|
الأنموذج التونسي لا النموذج العراقي!؟
سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 08:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
- بعد نجاح حركة الشارع التونسي لن يكون العالم العربي كما كان! -
يوما ً بعد يوم يثبت لكل عاقل بل وكل غافل أن طاغية ليبيا العقيد معمر القذافي ليس منفصلا ً – معرفيا ً وعاطفيا ً - عن الواقع الليبي والشارع الليبي وحسب !.. بل هو أيضا ً منفصل تمام الإنفصال عن الشارع العربي بل ومنفصل عن العالم الحقيقي ككل ويعيش ويسبح في عالم إفتراضي خيالي وهمي كبير محوره ذاته النرجسية وطموحاته الشخصية الأنانية!!.. مثل مثله نظيره في الطغيان الرئيس التونسي المخلوع الذي خلعته الجماهير الشعبية الغاضبة وأجبرته على الفرار هو وأفراد عائلته خارج البلاد!.. فهذا الطاغية "بن علي" وعائلته المتنفذة صوّر لهم المحيطون بهم وجوقة المنافقين أن 99% من الشعب التونسي يعشقونهم ويقبلون أيديهم ويعتبرونهم أولياء نعمتهم وأن البقية الكارهة لهم لا تتعدى نسبتهم 1% وأن هؤلاء الكارهين القليليين يخشونهم أشد الخشية ولا يجرؤون حتى على أن يقولوا : آه !! .. وظل "بن علي" وعائلته وحاشيته يعيشون في هذا الوهم الكبير لعدة أعوام في ثقة وإعتداد وإطمئنان حتى آتاه "الله" من حيث لم يحتسب!!.. آتاه " الله" من باب عجيب لا يمكن أن يخطر في بال ولب لبيب!.. ولا حتى أعتى وأدهى المخابرات الأجنبية التي تدير لعبة الأمم بكل خبث ودهاء!!.. أتاه "الله" من جهة "شاب فقير" في بلدة صغيرة!.. شاب خضّار أحرق نفسه بالنار إحتجاجا ً على مصادرة عربة الخضار التي كان يرتزق بها!.. فالهبت هذه الحادثة الفردية الإحتجاجية الأليمة ضمائر كل أحرار تونس وأشعلت في قلوبهم نار الغضب فحدث الإنفجار وهب الإعصار وأصبحت ديار "بني علي" قاعا ً صفصفا ً مثل الهشيم المحتضر!!.. فالله أكبر على كل من طغى وتجبر!. واليوم – بعد هذا الحدث التاريخي الكبير والمفاجئ - ستصبح ثورة الشارع التونسي تجربة ناجحة - تلهب المشاعر وتبهر الأبصار - في الشارع العربي وتثير طموحات وأمال أحرار العالم العربي في التحرر والديموقراطية.. فبعد هذه التجربة الناجحة في إسقاط طاغية تونس في هذا الزمن القياسي لن يكون العالم العربي كما كان!!!.
فاليوم – بهذه التجربة التونسية المثيرة للعقول والقلوب والأنظار – أصبح في يد الشعوب العربية " إنموذج" و"سيناريو" آخر – في التحرر والتغيير وهدم الأصنام - لا شك فيه ولا إعتراض عليه غير "النموذج" و"السيناريو" العراقي الذي خالطته منغصات كبيرة وشبهات خطيرة وإعتراضات كثيرة حالت بينه وبين المشاعر الشعبية في الشارع العربي!!(*).. هذا "النموذج" العراقي في التغيير القائم على إحداث التغيير بيد الأجنبي وإسقاط صنم الطاغية بدبابة الأجنبي .. هذا النموذج الذي ظلت النظم العربية الديكتاتورية تستثمره في تخويف الجماهير الشعبية منه وظلت تخيّرهم – في خبث ودهاء - بينها هي كنظام وكأمر واقع مستقر بكل سلبياته وجبروته وبين هذا "النموذج" العراقي المرعب المخيف الملوث بيد الأجانب المكروهين المتعاطفين مع الصهاينة في فلسطين(!!!) وظلت السلطات العربية وأبواقها تحذرهم على هذا الأساس – أشد التحذير - من الإستماع إلى معارضيها والنشطاء السياسيين المطالبين بالديموقراطية والحرية والتغيير بدعوى أنهم ليسوا سوى "عملاء" مأجورين أو "مغامرين" يريدون أن يحولوا بلادهم إلى "عراق" آخر!!!.. ولاشك أن هذا التخويف الدعائي المستمر للشعوب العربية القائم على إستثمار "النموذج العراقي" والسيناريو العراقي كان له أثاره السلبية على حركات المعارضة الوطنية والعربية خصوصا ً في علاقتها بالشارع العربي!.. ولكن اليوم - وبهذا الأنموذج التونسي الشعبي العصامي النقي الطاهر المشرف – فإن هؤلاء الحكام العرب وأبواقهم قد فقدوا سلاح إنموذج العراق!.. هذا السلاح الدعائي الذي لطالما خوفوا به شعوبهم ونفروها وحذروها من الإستماع إلى هذه "المعارضات" الوطنية بدعوى أنها تحلم بالمجيئ للسلطة على ظهر دبابة إمريكية!.. فاليوم أصبح في يد الشعوب العربية وقواها السياسية المناضلة إنموذج وسيناريو تونس !!.. فإذا قال لنا النظام وأنصاره هل تريدوا أن تفعلوا في بلادكم كما حصل في العراق فسيكون الجواب : لا !.. ولكن كما حدث في تونس !!!.... وهكذا فقد فقدت الأنظمة العربية "سلاح نموذج العراق" وإكتسبت الشعوب العربية والمعارضات الوطنية " سلاح أنموذج تونس" .. وهذا بلا شك يشكل إنتصارا ً معنويا ً لهذه الشعوب وهذه المعارضات فضلا ً عن كونه إنتصارا ً في ميدان الحجج والحرب الدعائية !!.
الله أكبر ولله الحمد فالدائرة اليوم تدور على طغاة العرب وتحاصرهم من كل مكان وأين المفر ؟؟ فقد أخرج المارد الكظيم والحبيس منذ قرون رأسه من تونس !.. وتصدع القمقم ولاح وقت إنبعاث الأمة بعد طول إذلال وسبات!. سليم نصر الرقعي (*) لا يجب الفهم من كلامي حول المآخذ على "النموذج العراقي" أنني أتهم كل المعارضين العراقيين بالعمالة أو الخيانة!.. لا ليس الأمر كذلك فمعظم هؤلاء المعارضين الوطنيين إستفادوا من هذا "الأمر الواقع" الذي حدث بفعل الإحتلال الأجنبي وحاولوا إستثماره في إجراء إصلاحات سياسية ديموقراطية في العراق يحدوهم الأمل برحيل الأجنبي في يوم من ألأيام.
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القذافي للتوانسة:إتمنى لو حكمكم -الزين- مدى الحياة!؟
-
عاجل : فوضى شعبية تعم بعض المدن الليبية!؟
-
بين ثورة سيدي بنغازي وثورة سيدي بوزيد!؟
-
شاب ليبي فقير حاول حرق نفسه في ليبيا!؟
-
الطريق إلى القدس يمر من الشارع العربي!؟
-
إنتفاضة الشارع هي الحل!؟
-
نعم!.. أنا كنت في جره وطلعت إلى بره!؟
-
قراءة في وثيقتين من وثائق -ويكيليكس- تخص ليبيا!؟
-
اليوم 24 ديسمبر عيد ميلاد ليبيا !؟
-
مؤسسة القبيلة وجودها الحالي ضار!؟
-
قضية مذبحة بوسليم إلى أين!؟
-
هل حان وقت التخلص من المقرحي!؟
-
هل في ليبيا فقراء ومساكين!؟
-
في ذكرى إختطاف منصور الكيخيا !؟
-
ويكليكس:القذافي تعرض لمعاملة مهينة في أمريكا!؟
-
فوائد فضائح وثائق ويكيليكس!؟
-
العروبة ليست رابطة عرق ودم!؟
-
ماهي الثقافة!؟
-
إتحاد عربي أو جامعة عربية ما الفرق؟
-
أعوذ بالله من شر الديموقراطية !؟
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|