ماجد محمد مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 01:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جميل ومؤثر استفتاء السودان الجنوبي لتقرير مصيره في منطقة حيوية لم تتعود الديمقراطية الا اذا نجمت عن فوز حزب قائد وزعيم اوحد ببرلمانات كانت على الدوام كارتونية كسيحة.
الاجمل لو جاء تقرير المصير في السودان نتيجة مخاض ديمقراطي حقيقي نابع عن الشعب وتطور مجتمعاته القبلية بشكل يستطيع اقالة الرئيس اذا تصرف وفق رغباته ليست مثلما يحدث من تدخل دولي يساند الجنوب نحو تقرير مصيره والانفصال المحتوم مقابل وعود مغرية تنجي الرئيس من طائلة ارادة المجتمع الدولي وقيوده الصارمة.
والملفت ان الدول العربية التي عرف عنها ترديد شعارات الوحدة وقدسية تراب الوطن لم تتحرك قيد انملة ولا حتى عبر تحريكها الشارع العربي بمظاهرات صورية نحو افشال مخططات الجنوبيين طالما شعرت هذه الدول ان الغرب يسير قدما نحو تعزيز الديمقراطيات الوليدة وتحسين محافل حقوق الانسان في سائر ارجاء العالم ومصالحها على حدا في وطن عربي مجزء لاتكون على مايرام الا بدعم حلفائها الدوليين وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية.. بل حتى ان ابرز كتاب العرب اعتبر استفتاء السوادن الجنوبي مؤشرا حضاريا من المهم تفهمه بعيدا عن الحروب والقتال وتلخيصا لنضال الجنوبيين طيلة عقود طويلة مقارنة مع ارائهم المتشنجة حيال قضايا مشابهه في لبنان او اليمن او العراق ومايجتاح حاليا المغرب العربي من اعصار وثورة للجياع!فما يجوز في السودان لايجوز في العراق وغيره مما يوصف بتدخلات خارجية واطماع دولية مغرضة لتقسيم البلد.. هم يمتصون صدمة الحدث في واقع لايستطيعون تغيره وطالما النيران المشتعلة بعيدة!
ان نضال الجنوب وتضحياته لم يذهب سدى والدعم الدولي لانجاح الديمقراطية صوب الاستقلال هو بداية تغيرات جديدة تحظى بالدعم الدولي لصالح القوميات والاقليات مع تصاعد وتيرة العنف بحقهما.. ومن المفروض ان تتحرك في الفرص السانحة نحو تدشين ديمقراطيات منطقية تناسب بين الاهداف والطموح.
ان اسبوع تقرير المصير في السودان الجنوبي نقطة تحول ات لصالح الشعوب في مواجهة ازماتها المستديمة من الفقر والعوز وغياب الديمقراطية.. نهاية التقمص والازدواجية والشعارات المتشنجة المكلفة.
#ماجد_محمد_مصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟