أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - اعوذ بالله من الشيطان الرجيم















المزيد.....

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 10:43
المحور: كتابات ساخرة
    


يوم امس كان موعد اجتماعنا الدوري في العاصمة مقاديشو والتي اختارها شيخنا الجليل محمد الحلو هذه السنة ليهش بها على غنمه وله بها مآرب اخرى.وقبل ان يلتم شمل الصالحين بساعة واحدة هاتفني شيخنا الحلو ليخبرني بان ضيفا عزيزا سيحضر الاجتماع بصفة مراقب ولم تفد محاولاتي في معرفة اصل وفصل والضيف واسم امه الرباعي حين سمعته يقول نها احلى مفاجأة سترونها في حياتكم ولا مفاجأة امير الشعراء في تلفزيون ابوظبي حين رفضوا قصيدة يشتم فيها صاحبها امنا وابونا امريكا.
نفذنا الاجراءات الروتينية في تسجيل اسمائنا واسماء امهاتنا قبل الدخول الى قاعة الاجتماع ووجدنا كالعادة ان شيخنا رعد الحافظ قد تأخر 3 دقائق عن الحضور بينما سعى مصطفى حقي وسرمد الجراح الى الحضور مبكرين على غير العادة.
رغم اننا قرأنا سورة الفاتحة وتناولنا شيئا من الماء القراح شديد البرودة الا ان عيوننا كانت متسمرة على باب صالة الاجتماع منتظرين حضور رئيس الجلسة محمد الحلو وضيفه المفاجاة.
رأينا عن بعد الحلو وهو يكاد يلتصق بضيفه الذي بدا طويلا بدشداشته البيضاء الناصعة و(جراويته) الخضراء المرصعة بحبات تلمع في الشمس بينما انتعل خفا كأنه صنع خصيصا لقدميه ويمسك بيده اليمنى مسبحة صفراء وصلت بعض حباتها الى تراب الارض.
القى الحلو السلام علينا وهويكاد يرقص من الفرح ولم يكد يريح جسده على مخدة ارضية حتى سمعناه يقول وهويهز كتفيه غرورا ونباهة:
اقدم لكم صديقي العزيز الذي لا استغني عنه مشورته آناء الليل واطراف النهار..
قاطعه صوت الصيف الذي جاء قويا ولكنه ناعما كصوت نانسي عجرم حين غنت آخر اغنياتها في المملكة العربية المغربية.
قال:انا الملاك ابليس استأذنت شيخكم الجليل بالحضور الى اجتماعكم الموقر لبث همومي التي لم اعد اتحملها.
رد نائب الرئيس رعد الحافظ: يعني انت الشيطان.
صاح: لا ،الشيطان اسمي الحركي الذي اطلقه علي بني البشر ولا ادري لماذا.
استأذنته قليلا لقراءة جدول الاعمال ثم مناقشة بعض الامور المستعجلة ومنها القضايا ذات الاهتمام المشترك والتفرغ بعدها للاستماع اليه. وافق على الفور فيما سارع امين سر الاجتماع لفتح اضبارة القضايا التي كما قلت تتعلق بذات الاهتمام المشترك كما سارع المجتمعون الدخول في مناقشة بقية القضايا . مضت ساعة واحدة اكملنا خلالها مايجب مناقشته في جوصريح وودي للغاية وشكلنا اللجان المختصة لمتابعة تنفيذ القرارات ليتم مناقشتها ايضا في السنة المقبلة.
تنحنح ابليس بعد ان رأى وجوهنا وقد انقلبت الى عيون تتطلع اليه وآذان منتظرة ما يريد قوله.
قال: لابد من القول بادىء ذي بدء اني اشعر بالتعب والارهاق الذي سببه لي قادتكم في العراق والاردن وتونس، ففي العراق حاولت ان اثني عزم القادة عن التزامهم بتعليق لوحة كتب عليها (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم في مكاتبهم) وقلت لهم محتجا لقد علمتكم اصول اللصوصية وفتحت امامكم دروب الثراء واصبح فقيركم الذي لايجد له لقمة خبز في مدينة التنك يعيش في قصر فاخر في مدينة المنصور محاط بالاسلاك الكهربائية ورجال الحماية الملثمين حتى اني اقنعت الشركة الوطنية للكهرباء بتوفير الكهرباء والماء لهم على حسابي الخاص ومع هذا فما مازالوا يستعيذون بالله مني ، انهم فعلا اناس جاحدين لايحترمون من عمل لهم فضلا واتقنه. وهذا محافظ قندهار الذي دربته سنة بحولها وقوتها ليكون كما اريد ولكنه شق عصى الطاعة وظل يلعنني في النهار ويعاقرني في الليل وحذا حذوه شيوخ آخرين ومنهم اليعقوبي والخراساني والشهرنهاري وذاك الذي يصر على اظهار (كذلته) من وراء العمامة وكأنه يريد اغراء بنات الحي المتزوجات.
لقد نبهتهم مرارا بعدم ذكر اسمي في صلاة الجمعة وهددتهم بفتح ملفاتهم امام رئيسهم الذي فر الى مالطا امس الاول ان فعلوا ذلك. مازلت احاول اقناعهم ان يتركوني بحالي بعد ان مهدّت لهم الطريق مؤكدا على ان بلادهم اصبحت مع ناسها مثل عجينة كعكة العيد يعجنونها كيفما يريدون ولكنهم ازدادوا عنترية وثباتا على موقفهم المبدئي.
ولا اكشف لكم سرا حين اقول لكم اني جئت توا من مالطا حيث رافقت الرئيس التونسي علي زين العابدين بعد ان طلب مني ان اقلب النهار الى ظلام خوفا على حياته وهويحث الخطى هربا بجلده.
ورغم انه قال لي ونحن في الطريق الى مالطا حيث توفي فيها شاه ايران قبل سنوات طويلة انه يؤثر الاختفاء خوفا على ارواح الشباب التونسي من مغبة تكرار حرق انفسهم بعد ان حرق اثنان منهم انفسهم احتجاجا على غياب (ربطة) الخبز من الاسواق الا اني اعرف خبرته في سلاطة اللسان ومعاقرة الكذب حتى الثمالة. المهم اني حاولت اقناعه بالذهاب الى العراق فأسمه وحده سوف ينجيه من التهلكة ولكنه قال لي ان هناك انواعا كثيرة من الارهاب ولاضمان له من البقاء على قيد الحياة حتى ولو حلف لهم باني من نسل عبد الله المؤمن.
مللت من حديثه المكرر عن الحلم الذي عاش فيه رئيسا معتبرا في بلاده وقد بدا انه سيصبح سلفيا في آخر عمره بعد ان وجدته يحن الى ايام الصبا والجمال وقررت تركه لمصيره رغم اني لم اجد رجلا يبكي بمثل هذه الحرقة وهويتوسل بي ان ابقى معه مساندا له في العودة الى كرسي الحكم ولكن هيهات فقد غسلت يدي منه.
المهم ياسادة عرجت على ناسكم في الاردن قبل المجىء اليكم لالتقي بناسي هناك فوجدت العجب العجاب، صحيح انناسي هؤلاء مشهورين بالعبوس القمطريرا ولكني لم اجد اكثر عبوسا منهم في هذه الايام حتى ان بعضهم تعلق باذيال دشداشتي طالبا النجدة والتوسط لدى مكتب هيئة الامم المتحدة لقبولهم كلاجئين في اي بلد حتى ولو في الكونغو برازافيل. بصراحة لم استطع مساعدتهم فقد جاءتني تعليمات مشددة من اصحاب الشأن بتركهم يعانون الرعب (التونسي) الى حين.
اعتقد اني تجاوزت على وقتكم المحدد ولكن لم اجد غيركم ابثه همومي بعد ان جحدوا بنعمتي قادتكم في العراق والاردن وسوريا ومازال الحبل على الجرار.
سأله احدنا قبل مغادرته: هل يعني ذلك انهم عادوا الى جادة الصواب.
اجاب: لا ياصديقي الذي لايخاف الله لايعود الى جادة الصواب انهم فقط تمرسوا بخبرة الكذب والنفاق، تراهم يبتسمون للقادم اليهم حاملا الخمس او النذر او ذاك الذي يصلي ورائهم ولكنهم ما ان يختلون مع مريديهم ليعرفوا كم دفع هذا وذاك حتى تنكشف اساريرهم عن ابتسامة صفراء حتى انا لا استطيع ان ارسمها على وجهي.
سأله آخر : ماألعمل ؟؟
قال ضاحكا:العمل عمل ربنا فانا ذاهب الى مصر الان لالتقي بجماعتي لعلهم أصبحوا الان اكثر بردا وسلاما.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريبة منك يامام جلال (فدوى اروحلك)
- الراقصة زيزي تعشق المليونير الماليزي
- اشتروا عقولا تربحوا
- السبعة تاكل عيني
- غاب عنه القرضاوي.. اجتماع حافل للمسلمين السود في الصومال
- اسئلة حائرة من متسول في كربلاء
- مشكلة حزام الامان في بلاد العربان
- كل عام والغامكم بخير
- دعوني اقول لكم
- قناة العراقية .. كافرة ،جاحدة، ملحدة
- عزيزنا الجليل السيستاني ..هل انت بالاتجاه المعاكس؟
- آخر فتاوى هذا العام القرآن يشفي السرطان
- نائب عريف شاعر ورئيس عرفاء كاتب قصة
- وشهد السيستاني من اهلها
- شدوّا راسكم ياقرعان.. العامري وزيرا للنقل
- من سايلو البصرة الى شلتاغ ابن عبود
- دعاء مسلم في ايام اعياد الميلاد
- ايهما نصدق المالكي ام عادل امام؟
- حفيدتي رومانسية.. ياللمصيبة
- ايها الازواج ضعوا العصي في فراش الزوجية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - اعوذ بالله من الشيطان الرجيم