شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 10:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثيراً ما تطرح علاقة الأدب بالثورة الاجتماعية وبالقوى السياسية والحركات الفكرية والاجتماعية الداعية للتغيير التقدمي والديمقراطي الشامل طرحاً يتميز بالتبسيط، ويجري اغفال الأدب كشكل من أشكال الوعي الاجتماعي والسياسي وفهم الواقع الموضوعي. ومن البديهيات المعروفة ان السياسي ينعكس ويمثل موقعاً خاصاً وطليعياً يتفاوت ظهوره بتفاوت الأجناس الأدبية ، والالتزام السياسي التقدمي يبقى جزءاً لا يتجزأ من عقيدة المبدع ، والتزامه هذا يمتد الى ميدان الجماليات.
لذلك يمكن القول ان الأدب الجمالي العظيم هو انعكاس للتغيرات والتحولات الاجتماعية العاصفة، والعلاقة بين الادب والثورة الاجتماعية علاقات معقدة وغير مستقيمة باستمرار وانما تتعرج في كل مرحلة نتيجة عوامل ومؤثرات كثيرة ، وفي وحدتها وتضاداتها يمكن اكتشاف هذه العوامل والأسباب.
زمن المراثي !
"زمن المراثي" عبارة قالها قبل أكثر من عشرين عاماً الشاعر الفلسطيني الراحل محمد القيسي ، صاحب الدواوين والمجاميع الشعرية المتميزة، وذلك في رثائياته وقصائده البكائية التي تحكي مأساة الكنعانيين عبر التاريخ ، بعد ان فقد الأمل والثقة وأصابه الاحباط من ابناء هذه الامة الممتدة من المحيط وحتى الخليج.
وعندما قرأت هذه العبارة تذكرت مأساة الشاعر اللبناني خليل حاوي الذي انتحر احتجاجاً على الصمت العربي ابان حصار بيروت من قبل قوات الغزو الاسرائيلي والامريكي . والسؤال : هل تغير الوضع والحال العربي منذ ان انتحر خليل حاوي؟!
الجواب واضح كالشمس ،لقد بقي الوضع على ما هو ولم يتغير أي شيء، فالنظم السياسية السائدة في الأقطار العربية جثة هامدة ولم تحرك ساكناً ازاء ما يحدث للشعبين العراقي والفلسطيني من حصار وتجويع واذلال .
لقد صدق محمد القيسي في قوله ، انه بالفعل زمن المراثي ، فلماذا لا نؤبن الانظمة العربية القمعية بسبب مواقفها المتخاذلة والمذدنبة ، وصمتها وتقاعسها!
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟