ماهر طلبه
(Maher Tolba)
الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 13:52
المحور:
الادب والفن
هروب
أخذ ذيله فى أسنانه وجرى ، أسرع خلفه من أسرع ... أما الباقون فمنهم من خشاه ومنهم من تحاشاه وما بدلوا تبديلا .. أنا كنت ممن تحاشاه .. لذلك سرت فى هذا الشارع الجانبى .. وبعد ساعة زمن أحسست أن صراعهم معه قد انتقل إلى باطن الأرض .. لم يثر خوفى سوى هذه الهزات الناتجة عن إسراعه فى العدو وتسابقهم خلفه .. كان المشهد منذ بدايته يجذبنى للداخل .. لذلك أسرعت بعض الشئ ودخلت من الشارع الجانبى إلى شارع جانبى آخر .. قال لى الرجل العابر بجانبى .."ألم تلمحهم ..؟.." أشرت إلى الطريق ... سألته من أى الفئات أنت .. قال أنا أخشاه ، فأعطيته ظهرى .. فأخذ الأمان وهرول .. بعد ساعة زمن ، وبعد عديد من الشوارع الجانبيه وكثير من الاهتزازات ... اصطدمت أنا بجثة غارقة فى الدم .. وجهه المرفوع إلى أعلى ينبؤنى أنه ذاك العابر .. لم يكن وقتى يسمح لى أن أدفنه أو حتى أقرأ على روحه الفاتحة بعد أن أغمض له عينيه فما زلت حتى لحظتى تلك اتحاشاه مهرولا فى طرق جانبية .
#ماهر_طلبه (هاشتاغ)
Maher_Tolba#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟