورة الشعوب ضد الحُكام الطُغاة العرب
-
بايدن ليسَ غريباً ..انه مِنْ أهل البيت
-
كأس آسيا .. العراق لايريد الفوز
-
مشهورين ... بأي ثَمَن
-
وزارة العدل .. والإحتشام !
-
إنتفاضة جماهير الجزائر وتونس
-
عَودة -سماحة- الصدر الى أرض الوطن
-
غداً ... جنوب سودان مُستَقِل
-
تنمية حقيقية .. وليس بنايات شاهقة
-
اوبرا تُحاورُ بوش
-
مجانية الرعاية الصحية في اقليم كردستان
-
كُلْ كُلَ شيء .. إلا اُجرَتي !
-
أنا وخالي ذبحنا -21- خروفاً !
-
رؤساء وقادة مدى الحياة
-
الشهرستاني : لايوجد فساد في عقود النفط والكهرباء !
-
- شط العرب - خوش فندق !
-
رواتب الرؤساء والنواب .. سرقة وفسادٌ مُقَنن
-
- بيضات - البعث في صندوق السرداب
المزيد.....
-
بايدن يحذر من -شتاء قاس- في الصراع الأوكراني
-
بقتلها السنوار.. هل دمرت إسرائيل حماس؟
-
حماس بعد السنوار: ضربة قاصمة لكنها ليست قاضية
-
لا تعليق: بعد سنين عجاف.. عودة الحياة إلى بحيرات المغرب في
...
-
مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات في انقلاب حافلة تقل سياحا ياباني
...
-
حماس تعلن أنها ستواصل احتجاز الرهائن لحين وقف الحرب في غزة
-
وزير الدفاع الأمريكي: الحلفاء الغربيون أنشأوا تحالفات منفصلة
...
-
إعلام: دول الناتو تستعد لتكثيف الدعم إلى كييف بعد الانتخابات
...
-
المؤتمر العالمي للأوكرانيين: أكثر من مليون تلميذ أوكراني غاد
...
-
المسيرات المليونية في اليمن تعود لميدان السبعين بعد اغتيال ا
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|