أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - هنيئا للبشير بانفصال السودان














المزيد.....

هنيئا للبشير بانفصال السودان


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إذا أختار الجنوبيون الانفصال فسوف نطبـّق الشريعة الإسلامية في الشمال".
هذا ما قاله الرئيس السوداني عمر البشير على الملأ, قبل الانتخابات الجارية في السودان اليوم, ولسوف يطرب بعض الإسلاميين لهذا المقال, وكأن الشريعة قاصرة ولا تصلح للتطبيق في الدول ذات الديانات والمذهبيات والنحل المتعددة, فتحوّل الدين إلى مجرد مذهب وعصبية و قبلية لها ملوكها وسدنتها, وحين يصبح البشير ملكا على جزء من السودان, ستصبح له اليد الطولى و الذراع الضاربة في بناء دولة على قدّه, وسيهتف له الآلاف من الرعاع وهم يحملونه على الأكتاف وهو يهز عصاه فوقهم منتشيا.
لقد فات البشير أن انفصال الجنوب سيكون مقدمة لانفصالات لأقاليم أخرى, يصبح السودان إثرها شلوا متفرقا يحكم البشير على قسم ضئيل منه قليل المساحة و الموارد, بينما تستأثر كل قبيلة بأرض, تتجمع فيها الثروة و المياه. وربما يكون تقسيم السودان مقدمة لاضطرابات وحروب إقليمية تدور حول تقسيم المياه والثروة, تتلهى بها الدول الكبرى و الدويلات الصغرى, كما تؤجج اضطرامها القوى الدولية المتربصة.
لقد تفتق من قبل عقل سيده النميري بعد أن أفلست اشتراكيته الشعبية الديمقراطية, وأعلن عن تطبيق للشريعة في السودان, ومنذ ذلك اليوم والسودان لم تهدأ له حال, وأصبح عرضة للتدخلات الأجنبية من كل حدب وصوب, وكان أول ضحية لمقصلة شريعة النميري, الداعية الإسلامي المستنير محمود أحمد, بعد أن استتابه وحين لم (يتب) علّقه على مشنقة هرئه كابد الرجل العنيد فيها قبل مفارقته الحياة, والمشنقة هنا هي شعار و شعيرة, يمارسها المستبد عندما كان اشتراكيا شعبيا وعندما أصبح إسلاميا. لقد تلقف الانفصاليون الفرصة وأعلنوا العصيان فأرسل الخليفة المؤمن إليهم العقيد (جون غارنغ) يفاوضهم فسرعان ما انضم غارنغ إلى الانفصاليين وأصبح قائدهم, وللحقيقة فإن الرجل ظل, حتى نهاية حياته بحادث مؤسف, يضع خيار الوحدة أولوية, والانفصال إذا تعذرت فرص الوحدة.
أما عن شريعة البشير الإسلامية, فنترك تقييمها لأستاذه وأبيه الروحي وصهره الترابي الذي وصفها "بشريعة شكلية قاصرة على بعض العقوبات وهي مجرد ستار يخفي تسلّطه وتفرّده في الحكم". عندئذ ينطبق على الترابي المثل السائر "يداك أوكتا وفوك نفخ" فقد احترقت بالجمرة التي كنت تنفخ فيها, عندما أوحيت لتلميذك الأريب بالقيام بانقلاب عسكري لكي تمارس من خلاله أفكارك وهوايتك في الحكم من خلف الستار, وفاتك حقيقة أنه لا يمكن لمدني أن يتحكّم بعسكري, ومن يفعل ذلك فشأنه شأن العجوز التي ربت ذئبا رضيعا مع شاتها وحين كبر, بعد أن ظنت أنه قد استأنس, فإذا به, بمجرد أن قويت أنيابه, ينقضّ على الشاة فيفترسها, فقالت بيتا عجزه: "فمن أنباك أن أباك ذيبُ".
وبالمناسبة فإن أولوية الكرسي بالنسبة للبشير هي فوق الاعتبارات والقيم, فقد طرد أخاه في العقيدة ابن لادن حين أصبح وجوده ثقيلا على الحكم, وسلم إلى السلطات الفرنسية أخاه المتأسلم كارلوس في صفقة استخباراتية, ننتظر من ويكيلكس أن يكشف لنا خباباها.
مازال بعض الحكام ينظرون إلى الشعوب و إلى البلاد وكأنها هديّة من الله بعثها لهم لكي يتلهوا بها, لكن ما يحدث اليوم في تونس والجزائر يقلب التوقعات, فالجياع القاصرون, والعبيد المذعنون, تهرأت جنوبهم من فعل الفساد والاستبداد, وتساوت لديهم فرص الموت والحياة, وقد تنبت للنعاج مخالب وأنياب وتصبح مرعبة للذئب الذي لا يشبع ولا يقنع.
فهنيئا لك أيها البشير النذير بالتقسيم والتفتيت, ولكن حذار أن تكون مثل الذي يذهب إلى مكة للحج و الناس قد رجعوا.



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم يقله أبو الطيب المعري
- الواطي
- أنشودة الملل
- من يتذكر البيرسترويكا ؟
- جمر الكلمات
- حكاية سقطت سهوا من ألف ليلة وليلة
- يوميات السجن هو شي منه شاعراً
- ملامح من الفكر النقدي عند ياسين الحافظ ( منهج الشلف التأويلي ...
- لمحات حول المرشدية
- شهوة الشعار
- عودة الروح القدس إلى دنيا الكروب
- البغل والناعورة
- ما بين التكفير و التخوين شعرة: في السجال حول مقالة ياسين الح ...
- في هزيمة أمريكا و انتصارها
- صفحات مجهولة من تاريخ الرقة: أرتين مادويان
- صفحات مجهولة من تاريخ الرقة: سلمان المرشد
- المصلحة الأمريكية في تشويه الديمقراطية
- موريتانيا الشامتة بالعرب!
- الرافضون
- من يوميات قرية محاصرة


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - هنيئا للبشير بانفصال السودان