|
إنتفاضة الشارع هي الحل!؟
سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 3242 - 2011 / 1 / 10 - 06:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للإسبوع الرابع على التوالي تستمر ثورة الشارع التونسي في وجه سلطة "زين العابدين " الديكتاتورية .. ورغم تهديدات هذا الطاغية ومحاولاته لخداع الناس وتخدير مشاعرهم بل ورغم إطلاق الرصاص الحي على جموع المحتجين إلا أن الشارع التونسي لا يزال يغلي ويمور حتى هذه اللحظة!.. كما أن عدوى هذه الإحتجاجات التونسية سرت نحو الجزائر!.
إن الشئ المؤكد اليوم هو أن المنطقة تتجه برمتها نحو الإنفجار الشعبي والشبابي في وجه هؤلاء "الخنازير" الفاشلين الذين يحكمون العرب وخصوصا ً في شمال إفريقيا !. فعلى الرغم من أن ليبيا والجزائر مثلا ً من الدول المصدرة للنفط إلا أن ظاهرة الفقر فيهما تتفشى والحرمان تتسع دائرته والثروة تـُنهب والفساد يزداد وينتشر إنتشار النار في الهشيم!. وفي بلادنا "ليبيا" تظل المفارقة أغرب وأبشع!.. فليبيا دولة نفطية ثرية لا يزيد تعداد سكانها عن ستة ملايين نسمة فقط !! .. ومع ذلك فمقارنة بسيطة بين مستوى أحوال معيشة ومساكن الليبيين بنظرائهم الإمارتيين أو القطريين أو الكويتين تبين لك بشاعة الوضع المأساوي وعملية النهب الجارية في ليبيا بقيادة القائد الفريد وصقر العرب الوحيد!!!.. هذا فضلا ً عن الحريات السياسية العامة والحقوق السياسية للمواطنين المصادرة منذ أربعة عقود!!.
ولا حل مع مثل هذه النظم الشمولية وهؤلاء الطغاة الفاشلين إلا منازلاتهم في الشوارع مرة ومرتين ومائة حتى يتم دوسهم بالأقدام وجر جثامينهم النتنة في الشوارع حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر ممن يأتي بعدهم!.. فكل الشعوب الحرة في أوروبا وفي العالم وعبر التاريخ لم تنل حريتها إلا من هذا الباب .. أي من باب الثورات الشعبية ضد الحكام الشموليين والملوك المطلقين!. فحاكم مطلق وطاغية مستبد مثل العقيد القذافي مثلا ً لن ولا تجدي معه الطرق والمطالبات السلمية ولا يمكن أن يتصور منه حدوث إصلاح سياسي حقيقي إلا إذا تعرض لتهديدات وضغوطات جادة وشديدة إما من قبل أسياده في الغرب – وهذا لن يحدث بالطبع فهم لا يريدون لشعبنا أن يتحرر ويملك حرية قراره – أو من قبل الشعب الثائر في الشوارع وهذا هو طريق الخلاص بل هذا هو الحل الوحيد!.. دلوني بالله عليكم إلى حل آخر مُفنع ٍ غير الإستجداء والتسول والتوسل المشين وغير المجدي!!؟؟.
إلا أن الشئ المؤكد هنا وكما تعلمنا من تجربة 17 فبراير في إنتفاضة بنغازي الباسلة عام 2006 هو أن الإنتفاضات الشعبية وهبات الشارع العفوية قد تحدث وتنفجر في وجه الطغاة في كثير من الأحيان بشكل تلقائي عفوي وبشررات عفوية صغيرة غير مخطط لها!! (*).. لكن نجاح هذه "الهبة العفوية" وتحولها إلى ثورة شعبية كبيرة عارمة كما حصل في أوروبا الشرقية تطيح بالنظام الديكتاتوري القائم يحتاج إلى وجود "تنظيمات شعبوية ثورية سرية" تتغلغل في أوساط الشعب وتمتد أفقيا ً في معظم مناطق الوطن وكل المدن الكبرى يكون دورها ترشيد وقيادة مثل هذه التحركات والإحتجاجات والهبات الشعبية العفوية وتصعيدها وتحويلها إلى ثورة شعبية عارمة تسقط النظام الكريه .. فللمرة الألف نقول : (شعب بلا تنظيمات كجسم بلا عضلات)!.
صدقوني يا إخواني ليس الحل هو مواجهة هؤلاء الطغاة بمواجهات عسكرية محدودة من قبل جماعات مسلحة معزولة عن الشعب خصوصا ً إذا كانت هذه الجماعات تحمل فكرا ً دينيا ً متطرفا ً ومنحرفا ً غريبا ً عن روح ووسطية المجتمع الليبي المسلم بل الحل هو تسخين وتثوير الشعب وتنظيم القوى الوطنية في تنظيمات شعبية سرية نحو تفجير انتفاضات الشارع الليبي في وجه مثل هذا النظام الفاسد المفسد والفاشل .. هذا النظام الشمولي المتخلف الذي سفك الدم الحرام وبدد ثروة الليبيين على هراء القايد ومعاركه الصبيانية التافهة!.. فقد علمتنا دروس التاريخ أن الحرية لا تـُوهب بل تـُنتزع بالقوة!.. وأما الدعوة إلى "الحوار" ودعاوي الإصلاح فإنما هي مجرد "حقن" موسمية تستخدمها مثل هذه النظم الشمولية الفاشلة مثل نظام القذافي ونظام "زين العابدين" ونظام "بوتفليقه" لخداع شعوبهم وتخدير عقولهم وأعصابهم والضحك على ذقون بعض السياسيين الحالمين وبالتالي تعطيل حركة الثورة وتأجيل موعد إنفجارها المحتوم!.. فإلى ثورة الشارع - يا عباد الله - من أجل إنتزاع الحقوق المشروعة – حقوق المواطنين - فالطرق السلمية والإستجداءات المتكررة لم ولن تجدى مع أمثال هؤلاء الطغاة المجرمين الذين مارسوا كل صور الطغيان والقمع والإرهاب وولغوا في دماء شعوبهم ولوغ الكلاب!.
أخي جاوز الظالمون المدى ** وحق الجهــاد وحق الفداء سليم نصر الرقعي (*) بدأت شرارة إنتفاضة 17 فبراير ببنغازي في ليبيا عام 2006 بعد أن أطلقت عصابة "الحرس الثوري" الرصاص الحي على شاب ليبي حاول إنزال العلم الإيطالي من سارية العلم المنصوبة فوق القنصلية الإيطالية فأردوه قتيلا ً!.. وبدأت إنتفاضة ديسمبر بسيدي بوزيد في تونس بعد أن أحرق شاب تونسي نفسه كانت السلطات الحكومية قد صادرت عربة الخضار التي يتمول ويرتزق بها !.
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعم!.. أنا كنت في جره وطلعت إلى بره!؟
-
قراءة في وثيقتين من وثائق -ويكيليكس- تخص ليبيا!؟
-
اليوم 24 ديسمبر عيد ميلاد ليبيا !؟
-
مؤسسة القبيلة وجودها الحالي ضار!؟
-
قضية مذبحة بوسليم إلى أين!؟
-
هل حان وقت التخلص من المقرحي!؟
-
هل في ليبيا فقراء ومساكين!؟
-
في ذكرى إختطاف منصور الكيخيا !؟
-
ويكليكس:القذافي تعرض لمعاملة مهينة في أمريكا!؟
-
فوائد فضائح وثائق ويكيليكس!؟
-
العروبة ليست رابطة عرق ودم!؟
-
ماهي الثقافة!؟
-
إتحاد عربي أو جامعة عربية ما الفرق؟
-
أعوذ بالله من شر الديموقراطية !؟
-
ماذا سيحدث في اليوم التالي لوفاة حسني مبارك؟
-
هل بات التخلص من -المقرحي- على الأبواب!؟
-
إنفضاح صفقة المقرحي !؟
-
الجامعة العربية أم الإتحاد العربي ماذا سيختلف !؟
-
هل نحن عنصريون!؟
-
يبدلون دينهم من أجل لقمة العيش !؟
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|