أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - انتفاضة البسطات















المزيد.....

انتفاضة البسطات


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 18:50
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كانت فلسطين وطن انتفاضة الحجارة فإن الوطن العربي كله سيصبح في السنوات القادمة وطن انتفاضة البسطات ولقد وقعت كثيرا من الأزمات السياسية والاقتصادية والاعتصامات العمالية في أوروبا مع عمال شركات مناجم الذهب والفحم ووقعت مع عمال شركات صناعة السيارات وانتهت بتحسين ظروف معيشتهم ولكن الحرب القادمة ستكون في الشرق الأوسط ولن تكون على المياه كما هو متوقع ولن تكون بين العرب وإسرائيل ولن تكون مع المثقفين ولن تكون مع مجالس النواب والبرلمانات المُزورة ولن تكون مع عمال المصانع نظرا لأنه لا توجد أصلا مصانع إلا ما ندر ولذلك عمال البسطات المشردين في الشوارع والأسواق هم من سيشعل هذه الحرب وهذه الانتفاضة ومن المحتمل أن تبدأ الأجهزة الأمنية في الدول العربية بوضع رقابة صارمة على أصحاب البسطات تحسبا لنشوب ثورة مفاجأة وانتفاضة غير متوقعة تؤدي فعلا إلى تأجيج حرب عصابات في الشوارع وأحياء المُدن الضيقة ومن المحتمل أن يصبح كل صاحب بسطة رجلا سياسيا يدير خلية من المشردين الذين من السهل عليهم أن يحمل أي رجل فيهم (لتر كاز) ليحرق نفسه بين العالم والناس احتجاجا على سوء المعاملة وانتهاك الحقوق المدنية والشرعية وتراجع فرص العمل وعدم توفير حياة كريمة تترجم تلك الممارسات أولا وأخيرا بأن أصحاب البسطات أكثر كفاءة من أمناء الأحزاب السياسية المخترقة أمنياً وأثبتت التجربة بالبرهان القاطع بأن أصحاب البسطات أكثر كفاءة من الصحف العربية ومن مجمعات النقابات المهنية فهم يقولون ما لا تقوله الصحف بل وأجرأ من الصحف وأنا سمعتُ صاحب بسطة دخان يقول للشرطة (إما أن أشتغل على بسطتي وإما أن تسمحوا لي بممارسة الدعارة) وستكون الحرب القادمة عنيفة مع أصحاب البسطات الذين تقاتلهم الحكومات العربية على الدينار والدينارين, وربما تدعم الدول المعادية أو حزب تنظيم القاعدة الإسلامي أصحاب البسطات بالسلاح وبالنسبة لكوريا فلديها استعداد لدعمهم بقضبان الوقود النووي وإيران سترسل لهم م بالزئبق الأحمر وصواريخ الحسين(اسكود).. القادمة وستغزو أمريكيا بعض الدول العربية من أجل السيطرة على منابع البسطات الكبرى في القاهرة وعمان ودمشق كما قامت ذات مرة بالحرب من أجل السيطرة على منابع الملح في العالم وكما قامت أيضا وما زالت حربا ضروسا من أجل السيطرة على منابع النفط وفي كل يوم تشتعل في كافة العواصم العربية حرب الشوارع مع أصحاب البسطات فإن كنت أنت يا عزيزي القارئ مواطنا تدخل أسواق الخضروات ليصبح قلبك أخضر فإنه سرعان ما سيذبل مما ستشاهده إنكَ ستشاهد أصحاب العربايات والبسطات وهم يفرون مفزوعين تاركين خلفهم صغارهم ونساءهم عُرضةً للضرب من قبل الشرطة وموظفي البلدية فكل العواصم العربية يقاتلون أصحاب البسطات وليس (زين العابدين بن علي) هو أول من يقود حربا خاسرة معهم شاهدت قبل عام تضاربا بالأيدي بين صاحب بسطة في محافظة اربد في المملكة الأردنية الهاشمية وبين عمال البلدية والشرطة وتم في النهاية فك النزاع حين قامت الشرطة الأردنية بشحط صاحب البسطة وشرشحته وتمزيق ملابسه وهم يجرون به جراً على الإسفلت لوضعه في سيارة خاصة بالمجرمين وكان ذنب ذلك المسكين أنه يعمل من أجل أن يكسب خمسة دنانير طوال اليوم وقال بصوت عالي (شو أساوي؟ أتعرس على بناتي؟ بدي أعيش إما بتخلوني أبيع دخان إما بتسمحولي أتعرس وأشرمط).

الأزمة الاقتصادية والسياسية القادمة في الدول العربية ستدخل مرحلة جديدة من النضال والكفاح ضد من سلبونا كرامتنا من أصحاب النفوذ وسيشعل فتيلها وشرارتها العمال الكادحون في الأسواق فهذه المرة مع صاحب بسطة خُضرة وفي الأمس كانت في الأردن بين رئيس بلدية اربد وأصحاب عربايات الخضرة وغدا إنشاء ألله ستكون مع (الكندرجية) وبعد غد ستكون مع الطوبرجية... إنها صناعة تونسية وصاحبة امتياز كبير بمواصفات عالمية ورأس المال (سن كبريت ولتر كاز) وأنا شاهدت كثيرا من الناس في الأردن يحملون (بابور الكاز) ليحرقوا به أنفسهم وشاهدتُ رجلا يريد الانتحار بسبب الفقر والجوع ورأيت أردنيا يقتل أولاده بسبب الفقر والجوع وتضييق الحصار علينا ولكن أغلب الذين يريدون حرق أنفسهم الناس تمنعهم من عمل ذلك وسمعت مرة عن محاولة كانت ناجحة 100% في محافظة اربد حيث أشعل أحد الرجال بنفسه بالكاز واحترق معه ابن الجيران الذي كان ضيفاً في بيته بخلاف التونسي الذي احترقت معه الشوارع ولو كان الأردني صاحب بسطة لحرق من وراءه كل الأردن ولكن الخطوة ليست بعيدة ففي كل يوم يقترب الموعد أكثر وأكثر وهنالك مناوشات عسكرية بين أصحاب البسطات وبين أصحاب النفوذ وسمعت مرة وأنا في سوق الخضرة تاجرا يقول لأحد الموظفين في البلدية (اكحشوهم قطعوا أرزاقنا) وفي كل ساعة تشتعل نار الحرب لكي تبدأ معركة جديدة ولكنها تنطفئ من حين إلى آخر ويبدوا أن الدول العربية ستدخل أزمة انتفاضة البسطات .

إن أصحاب البسطات هم على الأغلب من الذين ولوا مرحلة التسول في الشوارع ولكنهم بدل أن يشحدوا ويتسولوا يذهبون للتبسيط على الأرض ببعض الحاجيات لبيعها مثل الدخان أو الأدوات المنزلية البسيطة أو الخضرة وأكثر أصحاب البسطات يعيشون حياتهم وهم مطاردون من شارع إلى شارع فهم يعيشون يومهم مثل حرب العصابات في الشوارع تلاحقهم الشرطة ومراقبو البلدية السريين لمنعهم من العمل بحجة أنهم غير مرخصين وغير قانونيين وأغلبهم أو 90% منهم لا يستطيعون شراء الخبز واللبن والحاجيات الضرورية لأولادهم وحين تنمعهم الدولة من العمل فإنهم حتما سيشعرون بالظلم الكبير وسينتفضون على كل من يخنقهم ويحاصرهم ولأول مرة في التاريخ تظهر مؤسسة (بسطة الخُضار)أو انتفاضة البسطات لتعلن أن الرئيس الدكتاتور مخلوع من الوريد إلى الوريد ومن الخاصرة إلى الخاصرة ومن المحيط إلى الخليج, لذلك يجب على الأردنيين أن يستوردوا بسطة خضرة تونسية من أجل خلع كل من يقوم بتجويعنا وبقتلنا ويجب أن نقوم ببناء مؤسسة (بَسطة الخَضار) بدل أن نقوم ببناء مجالس نواب وتشريع لا يعرفون ما يريده الشعب الأردني, إن الشعب الأردني يريد صاحب بسطة خضره يعلن ولاءه وانتماءه لنا نحن الذين في كل يوم نهان وتمتهن كرامتنا بحجة الدفاع عن مؤسسة الله والحاكم واللصوص ويموت طاغية واحد ليرثنا من بعده مليون طاغي,والذي يحقق الانتصارات هو الشعب الذي اكتشف علاقة خلاعية بين الرئيس المخلوع والمؤسسات الخالعة التي تساند الخالع وبعد ذلك على الشعب ومجلس النواب أن يقوموا بوضع المؤسسات الخالعة في طائرة أخرى لتلحق بالرئيس المخلوع إن الشعب التونسي يحقق قضية تقرير مصيره على جسد صاحب بسطة لبيع الخضرة يحرق نفسه بيده بسبب الشعور بالظلم وبالاضطهاد ونحن في الأردن لا نريد مجلس نواب بل نريد صاحب بسطة خضره يحرق نفسه في سوق الحسبة المركزي في اربد وواحد آخر في عمان وأمام وزارة الداخلية من أجل أن نقوم بعملية إصلاح كالتي ظهرت براءة اختراعها في تونس وإن الذي ورث (الحبيب بورقيبه) في ثورة طبية كما قالوا في نهاية الثمانينيات نجده اليوم قد خسر ثورته أمام ثورة صاحب بسطه ووجد الرئيس المهزوم والمخلوع طائرته تحوم في أجواء باريس ليؤذن لها بتجديد الخيانة مرة أخرى للشعب وللأمة وللتاريخ, فترفض بلد برج إيفل وتمثال الحرية وموطن (فولتير) والمطارات هبوط طائرة الطاغية فتذهب إلى ايطاليا للتزود بالوقود لتهبط بعد ذلك في (جده) .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأنا المسئول
- الكرسي المسحور
- الصورة الحقيقية
- أحلامي في اليقظة
- قصة حب بوليسية
- باب داري
- العدس لحم الفقراء
- كيف تريدون ذبحي؟
- الأموات يحكمون الأحياء
- لو أداة تمني
- الصحافة تلعب دور البوليس
- في العام الماضي
- واو القسم
- ملاحقة المهنيين
- الحق على مين؟
- الإنسان البليد
- الأم هي أول مدرسة
- هلوسات
- أصوات مزعجة
- كل عام والعالم بخير


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - انتفاضة البسطات