أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - الثورة التونسية ومشروع الهيمنة الدولية














المزيد.....

الثورة التونسية ومشروع الهيمنة الدولية


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



محاولة الالتفاف التي يقودها أزلام الرئيس التونسي المخلوع , على منجز الثورة الشعبية التونسية تؤشر لوجود تدخل خارجي يسعى الى احتواء هذه الثورة وتدجين اهدافها التحررية , عن طريق حصر خطواتها في هيكلية النظام القائم , من خلال خلع رئيسه المتمثل في شخص زين العابدين بن علي , على امل الابقاء على ديمومة النظام , بتبعيته السياسية والايدولوجية لهذا الطرف .
وبغض النظر عن هوية هذا الطرف ( رغم ان موقف الحكومة الفرنسية المضبب وتصريحات اقطابها المتواطئة والمتملصة من اعلان موقف صريح مساند لثورة الشعب التونسي , تشير صراحة لضلوع النظام في هذا التدخل ) فأن هذا التدخل يؤشر لحقيقة مفادها ان فعل الحرية وأستقلالية القرار العربي , في اي دولة عربية, خط احمر في حساب قوى الهيمنة الدولية ( قوى الاستعمار المباشر السابقة ) لاتسمح لاي من الشعوب العربية الاقتراب منه , تحت اي ظرف او حساب كان , حتى وان كان ثورة تحرر شعبية يقررها ويقودها شعب عربي للتخلص من جلاديه ومغتصبي حقوقه في الحرية والعيش الكريم .
وكعرب , علينا ان نواجه انفسنا بالحقيقة التي تقول ان لاسيادة حقيقية في اي دولة عربية حتى بعد انسحاب جيوش الاستعمار المباشر من اراضينا وتحوله الى طور الأستعمار غير المباشر ( استعمار سياسي واقتصادي وايديولوجي ) الذي يدار عن بعد , عن طريق انظمة شمولية موالية تضمن لها تبعية القرار السياسي ولاقتصادي مقابل ابقائها على سدة الحكم والسماح لها بالتحكم في مصير شعوبها ومقدراتها الأقتصادية , وهو صمام تبعية الشعوب الذي تبحث عنه دول الهيمنة لتحقيق أهداف إستعمارها المبطن في مصالح الشعوب وتقرير حدود آفاقها في المحصلة النهائية... وطبعا النظام التونسي ورأسه الذي خلعته الثورة القائمة ليس ببعيد عن هذه الحقيقة، ليس بصفته نظاما شموليا وقمعيا ومستأثرا بالسلطة وعمل على تحنيط تونس وشعبها وفق ما مرسوم له من قوالب وحسب، وانما لأنه عاش كنظام مرضي عنه من قبل دوائر الهيمنة الدولية، وفرنسا على وجه الخصوص، بصفتها دولة استعماره المباشر قيل استقلاله، وفي عهدي رئيس هذا الاستقلال الذين كمل احدهما دور الآخر.
وكما أسلفنا، فان مواقف الحكومة الفرنسية اتصفت بالضبابية والتواطئ حيال الوضع القائم، من خلال دعوتها للتهدئة، على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية، أو بإدعاء وزيرة الخارجية ذاتها أن فرنسا لا تقترح حلولا لأحد أو يكون لها تدخل مباشر في شؤون الآخرين، أو التصريح الحكومي الأخير الذي طالب هيكلية النظام المتبقية باجراء انتخابات في أقرب أجل.
لعل أول ما تؤشره مثل هذه المواقف، التي لا تتصف بالمسؤولية الأخلاقية، هو ضلوع أصحابها في محاولة الإلتفاف على أهداف الثورة الشعبية التونسية الجارية، على أمل حرفها عن وجهتها التحررية وتحويلها إلى مجرد حركة (تصحيحية) تستهدف إستبدال بعض الوجوه مع الابقاء على جوهر النظام القائم، روحا وتوجها، لضمان استمرار تبعيته لها، وبالتالي تبعية القرار التونسي، سياسيا واقتصاديا ، لهيمنتها.
ولكن الذي يطمئننا هو ان تصريحات قوى الثورة قد جاءت (على لسان ممثليها النقابيين والحزبيين والمثقفين وفي المجتمع المدني) لتؤكد وعي هذه القوى بحقيقة أهداف هذه التوجهات واصرارها على مواصلة الثورة ((حتى إكمال المئة متر المتبقية)) كما جاء على لسان أحد قادة اتحاد الشغل في مدينة نابل، لطرد آخر وجوه النظام الحالي وتشكيل حكومة انقاذ وطني تتولى عملية اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية تحت حماية الجيش الوطني الذي أبى، إلى الآن، تلطيخ يديه بدماء العزل من ثوار الشارع التونسي الأباة، إنسجاما مع دوره الوطني النبيل في كونه سورا حاميا للوطن من الاعتداءات الخارجية وليس أداة قمع بيد جلادي الشعب.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاب تنهيدتين أو أقرب
- خط أزرق تحت وهج التاريخ العربي(هل نحن ظاهرة لفظية؟)
- طفولة الأشياء
- قصيدة دائمة: جدل مناوب
- تبرعوا للسيد المالكي يرحمكم الله!
- الحصانة الوطنية ضد الأحزاب
- أطلق سراح هويتي أيها الوطن
- الفساد من ثقب قفل البرلمان
- سأعيد كرّة الغرق في عينيك
- الوجه الثاني للانتخابات العراقية
- وعود انتخابية للبيع!
- لماذ القائمة المغلقة؟
- مطلب وطني لا خيار انتخابي
- انتخابات جديدة.. عهد جديد
- كلمة أخرى لشهقة القلق(قراءة في قصيدة - مثل ليل - للشاعرة ظبي ...
- مدائح أخرى لقامة البحر
- في حقول الريح إلتقيت صراط عينيها
- الاشتباك مع دانتيل النص
- غيمة أخرى وتكتمل سماء فراري: بحث عن رصيف
- صوت منها وبها


المزيد.....




- ما رأيك ببعض الملح في قهوتك الصباحية؟ مشروب غريب من فيتنام ي ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق حوالي 20 صاروخا من لبنان على شمال إس ...
- شاهد اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيل مدرسة تؤوي نازحين فلسطين ...
- اشتباكان منفصلان.. ثمانية قتلى في الشطر الهندي من كشمير
- الكاهن المنسي الذي كشف عن الثقوب السوداء النجمية قبل أكثر من ...
- الأزمات تحاصر حملته الانتخابية.. مذيع أميركي: مكتب بايدن أرس ...
- صواريخ -إسكندر- الروسية تدمّر بطارية -باتريوت- أمريكية ورادا ...
- الفرنسيون يصوتون في انتخابات تشريعية حاسمة لمستقبل البلاد
- مصر.. أول تحرك برلماني بخصوص مؤهلات وزير التعليم الجديد
- الجيش الإسرائيلي: رصد 20 قذيفة جوية قادمة من لبنان واعتراض ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - الثورة التونسية ومشروع الهيمنة الدولية