ديمقراطية 2011 بناء سياج بغداد !

سعد الكناني
كاتب سياسي
(Saad Al-kinani)

الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 15:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أعلنت قيادة عمليات بغداد أنها ستنتهي من تشييد سياج بغداد الأمني تقريبا في نهاية عام 2011 هذا ( السياج ) الذي يتضمن نصب كاميرات وأبراج مراقبة حول العاصمة العراقية، وذلك في مسعى لتأمين الحماية والمراقبة للطرق الفرعية غير المعبدة أو المعروفة، تحسباً من استخدامها من قبل الجماعات المسلحة. ويعتبر هذا السياج هو الحلقة الدائرية الخارجية ضمن سلسلة حلقات دائرية وعمودية قطعت اوصال بغداد لاسباب طائفية ومناطقية بحجة استتاب الامن والسيطرة عليه ! السؤال الذي يطرح نفسه هل منعت هذه الاسيجة بعد مرور سبع سنوات على تجربتها المرة عشرات الاعمال الارهابية النوعية التي راح ضحيتها الاف الابرياء من العراقيين اخرها العمل الارهابي الذي حصل في مدينة بغداد يوم 2 ت2 2010 من اقصى يسارها الى يمينها بتفجير (14) سيارة مفخخة بفارق خمسة دقائق ؟ أذن ما غاية هذا السياج والهدر المالي ؟ هناك تفسيران متداخلان للاجابة يجمعهما القاسم المشترك هو المشروع السياسي ذات الاجندة الخارجية بعمق اسباب الاحتلال الامريكي الصهيوايراني 0 التفسير الاول وكما معروف ان بعض قادة عراق اليوم هم من حرضوا المحتل على غزو العراق وبسط النفوذ الايراني الظلامي فيه لكونهم ينتمون الى مجموعة نقاط نقل الدلالة الجغرافية الثابتة للوطن كمفهوم إلى دلالته الزمنية المتحركة ، فالوطن عند هؤلاء هو التاريخ الزمني أي تأريخ ولادة الأبوين أو أحدهما وهو عبارة عن ذكريات وحكايات ليس الا 0 بمعنى اخر ليس عندهم بعدا وطنيا ثابتا بل متحركا! بعبارة ثانية ان مفهومهم للوطن هو دلالة نسبية زمنية ليس له بعدا جغرافيا وتاريخيا وحضارة وانتساب حقيقي بعمق حضارته وتراثه ووعيه ومجده الامع وغيرها من المعاني الفاضلة 0 هذه الانتقالة هي واحدة من دوافع الاضطراب السلوكي للخونة فتارة ترى هؤلاء يتحدثون بالمشاريع الوطنية في حين ليس لهم حق بذلك لاعتبارات وطنية واخلاقية ودينية لانهم هم من حرضوا وامنوا مستلزمات ترسيخ القواعد السياسية الامريكية والايرانية وغيرها في العراق 0 التفسير الثاني هو نقل تجربة ( ناقصة ) منقولة عن خطة اسرائيلية في بناء اسيجتها داخل الاراضي المحتلة وخطتها المقترحة لبناء سياج الكتروني ( مكهرب) واخر كونكريتي على طول حدودها مع مصر وكذلك مع لبنان وسورية خوفا من تدفق المقاتلين او الاسلحة لصالح المقاومة القلسطنية وغيرها من الاسباب التي تتعلق بمفهوم عقيدة مناورتها العسكرية من الداخل للخارج بحكم احاطتها بالدول العربية 0 اذن موضوع بناء السياج الخارجي لمدينة بغداد هو قناعة من يمسك بسلطة اليوم انه (غير وطني ) وليس له انتساب حقيقي فهذه هي سلوكيات المحتل والخائنيين ومشكلة امن العراق لاتحل ببناء الاسيجة بل في معالجة سياسية وطنية 0 نحن نحترم ونثمن كل الجهود الخيرة للذين يحرسون على سلامة الوطن والمواطن بل نحن ضد الارهاب بكل انواعه وضد من يستهدف حياة وكرامة العراقيين و ضد اي عمل ارهابي يستهدف الابرياء بهذه الطريقة البشعة وبغيرها من الوسائل الا انسانية ومن حق المواطن العراقي ان يسئل لماذا لم يتخذ السيد المالكي او البرلمان الحالي اجراء قانوني باحالة كل المتورطين من القادة والمسؤولين الى المحاكم المختصة او على الاقل تبديلهم وهل من المعقول مهنيا واداريا ان يبقى القائد الامني بمنصبه سبع سنوات !! هذا التخبط والارتجالية في ادارة الأزمات التي تمر بها البلاد هو الفساد بحد ذاته وما عمليات الاعتقال العشوائي وتقييد حرية الاعلام الحر تدل بوضوح وبشكل جلي اننا امام ساسة هم معاول تهديم وليس بناء ، ودعائنا الرحمة على كل روح عراقية ازهقت ظلما وعدوانا على يد ارهابيين انجاس 0

#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات