|
ستالين . بين خصومة وانصارة
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 19:16
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ستالين . بين خصومة وانصارة ستالين تلك الشخصية المضطربة المتناقضة . المتارجحة مابين الخصوم والاعداء . فالمحبين دافعوا عن ستالين واوصلوة الى درجة المقارنة مع لينين وماركس وانجلز واضافوا .لولاة لما كانت هناك دولة شيوعية تسمى الاتحاد السوفيتي . ولماتت دولة لينين الاشتراكية في مهدها . بعدما تكالب علها الاعداء من كل جانب فكان ستالين مسيحها المنقذ . بينما انزل الخصوم ستالين الى درجة الحضيض ووضعوة في خانة اعداء الماركسية . وشنوا علية حملات من النقد المر والاوصاف الشنيعة ووصلت التهم الى اتهام ستالين نفسة بانة هو من دمر بناء لينين العظيم وصرحة الخالد . . واصبح ستالين موضع نقاش وساحة حرب بين الخصوم . وانشقت بسبة اغلب الاحزاب الشيوعية منذ وفاتة والى الان . وتنوعت كل الكتب التي تناولت حياة ستالين بين النقد والمدح وتخاصم الشيوعيون انفسهم واصبحوا شيعا وتقاذفوا بالكلمات فيما بينهم حتى وصل الامر الى السباب على طريقة مهاترات الاسلاميين حول الصحابة . ووسم اصحاب ستالين بالستالينيين. واصبحت الستالينية مثل الشتيمة وكانها كلمة قديمة الطراز في عالم تسيدة الراسمال المتعاضد مع قوى الرجعية الدينية . فارتايت جمع كل ماوقع تحت يدي عن ستالين وماكتب عنة باقلام مختلفة بدون ابداء وجهة نظر شخصية محددة . يقول هنري لوفيفر في مقالة يدين فيها من يمارسون الماركسية ممارسة مبتذلة ( انهم يناقضون انفسهم على نحو فاجع فهم من ناحية يجزمون مع ستالين بعدم وجود ظواهر منعزلة في العالم وان كل الظواهر تعتمد كل منها على الاخرى وتظل بمثابة شرط لها ........... ولكنهم من ناحية اخرى لايعالجون الموضوعات معالجة تتصل بوعيهم الخاص بل بوعي جمعي مما يفضي الى تحصيل حاصل .. وجريمة ترتكب في حق الجدل " ..1 ويضيف هنري لوفيفر في موضع اخر ( ان الستالينيين والستالينيين الجدد يصرون على الاعتقاد بان الحزب السياسي – حزب الطبقة العاملة – الحزب الاوحد مبدئيا - سيستولي على المواقع القيادية في كل القطاعات وعلى جميع مستويات الواقع الاجتماعي ..................... منظور حزب كلي العلم كلي القدرة وكلي الحضور متطابق كليا ليس مع السلطة التنفيذية والتشريعية فحسب بل حتى مع الادارة )...2 بينما تفتح موسوعة الهلال الاشتراكية بايوجرافي حياة ستالين ب(التقى ستالين بعد ذلك مع لينين الذي كان في المنفى حينذاك واصبح واحدا من البلاشفة وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي الذي قاد ثورة اكتوبر 1917 الاشتراكية .تولى ستالين عدة مهام كبيرة خلال الحرب الاهلية وحرب التدخل الاجنبي ضد الثورة حتى عام 1921 ")...3 وتضيف (" لم يكن ستالين مفكرا كبيرا و اصيلا من طراز ليينن او تروتسكي واعمالة الفكرية الرئيسية تشمل دراسة عن المسالة القومية ومسالة النضال ضد الاستعمار . ودراسة عن اسس اللينينة ودراسة عن مشكلة اللغة " ) وتفتح ملف النقد الحاد بهذة الكلمات (ولايعرف الكثير عن السنوات الاخيرة من حياة ستالين سوى قول خروشوف بانة كان مريضا اشد مايكون المرض وكان يعاني من عقدة الاضطهاد وكان فريسة الشك والريبة العمياء . ولعل اهم وثيقة تتعلق بتقويم حياة ستالين واعمالة ومنهجة في حماية الثورة وبناء الاشتراكية ذلك التقرير السري الذي القاة خروشوف في 25 فبراير 1956 في اجتماع سري لاعضاء اللجنة المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي ففي هذا التقرير السري الذي الذي نشرت وزارة الخارجية الاميركية اجزائا هامة منة لاول مرة بعد القائة بنحو اربعة اشهر .... اتهم خروشوف خلفة ستالين بتهم خطيرة منها 1- الطغيان 2- الانحراف عن المبادى 3- خرق المشروعية القانونية 4- تزوير التاريخ 5- العزلة عن الجماهير 6- صنع المؤامرات لتبرير اجرائات البطش 7- بناء عبادة الفرد وغبر ذلك من التهم التي استمر خروشوف خلال عهدة يتحدث عنها ويكشفها والتي لاتزال موضع المناقشة والاخذ والرد .) 4 وتستمر موسوعة الهلال الاشتراكية في مشوار النقد ( ويذهب البعض الى ابعد من كل هذا فيثير مسالة صحة او خطا الاشتراكية كلها وفي شمولها الفكري والاقتصادي والاجتماعي . وتبلورت في الوقت الحاضر ثلاثة مواقف عامة رئيسية عن ستالين 1- موقف الدفاع عن افكارة وتصرفاتة في مجموعها بصراحة او بصورة ضمنية او بالصمت مع تبني الكثير هذة الافكار والمفهومات والتصرفات . 2- موقف النقد المستمر لافكار وتصرفات ستالين الخاطئة واشكال الممارسة غير السليمة في عهد عبادة الفرد ومحاولة تعميق مغزى الاخطاء التي حدثت في النظرية والتطبيق في الوعي الاشتراكي العام 3- موقف محاولة رفض الاشتراكية رفضا كليا وشاملا على اساس اخطاء ستالين وعهد عبادة الفرد ومحاولة رفض الماركسية واللينينية والنظرية ااشتراكية العلمية بوجة عام ورفض المواقف الاشتراكية المعاصرة والدعوة الى الراسمالية المستغلة والى الديمقراطية الطبقية )...5. بينما انصفت الموسوعة السياسية ستالين بهذة الكلمات ( قاد بلادة نحو الانتصار في الحرب العالمية الثانية . وتقاسم مناطق النفوذ في العالم مع الولايات المتحدة الاميركية من خلال مؤتمر يالطا .محولا الاتحاد السوفيتي الى احدى اقوى دولتين في العالم . ")..6 وتستمر الموسوعة السياسية ( في عام 1906 نشر ستالين اول دراسة نظرية .لة تحت عنوان " "الفوضوية والاشتراكية " ثم الحقها عام 1913بدراسة اخرى لفتت اليها انتباة لينين وعنوانها " الماركسية والمسالة القومية "وفي عام 1921عين ستالين بدعم من لينين عضوا في قيادة الحزب الشيوعي البلشفي . اصبح ستالين عشية ثورة اكتوبر الكبرى عام 1917عضوا في المكتب السياسي للحزب شانة شان تروتسكي وبالرغم من الدور المتواضع الذي لعبة في انجاح الثورة بالمقارة مع دور تروتسكي ")) 7 وتبدا مشوار نقدها على ستالين وشخصيتة الحديدية ب (" بسط سيطرتة على الجهاز الحزبي ومن الوصول الى منصب الامين العام للجنة المركزية في 3 نيسان – ابريل 1922 وقد تنبة لينين ولكن بعد فوات الاوان وبعد ان نال منة المرض واقعدة لخطر تركيز السلطة في يد ستالين وخطر ذلك على سياسة الحزب فكتب في وصيتة يقول . ان الرفيق ستالين قد ركز في يدية قوة هائلة عندما اصبح امينا عاما . ولست متاكدا من انة يعرف كيف يستعمل هذة القوة بالحذر الكافي... بل انة ذهب الى ابعد من ذلك في ملحق وصيتة فنصح ب " ازاحة ( ستالين ) وتعيين رجل اخر مكانة ")8 ثم تبدا الموسوعة بابراز سلطات ستالين الفردية (الا ان موازين القوى داخل الحزب وبنية الحزب ذاتة والقوة الاستثنائية التي يتمتع بها الامين العام في الحزب الشيوعي اضافة الى مناوراتة السياسية وقدرتة الفائقة على المناورة وطموحة الجارف للسلطة ... كل هذا جعلة يتغلب على معارضية واحدا بعد الاخر ويفرض نفسة حاكما اوحد للحزب والدولة .) 9 وتستمر (ونجح في فرض سياسة "الاشتراكية في بلد واحد " بدل سياسة تروتسكي القائمة على " الثورة الدائمة " ..........." ولم يكتف ستالين بابعاد معارضية الحقيقيين بل عمد ابتداءا من ذلك الحين الى تركيز دعائم سلطتة الشخصية المطلقة التي لا تقبل النقاش ولا المعارضة فاقام دكتاتورية حمراء لا تعرف الشفقة والا التساهل . فنظم مابين عام 1934 و 1938سلسلة محاكمات شهيرة عرفت بمحاكمات موسكو كانت ذريعتها اغتيال كيروف معاون ستالين شملت كل المعارضين . او المعارضين المحتملين للحكم الستاليني من المفكرين والحزبيين والمسؤولين الحكوميين وحتى بعض الشيوعيين غير السوفيت )10 لكنها في نفس الوقت تمتدح سياسة ستالين في بناء دولتة الجديدة (( وكان ستالين قد تخلى منذ عام 1928 عن "السياسة الاقتصادية الجديدة "التي كان الحزب قد اقرها للتخفيف من وطاة شيوعي الحزب التي طبقت فور انتصار الثورة عام 1917 . وبدا سياسة تصنيع شاملة قائمة عل التخطيط المركزي الصارم كما عمد في ميدان الزراعة الى فرض نظام التعاونيات بشكل صارم لامرونة فية . وقد قمع ستالين كل معارضية لسياستة هذة بدون رحمة والا هوادة فمكنة ذلك من تحديث البلاد في فترة زمنية وجيزة ) 11 الا ان موسوعة الهلال الاشتراكية قد عادت بعد نقدها المر الى انصاف ستالين وتبرير اعمالة بالقول (وعلى الرغم من جميع اخطاء ستالين وعهد عبادة الفرد فان ستالين كان اشتراكيا مخلصا وقد قام بدور قيادي بارز في حماية الثورة الاشتراكية السوفيتية من اعدائها في الداخل والخارج واسهم اسهاما ايجابيا في الدفاع عن الاتحاد السوفيتي والعالم اجمع ضد الغزو الهتلري الفاشستي وانة قد تحقق في عهد عبادة الفرد تقدم ملموس في ميدان بناء الاشتراكية سواء في الصناعة عن طريق الصناعة الثقيلة او في التعليم والتربية والثقافة او في رفع المستوى الحضاري الهام للبلاد وكفالة مستوى من الرخاء والرفاهية المادية والمعنوية .)12 لكن اخر المنتقدين لستالين بعدما انهار بنائة الاشتراكي الذي دافع عنة لكل سنوات عمرة واصبح بعد ذلك من اليوطبويات الغير ممكنة التحقيق ( بعدها بعدة شهور روع خروشوف ممثلي الحزب بخطاب سري ادان فية ستالين ووصفة بانة قاتل وكذاب ومريض بجنون العظمة واعلن خروشوف انة من بين 139 عضوا في لجنة مركزية سابقة فان سبعين في المئة منهم القي القبض عليهم واعدموا ... .. او فلنتحدث عن جوائز ستالين حتى القياصرة لم ينشؤا لهم جوائز ويطلقوا عليها اسمائهم ) بقي ان اقول ان جريدة الثورة لسان حال حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق قد نشرت موضوعا حول انسحاب الجيوش الروسية من المانيا الشرقية بعد اتحادها مع جارتها الغربية تحدثت فية عن ستالين ولو باقتضاب شديد جاء فية مامعناة بان سفتلانا ستالين لم تجد شقة تاويها في موسكو بعد انهيارة لان ستالين ببساطة لم يكن يمتلك بيتا خاصا او اية ملكية خاصة وانها كانت مستائة من ابيها جدا لانة لم يرتضي ان يبادل اخيها الملازم الاول يوسف بصفقة مع الالمان النازيين ) جاسم محمد كاظم المصادر 1-عصر البنوية تاليف اديث كيرزول ترجمة جابر عصفور سلسلة تصدر عن دار افاق للطباعة والنشر 1985 2-مالحداثة .هنري لوفيفر. ترجمة كاظم جهاد دار ابن رشد للطباعة والنشر 1984 3-موسوعة الهلال الاشتراكية . طبع بمطابع دار الهلال 1968 4- نفس المصدر 5- نفس المصدر 6- الموسوعة السياسية . المؤسسة العربية للدراسات والنشر . رئيس التحرير عبد الوهاب الكيالي . الجزء الثالث 7- نفس المصدر 8- نفس المصدر 9- نفس المصدر 10- نفس المصدر 11- نفس المصدر 12- موسوعة الهلال طبع بمطابع دار الهلال 1968 13- نهاية اليوطوبيا . راسل جاكوبي ترجمة فاروق عبد القادر سلسلة عالم المعرفة (الرقم 269)
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سور السلطة . لا . سور الوطن
-
الحزب الشيوعي -كتنظيم قيادي - هو بذرة البرجوازية النامية في
...
-
طاقتنا لها وزير ومستشار ونائب للرئيس.. والطاقة = صفر
-
للمرحوم العراق - الفاتحة-
-
ماذا لو اعلن احد احزاب السلطة في العراق الثورة ضد الاميركان
...
-
كيف تكون الاشتراكية في بلدا يخلوا من طبقة العمال والفلاحين ي
...
-
ماذا يقول الرئيس انور السادات حين اصبح -راشد- شيخا -وزينب- م
...
-
هل اصبح مايسمى (بالشهيد ) هو الخاسر الاكبر في العراق ؟
-
-الحل هو المحتل- ايها الاخوان المسلمون
-
الاولى بالاستحداث وزارة للمولدات الكهربائية
-
الشيعة والانتساب الكاذب لعلي بن ابي طالب
-
مذ خلقنا ونحن مسروقين - يا شاعر قناة الفرات-
-
الدينجية ..1
-
هل سيُقبل الخروف ناب الذئب في السلطة المحدثة
-
.هل تريد السعادة الابدية . اذا كن سجينا سياسيا عراقيا
-
-ماظل حجي يسوي العتب- .. ياالبغدادية
-
فريضة حج للبيع .. هل اصبح الدين سلعة ؟
-
جلادي العراق الجدد .
-
أكتوبر التي اوقفت التاريخ على قدمية نسخ الكتروني جاسم محمد ك
...
-
بعد محاضرتة الاقتصادية هل اطلع أحمدي نجاد على مؤلفات فؤاد ال
...
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|