أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إنتفاضة جماهير الجزائر وتونس














المزيد.....

إنتفاضة جماهير الجزائر وتونس


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3242 - 2011 / 1 / 10 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان ما يحدثُ في المُدن الجزائرية في هذهِ الأيام ... هو أكثر من إحتجاج وعصيان ، وأعمق من إستياءٍ وتذّمُر... أعتقد انها بداية إنتفاضة شعبية ، ضد الحكم العسكري الفردي ، ضد الفساد المُستشري ، ضد البطالة والغلاء ، ضد الطبقة الحاكمة وبطانتها الطفيلية المُستهترة . ان مايحدث اليوم ليسَ مفاجئاً على الإطلاق .. فهو نتيجة تراكمات عقودٍ عديدة ، من إحتكار السُلطة مِنْ قِبَل مجموعة محدودة ، تحت عنوان " الشرعية الثورية " التي أصبحتْ مسمار جُحا .. ليس في الجزائر فقط ، بل في ليبيا وسوريا ومصر وغيرها من الدول . يُمكن إختصار الحالة في الجزائر بما يلي : دولة غنية .. وشعبٌ فقير !. ان موارد الجزائر النفطية والغازية وغيرها ، تكفي لكي يعيش الشعب الجزائري في بحبوبةٍ ... لو اُديرتْ هذه الموارد بصورةٍ صحيحة وبنزاهة . ولكن الذي يجري منذ خمسين سنة ، هو تَحّكُم طبقة صغيرة بكُل مُقّدرات البلد وإحتكار الموارد والسلطة ، والإستحواذ على مبالغ ضخمة لمصالحها الشخصية .. وصرف اُخرى على الأجهزة القمعية والشرطة والجيش .. والتي من أهم واجباتها وأولوياتها .. هي " حماية النظام " وليس الدفاع عن الوطن او حماية أمن المواطن .
ليست المسألة مُنحصرة ، في الزيت والسُكَر وإرتفاع أسعارهما .. فتلك كانت القِشة التي قصمتْ ظهر البعير ، بل ان الأزمة أخطر من ذلك بكثير .. ففي بلدٍ من أعلى البلدان نمواً سكانياً ، ومن أسوأها إدارةً وتخطيطاً .. هنالك نسبة كبيرة من البطالة ، والغلاء ، وأزمة السكن وسوء الخَدمات ... وقبل ذلك كله ، هنالك قمعٌ للحريات العامة وحرية التعبير والديمقراطية الحقيقية .
ان أخطر ما يُواجه الإنتفاضة الشعبية اليوم ومطالبها المشروعة ... هو " إستغلال " المجاميع المشبوهة والعصابات ، للفوضى الناجمة عن المظاهرات ، والقيام بأعمال تخريب ونهب مُنّظمة للمنشآت العامة والخاصة ، والتكسير والعنف الغير المُبَرر ... والذي يدعو الى القلق ، هو تهاون الشرطة وقوات مكافحة الشغب ، مع هذه العصابات ، وعدم التعامل معها بجدية وصرامة ، مما يولد شكوكاً في تواطؤ السلطة مع هذه العصابات... في مُحاولة لإلقاء اللوم على الجماهير المنتفضة في أحداث الحرائق والعنف الجارية ، والتمهيد لإعلان حالة الطواريء ، للتنكيل بجماهير الشعب المُطالبة بحقوقها ..
ان إفتقار المنتفضين الجزائريين الى تنظيم وقيادة واضحة ، يُعّرِضهم الى سياط السلطة وجبروتها .. والى النتائج الكارثية لإختلاط الاوراق وأعمال الشغب المُفتَعلة . رغم إعلان الحكومة يوم أمس بتوجيه الاوامر بعدم رفع أسعار الزيت والسكر ، ومحاولتها تصوير الأمر ، وكأنه ينحصر في ذلك فقط ... فأن الاسباب الحقيقية للإنفجار الاجتماعي في عدة مدن جزائرية .. يُوضح بما لايدع مجالاً للشك .. عُمق الهوة بين السلطة وبين الشعب ... وان الفساد المستشري بكل مفاصل الدولة ، قد وصلَ الى المدى الذي لا يُمكن إحتماله .
رغم الفارق بين الحالتين ... فان إنتفاضة الجماهير التونسية ضد البطالة والغلاء ، وسقوط العديد من القتلى والجرحى في مواجهات مع قوى الأمن .. يوضح الترابط بين معاناة الشعوب اينما كان .. فالمسألة ببساطة : هي اللاعدالة في توزيع الثروات ، الإفتقاد الى الديمقراطية ، تفشي الفساد في مفاصل الحكومة ، إحتكار السلطة ، قمع الحريات ، سوء الخدمات والغلاء والبطالة . لقد مَلتْ شعوبنا من ترديد السلطات الحاكمة للاسطوانة المشروخة ، كُلما ثارتْ الشعوب وإنتفضتْ .. بأن أصابع أجنبية وراء ما يحدث ، وان مؤامرات من خلف الحدود تُحاك . ان جَور وفساد وتسلُط الحكومات المتخلفة ، هو ما يدعو الجماهير للوثوب والإنتفاض في تونس والجزائر وكُل مكان .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَودة -سماحة- الصدر الى أرض الوطن
- غداً ... جنوب سودان مُستَقِل
- تنمية حقيقية .. وليس بنايات شاهقة
- اوبرا تُحاورُ بوش
- مجانية الرعاية الصحية في اقليم كردستان
- كُلْ كُلَ شيء .. إلا اُجرَتي !
- أنا وخالي ذبحنا -21- خروفاً !
- رؤساء وقادة مدى الحياة
- الشهرستاني : لايوجد فساد في عقود النفط والكهرباء !
- - شط العرب - خوش فندق !
- رواتب الرؤساء والنواب .. سرقة وفسادٌ مُقَنن
- - بيضات - البعث في صندوق السرداب
- حتى القمامة ... نعجزُ عن رفعها ؟
- مافيات الفساد .. والشرفاء
- أنا وأصدقائي المسيحيين
- أقرباء المسؤولين
- حكومة وزير تربيتها - تميم - لاتُبّشِر بخَير
- جلسة تمرير الحكومة الجديدة .. ملاحظات اولية
- حُكم الاسلام السياسي .. جحيمٌ مُبّكر
- قانون التظاهر .. خطوة الى الوراء


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إنتفاضة جماهير الجزائر وتونس