أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - المرجئة!














المزيد.....


المرجئة!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3244 - 2011 / 1 / 12 - 18:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طرت العمللية الإرهابية الإجرامية قلوب المصريين جميعاً بعد دقائق معدودات من بداية عام ،2011 وبعد عشرة أيام، وبالتحديد يوم الاثنين الموافق 10 يناير 2011 طالب مجلس الشعب بسرعة ضبط مرتكبي الحادث والمخططين له وتقديمهم إلي محاكمة عاجلة لينالوا جزاءهم الرادع.
وبالطبع.. أدان المجلس بشدة هذا الحادث الإجرامي، مؤكداً أنه لن يفلح في شق صف الوطن، ودعا إلي »بذل الجهود« لاجتثاث الإرهاب الذي لا يعرف وطناً ولا ديناً.
حسناً.. لكن ماذا عن »الجهود« التي يجب أن يبذلها مجلس الشعب ذاته؟!!
الإجابة هي: لا شيء الآن.
لماذا يا سادة؟!
الإجابة كما وردت علي لسان الدكتور زكريا عزمي هي أنه »إذا كانت هناك مطالب تتعلق من قريب أو بعيد بالحادث فهي مطالب مشروعة لكن وقتها ليس الآن«.
وسرعان ما التقط الدكتور فتحي سرور بداية الخيط معقباً علي ما قاله الدكتور زكريا عزمي فيقول »إنه لا يجوز الحديث عن بعض المشكلات التي يعانيها الداخل لأن في ذلك إيحاء بأنها كانت سبباً للحادث«، وهذا في رأيه »يعد قلباً للأوضاع ومصادرة علي المطلوب«.. وأكد أنه »إذا كانت مشكلات فإنها تناقش في زمان وموقف مختلفين«.
وهو نفس ما ذهب إليه الدكتور مفيد شهاب الذي رفض ما أسماه »خلط الأوراق والربط بين المطالب القبطية والحادث«، قائلاً إن »الوقت الحالي ليس هو المناسب لطرح مثل تلك المشكلات«، ومؤكداً أن »الدولة لا تعرف التفرقة بين مسلم وقبطي«.
>>>
ومن هذه المقتطفات السابقة التي وردت علي لسان ثلاثة من أقطاب الحزب الوطني في مجلس الشعب »المنزوع من المعارضة أصلاً« يتضح لنا أمران أساسيان:
أولاً: أن أقطاب الحزب الوطني يعترفون بأن هناك »مشكلات« و»مطالب« للمصريين الأقباط.
ثانياً: انهم يرفضون الحديث عن هذه المشكلات وتلك المطالب في الوقت الراهن، لأن في ذلك »خلطا للأوراق«، و»قلباً للأوضاع«، وإيحاء بأنها كانت سبباً للحادث الإرهابي.
وهذا يعني ــ بعبارة أخري ــ أن بحث هذه المشاكل وتلك المطالب مؤجل لحين إشعار آخر، وأجل غير مسمي.
>>>
ومع كامل الاحترام للحزب الوطني وأشخاص أقطابه فإن »نظرية الإرجاء« و»التأجيل« التي عبروا عنها تحت قبة المجلس تزيد تعقيد المعضلة ولا تساهم في حلها، وأخشي أن أقول إنها تدفع المصريين إلي الإحباط علي الأقل، إن لم تكن تلقي مزيداً من الزيت فوق النار السارية تحت الرماد.
صحيح أن عملية كنيسة القديسين الإرهابية التي وقعت ليلة رأس السنة الجديدة بسيدي بشر بالإسكندرية هي عملية إرهابية بامتياز.
لكن المقصود من وراء هذه العملية الإرهابية يتجاوز قتل وإصابة عدد يزيد أو يقل من المواطنين المصريين المسيحيين، ويستهدف في المقام الأول إذكاء نار الفتنة الطائفية التي هي التحليل النهائي محصلة تراكم تاريخي لعدد معلوم من المشكلات المزمنة التي باتت معروفة للجميع ومحفوظة عن ظهر قلب، بخاصة القيود المفروضة علي بناء الكنائس، والتمييز الديني في شغل الوظائف العمومية وغيره الكثير من أشكال التمييز التي يعاني منها الأقباط في الكثير من المرافق، بما في ذلك التعليم الذي يفترض أنه المدرسة الأولي للمواطنة وبوتقة الانصهار لجميع مكونات وروافد الجماعة الوطنية لكنه تحول في العقود الأخيرة إلي بؤر للفرز الطائفي وتربية الأطفال المصريين علي ثقافة الكراهية منذ نعومة أظافرهم.
لذلك نشأ ما يقرب من الاجماع بين عقلاء هذه الأمة ــ بما في ذلك نسبة معتبرة من المنتمين إلي الحزب الوطني ذاته ــ بأن تفويت الفرصة علي الإرهابيين لن يتحقق إلا بفتح ملف التمييز الذي يتعرض له الأقباط منذ سنين وعقود، والانتقال به من مرحلة التشخيص إلي مرحلة العلاج، خاصة أن »الروشتة« أصبحت معروفة ومحفوظة عن ظهر قلب، وتطبيقها ممكن جداً، ولا يستغرق وقتاً، إذا ما خلصت النوايا وتوفر الحد الأدني من الإرادة السياسية بعيداً عن »منطق« المواءمات والموازنات الخائبة التي حكمت التعامل مع هذا الملف المزمن منذ سنوات طويلة فلم تزده إلا التهاباً وتعقيداً.
و»منطق« الحزب الوطني، وأقطابه، يقف عند نفس النقطة، فهو يعترف بوجود مشكلة، لكنه يتذرع بأن هذا ليس وقت الحديث فيها أصلاً.
حسناً.. ما هو الوقت المناسب؟!
قولوا لنا توقيتاً محدداً أو جدولاً زمنياً واضح المعالم.
وقولوا لنا لماذا مرت كل السنوات السابقة دون أن يحدث تقدم فعلي علي أرض الواقع رغم تكرار الاعتراف بوجود مشكلة؟
وقولوا لنا لماذا يرتفع شعار »التأجيل« إلي أجل غير مسمي دائماً؟!
أليس من حق الرأي العام أن يفسر هذا »الإرجاء« المستمر باعتباره تمييعاً للقضية، الأمر الذي يتسبب ــ بقصد أو دون قصد ــ في إبقاء النار تحت الرماد، مع احتمال اشتعالها في أي لحظة رغم ما يتضمنه ذلك من أخطار علي وجود الوطن ووحدة الأمة؟!
أليس من حق الرأي العام أن يستنتج من ذلك أن هناك »مستفيدينَ« من إبقاء الوضع علي ما هو عليه، خدمة لأجندات غير معلنة؟!
>>>
وللتدليل علي فساد منطق »الإرجاء«، فربما يكون من الحكمة استدعاء موقف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب فيما يتعلق ببناء الكنائس.
حيث قام الشيخ الجليل بتنفيذ كل الحجج التي يتذرع بها »الطائفيون« لعرقلة بناء هذه الكنائس.
وكان التنفيذ »الشرعي« لهذه الحجج درساً عظيماً للكافة.
فإذا كان هذا هو موقف أكبر مرجع إسلامي في مصر، وإذا كانت مواثيق حقوق الإنسان وكل مبادئ العدالة تؤيد هذا الموقف.. فلماذا التلكؤ والقول بأن الوقت غير مناسب؟!
أما إذا كان السبب هو الخوف من »الإيحاء« بأن تلبية هذه المطالب بمثابة اعتراف بأنها سبب للحادث.. فإن هذا تخوف لا محل له من الإعراب.
فقط.. افعلوا شيئاً ملموساً ونتعهد لكم بأن أحداً لن يربط بين العملية الإرهابية وتقديم حل عادل لمشكلة مزمنة، وإعطاء الحق لصاحبه.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية خروج مصر من فخ الطائفية
- هل أصبح ل»القاعدة«.. قاعدة في مصر؟!
- مصر .. على حافة المجهول
- حائط برلين لا يزال قائماً!
- الورطة!
- أربعاء الغضب -الأعمى-
- تقرير نبيل عبدالفتاح.. أفضل رد علي تقرير هيلاري كلينتون
- دليل الصحفي النزيه .. للوصول إلي قلب القارئ الذكي
- فوضى خصخصة الأثير.. فاصل ونواصل
- عماد سيد أحمد .. وحديث المحرمات
- «الشيوعى» فى حضن «الإسلامى»
- مصر .. فوق المسجد والكنيسة (2)
- مصر... فوق المسجد والكنيسة
- اختطاف مصر!
- محمود محيي الدين.. الدولي!
- سعد هجرس مدير تحرير«العالم اليوم»: لست من أنصار جمال مبارك.. ...
- موائد الرحمن الرمضانية.. وداعاً .. يحدث في مصر فقط: الفقراء ...
- لا تتظاهروا بالمفاجأة إذا اختفي الهرم الأكبر.. غداً
- هل مصر «دولة فاشلة»؟!´-1
- هل مصر دولة فاشلة؟! (2 -2) .. نكتة أمريكية: جيبوتي أقل فشلاً ...


المزيد.....




- تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري ...
- إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
- سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
- روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
- عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا ...
- أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف ...
- ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
- العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو ...
- مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
- من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - المرجئة!