أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - بن علي عليك بالتنحي والا!














المزيد.....

بن علي عليك بالتنحي والا!


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3244 - 2011 / 1 / 12 - 21:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من الغريب ان نرى اليوم مايجري على ارض تونس رغم مرورنا التاريخي الطويل بكل الثورات التحررية الانسانية العالمية التي تفجرت على هذه الارض من قبل الشعوب المضطهدة في سبيل نيل الديمقراطية والحرية والكرامة وحق السيادة بالاقتراع الشرعي واعطاء الفرصة العادلة لكل افراد النخبة الراغبة في اعتلاء السلطة دون تمييز كل اربع سنوات. مع كل ذلك نرى انه مازال حتى يومنا هذا زعماء يرفضون التنحي عن الحكم امام رغبة الشعب رغم انهم مارسوا السلطة لمدة عقود طويلة وأية سلطة ؟ سلطة النار والحديد والنهب المُمنهج وقمع الرأي الحر.

فالزعيم التونسي اللّواء زين العابدين بن عليّ مازال مصراً على البقاء في السلطة رغماً عن إرادة شعبه الذي انتفض يصرخ منذ اربعة اسابيع ويطالب زعيمه بالتنحي عن السلطة في الوقت الذي اصبح من المآلوف عالمياً وحضارياً وأخلاقياً انسحاب اي مسؤول سياسي من منصبه اذا اخطا في احدى قراراته وشعربانه خذل شعبه!

ولكن وعلى مايبدو أن زعيم تونس حاله حال بقية الزعماء العرب السٌراق مبارك والاسد والقذافي والبقية من الملوك امثال المخٌزن في المغرب فالقائمة طويلة وقاتمة جدا . فهؤلاء لن يتخلوا عن كرسي السلطة امام هتافات وصرخة شعوبهم وامام حرق احد افراد الشعب المقهورلجسده أمثال الشّابّ محمّد البوعزيزي من محافظة سيدي بوزيد. واليوم وبعد كل سنين الحكم لابن علي بدا يعطي وعودا وردية لشعبه بتوفير العمل لهم! والسؤال هنا لماذا لم يفعل ذلك من قبل وانتظر كل هذه السنين وهذه التداعيات وبعد ان أحرق شاب نفسه واخر إنتحر وشعبا كاملا ينتفض!

لقد اختار المجرم بن عليّ القتال المسلح ضد نضال شعبه المسالم الذي اختار المسيرات للتعبير عن رايه. لقد سمح بن علي باستخدام القناصة واطلاق الرصاص الحي على شعبه وسمح لدماء الابرياء بالسيل على ارض الوطن وسمح بمداهمة المنازل وتوقيف التعليم ومحاصرة المدن بالجيوش والاعتداء على كل فئات الشعب المثقفة والكادحة ,فمثل هذا القاتل لايمكن ان يتامل الشعب منه ان ينسحب من السلطة بحضارية مهما صرخت حناجرهم.

لقد صرح بن علي في خطابه أمام الإعلام العالمي بان إنتفاضة شعبه هي مجرد مشاغبات لمجموعة ارهابية ملثمة ومساندة من قوى خارجية تريد تخريب البلد, في حين ان هذه المجموعات ماهي في الواقع الا كل افراد الشعب من الطفل والمراهق والمرأة والشاب والشابة والرجل والكهل فمن كل هؤلاء سقط منهم منتفض ومناضل وسالت دمائه برصاص بن علي وحرم حتى من الدفن ومن تشييع الجنازة. لم يوافق بن علي بالانسحاب بل وافق على الرصاص والقمع وعليه من البديهي اذا هوجم المرء بالسلاح فعليه ان يدافع عن نفسه بنفس السلاح والا سيموت لامحالة.

يقول احدهم :"نهضوا للقمة العيش بلا تنظّم فأين لهم بالإختباء من الرّصاص فكيف بإمتلاك السّلاح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وانا أقول نعم هذا صحيح انتفضوا بسبب اهمال بن علي من توفير لقمة العيش لهم و تجاهل امنياتهم كمواطنين صالحين لهم كرامة . ولكن الان وبعد أن اختار بن علي المقاومة المسلحة ضد انتفاضة شعبه فالمواجهة بالهتافات الشعبية لن تجدي نفعاً مع زعيم اصدر اوامره بقتل شعبه الغاضب بالرصاص والقناصة. فمواجهة الشعب التونسي مع سلطة المجرم زين العابدين بن علي مواجهة غير عادلة والصراع غير متكافئ.

ويقول احدهم:" لقد أطاحت هتافات الانتفاضات الجماهيرية الشعبية من قبل بسوهارتو وطاغية الإكوادور وحكومات بأسرها عبر العالم معظمهم إستخدم الرّصاص".

وانا اقول نعم ربما استطاعت ونجحت هناك, ولكن لم تستطع هذه الهتافات الشعبية يوما من الايام ان تطيح بدكتاتورعربي في منطقتنا. فلم تستطع الانتفاضة الشعبانية ولا الانقلابات العسكرية العديدة لضباط عراقيين ان تطيح بالديكتاتور صدام حسين الذي خنق الشعب العراقي لمدة ثلاثين عقدا فلم يزيحه عن كرسي السلطة سوى تدخل جيوش امريكا وقوى تحالف دولية وصواريخ بعيدة المدى انهالت ولمدة شهورعلى رؤوس الشعب العراقي.

ان قوى المعارضة التّونسيّة ترغب بالتغيير السلمي والحوار السلمي لانها نخبة مثقفة لها ايديولوجيات انسانية ولاترغب بالتغيير بطريقة الانقلابات المسلحة والرصاص. ولكن من البديهات بان النظريات لاتصلح الا مع التطبيق العملي ولهذا يجب على قوى المعارضة التّونسيّة المؤمنة بالايديولوجيات الانسانية العمل مع قوى المعارضة المسلحة الجيش من اجل الوصول الى الهدف بنجاح. وذلك من خلال اعادة تنٌظيم قيادتها من جديد وبخطة نضالية اخرى تتلائم مع مستجدات الوضع الراهن والعمل مع الجيش وتحديدا مع رئيس الاركان الذي تم عزله من منصبه بعد ان رفض ان يصدر اوامر بقتل المنتفضين ورفض تنفيذ اوامر بن علي بتوجيه الرصاص لحناجر وصدور الشعب التونسي الأبًي .
ختاما لايمكن ان تبعد الرصاصة عن صدرك بصرخة. فامامك ثلاث احتمالات اما ان تظل مختباً, اوتطلق الرصاص بالمقابل , او تستمر بالهتاف وتسقط ميتا .وكم ميتا يجب ان يسقط كي يتنحى بن علي عن السلطة وهل يفعل؟


عاش الشعب التونسي المناضل وعاشت الانتفاضة التّونسيّة



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البارحة كانت اسرائيل عدوتنا, واليوم المسيحيين اعداؤنا!
- أين المواطن العربي من الإنتفاضات؟
- أين الغرب من صرخة الشعب التونسي؟
- ضرورة تفعيل وسائل القمع المخابراتية العربية!
- الدكتورة وفاء سلطان ومتلازمة استوكهولم!
- الحرب الإعلامية !
- نقد مقالات حادثة كنيسة السيدة نجاة !
- نقد التمييزالعنصري في الغرب...
- هل الولايات المتحدة الأمريكية المصدرة للإرهاب؟
- أسباب إضطهاد المرأة من مناظير مختلفة
- هل يحق لنا التدخل بحجاب المسلمة؟
- تداعيات الحرب في أفغانستان
- اسباب الاصابة بمرض سرطان الثدي
- تصحيح معلومات الى الكاتبة وجيهة الحويدر!
- الليبرالية الجديدة والديمقراطية البرجوازية
- ارادة الشعب بين فساد بيرليسكوني والديمقراطية
- فرويد مؤسسة -التحليل النفسي-
- هل نعتذر عن حرية التعبير!
- حوار عن اصل الوجود الانساني والحياة الابدية!
- هل النظام الاشتراكي محصن من الازمات الاقتصادية؟


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - بن علي عليك بالتنحي والا!