شلال الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 13:15
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
منذ استقلال تونس عام 1956 وحزب التجمع الدستوري الديمقراطي يسيطر على مقاليد الحكم فيها الى ان جاء يوم 18 ديسمبر 2011 عندما اضرم المواطن التونسي محمد البوعزيزي النار بجسده احتجاجا على دكتاتورية الرئيس زين العابدين بن علي الذي استمر حكمه 23 ثلاثة وعشرون عاما فكانت دماء البوعزيزي طوفانا اكتسح حاجز الخوف امام الشعب التونسي معبدا الطريق لصنع الحرية وليس المطالبة التسولية بها ليسجل لاول سابقة في تاريخ العرب.
ولم تصمد الدكتاتورية بكل مؤسساتها البوليسية امام الصدور العارية والتي صدقت اللقاء وثبتت على المبادئ الا 25 خمسة وعشرون يوما لاذ بعدها بالفرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي مساء يوم 14 /1/ 2011 ليلتحق بركب الطغات يجر خلفه تاريخ اسود .
وباءت بالفشل محاولة دكتاتور ليبيا لانقاذه عندما تقدم بعرض سخي بتشغيل العاطلين التونسيين في ليبيا مقابل واد انتفاضتهم .
وقد وقعت الاطاحة بدكتاتور تونس موقع الصدمة على طغات العرب (الكذافي 42 سنة حكم ـ منذ عام 1969 / مبارك 30 سنة حكم ـ منذ عام 1981 / علي عبد الله صالح 33 سنة حكم ـ منذ عام 1978 / و حكم ال سعود منذ عام 1932 بعد ان عاثوا بالارض فسادا و قتلا وسلبا وتكفيرا منذ عام 1818 اى قارب امتطائهم لرقاب الناس المئتي عام كذلك ممالك الخليط العربي والانظمة الشمولية في سوريا والعراق الذي قوض الامريكان سلطته بعد ان فضل الشعب العراقي عار الاحتلال على دكتاتورية الرعاع من اجل مستقبل واعد بالديمقراطية وقد سارت على هذا النهج الدكتاتوري قيادات احزابنا السياسية فهي (وراثية دكتاتورية و تطالب بالديمقراطية !!!! ) ابتداءا من زعاماتنا السياسية الدينية مرورا بزعاماتنا الليبرالية الفدرالية الى زعاماتنا العلمانية . باختصار الدكتاتورية في بلاد العرب كالجراثيم تتكاثر بالانشطار انها نزعة البداوة الفردية المغلفة بقشور التحضر والمعاصرة والحداثة الزائفة انها كالذئب الذي يرتدي فروة حمل .
مما لاشك فيه هو ان الشعب التونسي في صدارة الشعوب العربية ثقافتا وتحضرا لهذا تاهل لتبوء موقع الريادة في كسر قوقعة السلبية التي دجن عليها القادة العرب شعوبهم .
كما ان انتفاضته كانت محط اعتزاز وتقدير لانها خلت من المضاهر الوحشية مثل السلب والنهب والقتل وكل الذي حصل من هذه المضاهر كان على يد ايتام زين العابدين عندما خرج زمام المبادرة من ايديهم بعد 14 /1 / 2011 وفي الوقت الذي نعزي طغاة العرب بسقوط شقيقهم التونسي نبشرهم بالمصير المحتوم ذاته انشاء الله ونبارك لشعبنا التونسي انتصاره ونعظم باجلال تضحياته وقرابينه على مذبح الحرية كما ونعتز بوعيهم الكبير الذى اجهض محاولة الالتفاف ومصادرة الانتفاضة والحيلولة دون بلوغها غاياتها المنشودة .
وتحية للشاعر التونسي ابو القاسم الشابي الذي رايناه يهتف بين الجموع بالرغم من وفاته عام 1934 : ـ
اذ الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
#شلال_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟