أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي الاخرس - ثورة(الكفره) في تونس














المزيد.....

ثورة(الكفره) في تونس


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 01:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


" عجباً لمن لا يجد قوت يومه ولم يشهر سيفه" هذا ما رفعه الصحابي الجليل أبى ذر الغفاري، مؤكداً على رؤية وبعد نظر من قديم الزمن لما ستؤول إليه أحوال العرب والعروبة، مؤكداً بأن السيف حلاً للجوع والفقر، في زمن تقسم به ثروات المسلمين على بضع من اللصوص ومرتزقة الاستثمار، وأذلاء المال وطغاة الاستبداد.
ولكن السيف لا بد وأن يشهر ليس بوجه هؤلاء فقط، الذين جعلوا منا حفنة متسولين تجوب شوارع المدن والعواصم بحثاً عن لقمة العيش المغمسة بالوحل والإذلال والإهانة، والمهانة، لقمة تُجرد الإنسان من كرامته وإنسانيته، وتساوم وتتاجر بشرف وعرض هذه الأمة، بل يجب أن يُشهر السيف بوجه أصحاب العمائم الملونة الذين يتصارعون في إكتناز الثروات، والعيش في رغد الحياة كسلاطين بما يقدمونه من فتاوي استهلاكية سلطانية، ويتركون عامة الشعب تفترسها الآلام والمهانة، من فوق منابر الضلال الموشحة بالدين يخادعون بها الشعوب، وهم ينعمون برغداء العيش، بإسم الدين ولقب مشايخ وأئمة، ويصمتون أمام عضة الجوع التي تفتك بأمتنا، وشعوبنا، ويدفنون رؤوسهم بالمال أمام مظاهر الفساد والرشاوي التي تنهك قوت الجوعى والمحرومين. كما يجب أن يُشهر السيف بوجه أقزام الانقسام الذين يجثمون على صدور هذه الأمة كأدوات تنفذ مؤامرة تفتيت الوطن، وتقزيم وحدتنا التي هي قوتنا وكرامتنا.
لا بد أن نشهر السيوف في وجه الطغمة التي تسلبنا حرية التعبير عن إرادتنا،وحرية التمتع بخيراتنا وثرواتنا، وتكتنزها بأرصدة الغرب وأوروبا، وتلقي بشبابنا وشعوبنا فرائس وديعة للفقر، والتسول، والتسكع في شوارع البطالة، والفساد، والمحسوبيات، والإذلال.
ليس هذه السيوف هي المعبرة عن واقع عروبتنا المؤلم، بل هي واقع لا بد منه آجلاً أم عاجلاً، لكي نعيد صياغة التاريخ بأيدينا وليس بأرجلنا.
المفاجئ أن الحالة تعتبر بداية الشرارة قد تأخرت كثيراً، ولم تشتعل بعد في كل الأقطار العربية التي تُبدع في إهانة وإذلال أبنائها، والدفع بهم للانتحار، والتطرف، والموت تسكعاً في جراح القهر، واليأس، بلدان تعامل العربي كآفة عفنة في حين تستقبل الأجنبي بالابتسام والترحيب والورود لأنه ذو شعر أشقر، وعيون ملونة.
تلك الأنظمة والدول السمية بمؤسساتها التي تمرر كل المؤامرات للنيل من إرادة هذه الأمة وإذلالها، ودفعها للإحباط وهزيمتها من داخلها، قبل أن ينقض عليها أعدائها.
إنها ثورة( الكفرة) التي نشهدها اليوم، كفرة الجوع بمعناها وفحواها، وليس كفرة الذات الآلهةإ، كفرة بهؤلاء الذين أرادوا تملكنا كما يتملكون قصورهم، وعقاراتهم، يذبحون فينا حياة وروح الحياة والاعتزاز بانتمائنا وقوميتنا، وهويتنا.
إنها ثورة( الكفرة) التي تغزو داخل كل واحد فينا، لكن حالة الخوف نالت منا حتى أخمدت فينا الشجاعة والقدرة على استنهاض وتثوير فراستنا والالتحاق بالناقمين على فقرهم وجوعهم، وهي حالة صمت مريبة يغذي خنوعها نحن أصحاب الأقلام والفكر لأننا أصبحنا نتخندق في خنادق خلفية، نمارس ما يمارسه علماء السلاطين، وفقهاء الأنظمة، ومثقفو الفصائيات أصحاب شعارات الاسترزاق بدولارات الإعلام ومكتسباته.
أدرك أن هذه الثورات العفوية ما هي سوى تعبير تلقائي وعفوي غير منظم، قاده شباب واعِ أدمت جراحه عضة البطالة، والفقر، والتسول، وأن هناك من يتربص بها لاستثمارها لأجندته الشخصية ومصالحه الآنية من أصحاب التكرش والانتهازية، المستمرون بصرخات ودماء هؤلاء الشباب. ورغم كل ذلك ستبقى الحقيقة مرعبة صارخة بوجه تجار السياسة وأن الخلاص آتِ، ولا بد أن يأتِ مهما خضعت هذه الشعوب، فالذل لا يصمد أمام الحقيقة.
فاليوم اندلعت شرارة إرادة الشعوب في تونس وسطرت أسطورة شعبية يجب أن تستمد من صمودها وتضحياتها بلسم للقضاء على الفساد، وأن تحتذي كل الشعوب العربية حذوها دون الانخداع ببريق الخطابات والوعودات، وأن تعقد العزم على التحرر والبحث عن كرامتها وحريتها ومستقبل أبنائها وأجيالها.
ربما تخمد مؤقتاً بالحديد والنار، ولكن ستبقى تفاعلاتها وستبقي شرارتها وقادة تحت رماد الصمت المؤقت، وتنفجر بركان ثائر بوجه إخطبوط الفساد الممتد في بلداننا العربية التي تحولت لحظائر عبيد بفعل أنظمة وفئات مستثمرة بالبشر، ومستودعات الإذلال البشري.
فالآن نحن أمام الحقيقة والفرصة التاريخية، فإما أن نُشهر سيوف العدالة والاقتصاص بوجه إمبراطوريات وأباطرة القهر والإذلال، أو إغماد السيف في غمده وتركه يصدأ ويختفي بريقه، ويلثم حده، وندفن رؤوسنا تحت تراب أحذية سلاطين القهر والظلم، ونتركهم يستمنون على مؤخراتنا العارية ليشبعوا شهواتهم، ونزيد من ركوعنا وانحنائنا لفحولتهم البهيمية.
سامي الأخرس



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية الوظائف في الجامعات الفلسطينية لمصلحة من؟
- في غزة الحكومتان وشركة الطاقة تنهبان الموظف
- غرفة عمليات أم مهرجان فضائي يا مقاومة غزة
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتجميد العضوية ب م ت ف
- عشرون اثنان وعشرون مونديال عربي
- المقاومة الفلسطينية وحالة الاغتراب
- الحرية لمن للأرض أم للإنسان؟
- الشقيري وجدلية م ت ف
- وجهة نطر. المقاومة الشعبية وأسطول الحرية
- أسطول الموت وهزيمة الذات
- الحالة الفلسطينية ما بين السلطة والمعارضة
- الاول من آيار والعمال والأحزاب العمالية
- مكالمة محلية من جهنم لغزة
- المقاومة الشعبية شعار الإجماع الوطني
- التحالفات الشرق أوسطية ما بين التاريخ والحاضر
- الضبياني العروبي والأخرس الماركسي
- حذاري من انتفاضة ثالثة
- الاقطاع الفلسطيني الجديد وتحرير القدس
- مستقبلنا السياسي في ظل حركة التاريخ
- وزارة الصحة الفلسطينية والتحويلات الخارجية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي الاخرس - ثورة(الكفره) في تونس