التنمية المتكاملة ... مشروع النهوض الشبابي الجديد بالعراق

علي سمير البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3238 - 2011 / 1 / 6 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تمثل موضوعة التنمية اللغة الحضارية الجديدة التي يسعى اليها ذوي الطموحات والباحثين عن النجاح ، وهم وان نجدهم بالعراق يعتبرون بشكل عملي شريحة واسعة من مختلف الاعمار ومن كلا الجنيسن ، لكن النسبة الاغلب منهم هم فئة الشباب الذين يبحثون عن طرق النجاح والتقدم بوسائل حضارية مبتكرة تستند الى تجارب واقعية اثبتت فاعليتها من خلال صنع القيادات القادرة على الانجاز بوسائل متاحة تحقق بها النجاح ليكون واقعا ذاتيا في مجتمع يفتقر الى اساليب ابراز جملة من القيم الجديدة غير الكلاسيكية التي يعتبرها الشباب صفحة من صفحات الماضي المليئ بالعبارات الكلامية ذات المؤشرات الثابتة والجامدة التي لا تواكب جوهر ومعنى البحث الاكاديمي الذي توصل الى اعتبارات وقيم جديدة ناقش خلالها التفكير الموضوعي للانسان من خلال استكشاف احتياجاته المادية والمعنوية التي ينبغي اشباعها للوصول الى نتائج افضل بوسائل وادوات متاحة وموجودة دون الحاجة الى استكشاف موارد جديدة والبدء بتجارب مماثلة تؤدي بالنتيجة الى نفس الحتمية التي تمر بها كل تجربة من الفشل او التلكؤ ... قبل الاعادة والتجديد .
لقد اصبحت التنمية المتكاملة حاجة ملحة يبحث عنها الشباب لتعزيز الجانب المهاري وبناء قدراتهم الذاتية بلغة ختلفة واساليب حضارية مبتكرة لاتتضمن في حيثياتها اية مناهج سياسية مبرمجة يقصد بها توظيف تلك الطاقات المتفجرة لخدمة مشروع فئوي او عقائدي من شانه الابتعاد عن هدف النهوض بقدرات الشباب .
والعمل بشكل جدي على اتنشالهم من الضياع الحتمي الذي سيواجهوه اذا ما اصبحت قضيتهم يتحكم بها تيار معين او يكون مشروع عبور لفئة من الناس تحقق بهم مكاسب وفوائد لا ينال منها الشباب الا احلام ووعود تبشرهم بالركون على ارصفة البطالة وجيش العاطلين .
ان عملية النهوض بواقع الامة لابد ان يأخذ بنظر الاعتبار مستوى شبابها والارتقاء بهم بما يتناسب ومهاراتهم الفكرية والبنيوية بوسائل واساليب تسهم بتعزيز ثقتهم بانفسهم واعتزازهم بانتمائهم دون الحاجة والسعي لاقتناص فرص الهجرة او السفر التي صارت طموحا لهم وهدفا يناغم افكار العديد منهم عندما تشتد عليهم اعاصير الفاقة والفقر وتتحطم طموحاتهم فوق صخور التخلف ويقف تقدمهم عند ابواب الانتهازية والبيروقراطية الحزبية التي اودت بالبلاد وعلى مدى سنواتها الماضية نحو هاوية الانهيار وفي قمة الدول الاكثر فسادا وتخلفا ، ونتيجة سياسات غير علمية واجراءات لا تعتمد على معايير من شانها مواكبة حالة الانطلاق التي بداتها دولا كانت في يوم من الايام تتمنى ان تكون مدنها ثماثل بغداد او الموصل او البصرة في حركة عمرانها وتقدمها نحو مصاف الدول المتحضرة فكريا واجتماعيا وثقافيا ، والمتقدمة تقنيا وصناعيا ...
ان الحاجة لقيام مؤسسة وطنية قادرة على الاستجابة لتحديات النهوض والتصدي للواقع المتردي لشريحة الشباب العراقيين اصبحت ظرورة حتمية واستراتيجية عليا ينبغي العمل على بنائها ووفق نظرية عصرية يصنعها ويحددها اصحاب الشأن فيستجيب لها اصحاب القرار بعيدا عن المحاصصة والمشاركة وشعارات المرحلة او قيود الاستحقاقات الانتخابية او السياسية ، وبعيدا عن انظمة وقوانين وضعت لتستجيب لشرائح معينة هي بالتاكيد لا تتعلق بالشريحة الاكبر في العراق (( الشباب )) اذا ما تجاوزنا النوع الاجتماعي لمن لا تتجاوز اعمارهم العقد الرابع فنتخطى بذلك ارقاما ونسبا من هنا وهناك تدعي ان لها استحقاقات وطنية ينبغي الامتثال لها ، او تثبيتها دستوريا وهو امر ينبغي الانتباه اليه من قبل اصحاب الشأن حيث لابد من توحيد جهودهم وتحديد مطالبهم وتثبيت واقعهم بقوة وحزم في طريق مليئ بالاشواك والتحديات وقاطعي طريق ، هدفهم ايقاف ثورة بيضاء سيمضي بها شباب العراق لنيل ما يستحقون

#علي_سمير_البياتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات