أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الشامي - واقفاً..والخرائب تمشي















المزيد.....

واقفاً..والخرائب تمشي


كريم الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 3244 - 2011 / 1 / 12 - 18:42
المحور: الادب والفن
    




(0) إقْرَأوا
=========
إليْكُم
من جُنْديٍّ مَجْهول
دَخَلَ الحَرْبَ أعْزَلَ
لأنّ أمّهُ التي عَمّدَتْ جَسَدَهُ كُلّهُ
نَسِيَتْ أنْ تُعمِّدَ قَلْبَهُ
ضِدَّ المَوْت
فأصابَتْهُ عيون الخَرابِ
وسقَط َمُضرّجاً بِغرامِهِ
في بُقْعةٍ
إلى الجنوبِ الشرْقي من أرْض ِالمَعْركة ْ
ولَمْ يَزلْ دَمهُ الأخيلي(1)
يروي حُقولَ العَنْبَر ِالميْساني(2)
وتأوي إلى دِفْئهِ
طيورُ الهور المُهاجِرة ْ

(1 ) رواج الرماد
================
يَلْهثُ
هذا الخريفُ
مُتَفصّداً أوراقَ المتاعِبِ
تَعْتَلي قردويّة أطرافهِ ، شجَرَ القيامة ْ
وأقْصِدُ ، هذه القَدَمُ ، تمْشي إليها الهاوية ْ

طموح بالوصول ِ
طموحاً بالوصول ِ
تلكَ تفاحة الوهْم ِ
فيا واقِفَاً من عظْم ٍبلا دَمِ
ما أخْرَجَتْكَ رعْشة اللحم ِالمباد
كُنْتَ في قبْضَة ِمارد ٍأزلي
مَحْضُ رطوبةِ رماد ٍقديم
تنتشي عُروقُكَ ، في جسَد ِالخديعَةِ
فتحْلُمُ
أنّها حَطبٌ
للصباحاتِ التي إنْقرضَتْ
*
بَرّيّة ٌ
هذا الخريفُ الاحْمَقُ
هذا الواقِفُ من عظْم ٍبلا دَم ِ
يُصِمـّهُ صدى جوقةِ النُشور
ولا أعْني النّهاية َ
وأشُكُّ في الكلمة ْ
في إنفلاتِ أصابِعَ ، مَفْجوعة ٍبصاعِقةِ الوداع
إنفِصال عُصورِالرّيْبِ والتّرَقُّبِ
جُزْء الخصوبةِ ، وتفتّق ِالمصائبِ
العُضو العتيق المقدّس
تأكُلُهُ دودة ُالمُسْتحيل
أقولُ ، ليْسَ تالفاً
فثمّة شجرة تتعرّى في الظلام
تنثُّ سهولاً لايقينية
في ليلةٍ تُضيؤها الجثَث ُ
وتُنْطِقُ خرسها الشظايا
يُظْلِمُها إرتعاشٌ بذيء
لأشباح ٍتُمارسُ طقسَ خُصْبٍ مُلَطّخ
تَتَشَمّمُ إرْتِجافَ التّناسل ِ
لِتُبْقي على رماد ِ الخليقة
*
أيُّها الرماد الكُلي
الملْجأُ عذّبني
أمّي وضعتْني في الملجأ
لئلا أرى عُريَ الحدودِ المنيعة
الحربُ وضعتْني في الملجأ
لئلا تفتضّ أُنوثتها القذيفة
*
إني لأراكَ
سرقتَ وجْهَ قابيل العتيق
قابيلُ ليسَ عتيقاً
قابيلُ ، نقصٌ في الولادةِ
نقرٌ نادرٌ على ثغرِ رحْم ِ الزوال
بيضة تنفلقُ
ولا أعني ، أنّها تتفتّقُ
فيخرجُ الرماد ساذجاً
هذي شظية ُ شهوةٍ
هذا نشيدُ الأبدية الغبية
تلكَ إنتهاكات المتقن ِمن التأويل
*
قديمة ، هي الصلواتُ
كفرح ِالطفولة
اوِ إكتمال الإرْتجاف
لحظةُ النظرِ الى غيهبِ السماء
يتدحرجُ الخوفُ إلى رئةِ الرقيق
فأُصابُ بلوثة ما
أو بالجنون
ولا يُدْركُني ، واقفٌ من عظم ٍ ودم
*
يُسْقَط ُرأْسَ الفِكْرةِ
ويُشتَلُ لُبّها
في الترابِ الممسوخ ِمن العدم
ـــــــــــــــــ
إبيضّتْ سنواتهُ
هذا الولدُ
اليُشبِهُ الواقفَ من عظم ٍ بلا دم
وما من إمرأةٍ ، دفّأتْ قلبَه
طموحٌ بالوصول ِ
يحْلُمُ ، أن يُصبحَ أباً
لرماد ٍ، أبْيَضَ وجميل
ليسَ في أسفلهِ المقدّس
شريحةٌ إنشطرتْ
عن جسدِ قذيفةٍ حمقاءَ
كي لا يبيضَّ عُمْرهُ الترف
وقلبُهُ يرْفُسُ ، مقروراً
دونَ أنْ تُدَفّأهُ إمرأة ْ
ـــــــــــــــ
السيولة ُ، مُتعة الضوء بالعُتمة
يُصعقُ ، واقفاً من عظم ٍبلا دم
كاكتفاء ِحوض محرّم
بخسارة ضغط ٍبليل
والمُخّ ، يستحضرُ عفونة التأريخ
يُشيرُ بإصبع ِ تهويم ٍ إلى مدائن ِالحجر
هاويه
فوضى من النتؤات الغبية
حجرٌ أخضر
حجرٌ قليلُ التواطيء
حجرٌ بلون ِالهاوية
ساحقٌ لون الرماد
اللونُ وهو يُوغِلُ في بطنِ الخليقة
يعبدُ دربَ الجنائن ِ
هنا ضربَ الربُّ
مثلاً للرماد ِفي الغضب
مثلٌ في الإحالة
ــــــــــــــ
بصرٌ مُعلّقٌ بِسَقفِ الوطن
بصرٌ أغشاهُ فحيحُ الهاوية
بصرٌ...
يا وطني
إني وأنْتَ
- تقاسمنا معاً
كأسَ الطفولةِ والتراب
يا سيّدَ الأحباب
مَن لي سواكَ
لو أُغليقتْ في الشام ِبوابة ٌ
أو حوصِرَتْ بغداد-
يا وطني
الصبرُ حُزن
والصبرُ ظلمة
ظُلْمة التنبّوء ، بشهوة الغرق
ــــــــــــــــ
المكانُ ضائعٌ في وجوهٍ رخيصةٍ
والرمادُ يمْضَغهُ التّبغُ المنقوع ِ بالألم
وقهوة ُالصّبح ِلأبي
تقولُ أمّي التي من رماد
:لأبيكَ المُعلّق فوْقَ الرؤوس
وأقولُ:لأبي المُعلّق كفأس ٍقديمة ٍ
ولي ، أن أحلُمَ في الظلام
كسائر الرقيق
*
الزغبُ ، هدفٌ سريّ لأكتشاف الضياء
والنوافدُ ، ميازيبٌ لشهقة الحُلُم المُستحيل
فياليل
ذابلٌ أنتَ في هدوء اللهب
ويائسٌ هذا الرماد
يأسُ سائلُ الروح ِ، مقذوفاً في يباب الفراغ
كيقظة ِ الخواء ، في ومضة إنعتاق
فيا واقفاً من عظم ٍ بلا دم
ها هي الوجوهُ الرخيصة تدخلُ جلدي
كعصيّ التأديب الأولى في لقاء التضاد
كصدر العباءاتِ في قرية الحرمان الوراثي
كأصطفاق ِثوب الأنثى
أو الحوض الذي اُمِرَ بتحريمهِ
أو إفتراض الحلمَ تأريخاً
نُخبّئهُ ، سلاً،في الرئات
والغائبة ُ- تبكيَ الغائبَ
الغائبُ- يبكي الغائبة َ
الغائبة ُدودة ٌ
حُلُمٌ ، يأكلُ جزءَ النافذة المضيء
في غرفة العقل
عقلُ الرماد
أو سواد امرأةٍ
يرُشُ على كَبْتِ السنواتِ العجف بذوراً
لعلّ في اوروك ستنْبت عشبة
توقظ ُفي مقبرة الفانينَ خلوداً
تنمو في صحن ِالرغباتِ رغيفاً
تدنو،جسدأ مُعْرقّاً
وتُغني
ــــــــــــــــــ
كبُرتْ
هذي البنتُ
لمُستْ فاكهة الثلاثينَ
مُرّة
وتراضتْ مع أختها الاصغرَ بقليل
على إقتسام ِالفراش والاصابع
كبُرتْ
وما من مطر ٍ
واقعَ غابتها البكرَ
أو رمادٍ
ضمّدَ قلبها القرير
ـــــــــــــــــ
فيا واقفاً من عظم ٍبلا دم
تَنَحَّ
ليمرّ الرقيقُ ، إلى أكواخ الجحيم.

(2) كساد الرماد
================
الفجْرُ
ترَف الظلام
ينْزعُ ثقلَ الملذات ِ
ويجترحُ الزوالُ ، رحماً لبعثِ الرماد
تلكَ نعوتٌ قبْليّة ٌ
أو نفخ ٌ بجوْفِ فخارٍ مثقوب
نداءاتٌ ملطـّخة ٌ، بحجّةٍ إنكسرتْ يابسة
كإنفلاتِ يوم ٍ تملّصَ من العمر
وأصابعنا ، رخوة ، تنثّ لزوجة خائبة
كأنّ عمر الرماد شتاء واحد
يقرّ ايامهُ في معدة الجحيم
الشجرة الشهوانية
أثمرتْ خطيئتها
فأغوتنا لفضّ النعومة
ثمّ ، ومن دون تأويل الانوثة
أشعلتْ من جماجمنا جهنّم
إليها نمرّ
نعتقدُ
معذرة ، ايها الواقف من عظم بلا دم
لا أقصد
إلا أن أؤكّدَ طاعة الرماد
*
السفوحُ ، دبيبٌ لأدلجةِ الهبوط
وأنتَ تؤوّل قامتكَ
جبلاً للمنادات الذليلة ْ
قوّة ٌ، وثمّة قهرُ العبارة ِ
كإختراق الطفولة ألمَ الضباب
أو ، كجداركَ المائلِ في الظلّ
لحظة إحتضار
*
أنّى لي العاقبة ُ
وما عادت بي القدمُ
إلا سؤال الثقوب
*
الجدرانُ تصفعُ الرماد
وتغيّبُ الفحولةِ عن شبق السكون في الـ(تاء)
وقصد القبْـل
كتابٌ اكلتهُ دودة ُ القرون
ولم يبقَ من ارسطو ارماد
إلا( ليس)
فأنبتَ الكلمُ تفاحة ً
أدلقَ الرمادُ دمَها
*
الطينُ عطبُ المزارع
واليومُ ، جمرة ٌ، تنفثُ في الوقتِ الحرائق
الطيورُ البيض ، أفزعها اليباس
والموجة ُ، رأسٌ تقيأهُ القرار
إلى وجهِ السماء الساكتة
فيا إبن آد
وأنتَ أبن نُطفةِ الرماد
عظمٌ ترسّبتْ فيه الفضائح والسكوت
رماد يمسخ الرماد
المسوخُ قواريرُ موتٍ توخاها التراب
حميمية ُالوراثة تمتدحُ لموتاها الوسائد
والنملُ يؤسّسُ في ترائبِ الرماد ، مدائنَ
ويحتجّ على القمح القليل
ـــــــــــ
يابعلي
إرتجفتْ رئتاها
رغيفُ الخبزِ
إحتقنَ الخباز
أأريهِ الكفّ ؟
بطءُ اللذة ِوجعٌ
هل أمضي ؟
لحسَ اللسانُ لغتهُ
فلتفعلي يا امرأة
مخطئة أنتِ
ـــــــــــ
أيّها الحجرُ المتصبّبُ كالصراخ
تفطّرْ
اوِ إندثرْ
لعزلةِ الحكيم في جوفِ التراب
فالفجرُ ، ترفُ ظلامٍ مقيم
يلهثُ ، هذا الخريفُ ، حماقاتهُ
يتلمّسُ كفّها الرماد
هنا ضربَ الربّ مثلاً ، الصفعُ بالسنبلة
فالسيولةُ متعة الضوء بالعتمة
والفجرُ ، إنسكابُ ثوب الجسد
ذلكم شغفُ الوراثة بالثقوب
الدودة ُ، تدّخرَ عظم الحكيم
وتمضغُ من لهاثِ الرئة
وقصدُ القبـْل
حشدٌ يمضغ ُفورة َالسعير
ويُخضعُ رغبة الرماد ، لنزوةِ الطيش
الحشرُ مساحة حرام
بين فوهتيْ حقدِ اللهيب
قابيلُ كان الـ(باء)
والحجرُ ، كانَ لها
*
غائرٌ لون الرماد
مغيّبٌ في سرّة اللذة
والحُلم ُ
إمرأة ٌ
قبضة ٌ، تمُسكُ برودة الظلام
فينتفضُ النهارُ قائضاً
طارقاً رأسَ الرقيق
بكدّ النواقيس القديم
دفءُ إنزلاق الفضائح
ورعاف الخلف ، في جوف الامام
تلك مذلّة الفردوس ، ووهم دهر إنعتاق
قبح ٌ، يرفسُه الفحيح لحجرة الحشد
فاستعري ، ايتها المحرقة
تتبعك بيضتنا الذرية
انها تابعٌ
تسيّد على السيول
*
بقعة ٌتفكرُ بالهطول
وخائفٌ غروب التبادل
المٌ تدنّى للخراب
فقبضَ الواقفُ على الالواح ، ابواقهُ
وشرع َيعبُّ في شكّهِ الخُرافة
فيا واقفاً من عظم ٍبلا دم
تنــَــحَّ
ليُمرَّ الكلام ُالى السكوت.
=============
(1) نسبة إلى أخيل بطل الالياذة
(2) نسبة الى محافظة ميسان / 400 كم جنوب شرق العاصمة بغداد



#كريم_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة حب
- الناصرية
- خالرج العالم
- مدينة
- فكرة
- صغير جداً
- قدم الطريق
- ليال ساطعة البياض
- قصائد
- مقطعان
- تأويل الانوثة
- ثلاثون
- لذة المرآة
- تمظهرات
- شعر


المزيد.....




- -روائع الأوركسترا السعودية- تشدو بألحانها في قلب لندن
- التمثيل السياسي للشباب في كردستان.. طموح يصطدم بعقبات مختلفة ...
- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الشامي - واقفاً..والخرائب تمشي