|
بعض التوضيحات حول ذكريات الاخ فائز الحيدر الانصارية
يونس بولص متي
الحوار المتمدن-العدد: 3238 - 2011 / 1 / 6 - 09:02
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
بعض التوضيحات حول ذكريات الاخ فائز الحيدر الانصارية (المناضل توما توماس كما عرفته)
يونس بولص متي
منذ ثلاث سنوات اتابع ما يكتبه الاخ الصديق فائز الحيدر على صفحات الانترنيت ومن خلال عدة مواقع عراقية ... ورغم تنوع الموضوعات التي تناولها ، الا ان اغلبها كان على شكل يوميات او مذكرات ... وان يكتب المرء عن احداث ووقائع لم يعشها او شخصيات لم يعاصرها ، فهو امر طبيعي جدا ، ولكن ان تتداخل (انا) الكاتب مع المجرى التاريخي للحدث او يرتبط بفعل ما مع الشخصية التي يكتب عنها بما لا يسمح به الواقع فهو امر غريب وغير مستحب وتتحول الكتابة حينها الى مجرد ادعاءات سطحية غير دقيقة تفقد الموضوع قيمته ومصداقيته وتضيّع على المتلقي فرصة فهمه اصلا ... وهو في موضوعه الاخير الموسوم " ذكريات أنصارية - المناضل توما توماس كما عـرفته " الذي قدم فيه خمس حلقات اطلعت عليها منشورة على موقع (القوش نت) ومواقع اخرى ، لا يختلف عن النمط الذي اعتمده في اعماله السابقة . ومن الوهلة الاولى يتبادر الى الذهن ومن خلال العنوان ان العزيز فائز سيكتب بشكل خاص عن تلك السنوات التي تواجد فيها ضمن قاطع بهدينان او اي مكان اخر كان قد التقى فيه مع الراحل توما توماس وعرفه ... فهي كما يشير العنوان ، ذكرياته هو (فائز الحيدر) عن هذا القائد وكما عرفه في سنوات تواجده ضمن قوات الانصار . وقبل ان يدخل في علاقته المباشرة بالفقيد توما توماس ، نراه يتحدث عن حياة ونضالات هذا المناضل بشكل غير دقيق فعبارة (في نهاية عام 1978 تجلت قابلية الفقيد النضالية وتبلورت شخصيته القيادية) تعطي انطباعا بلا قيمة لكل فترة الكفاح المسلح الاولى في حياة توما توماس والممتدة من 1963 ولغاية الهدنة التي سبقت بيان 11 اذار 1970 ، ولا اهمية الى كونه احد مندوبي المؤتمر الوطني الثاني للحزب في ايلول 1970 او ترشيحه لعضوية اللجنة المركزية في نيسان 1973 ، ولم يوضح لنا الاخ فائز كيف تجلت قابليات الفقيد توما توماس وتبلورت شخصيته القيادية في نهاية 1987 ؟ واي اسلوب اعتمده في دراسته لشخصية هذا القائد ليتوصل اخيرا في تحديد نهاية ذلك العام ؟ اغلب الانصار الذين عاشوا بالقرب من الفقيد توما توماس لم يلمسوا منه في يوم ما انه قدم نفسه كبديل عن الحزب فمفردات مثل (نقل مقره) او (التحق به) لا تناسب شيوعي مثل ابو جوزيف كان حريصا طوال سني نضاله على الالتزام بقرارات الحزب ، وبالمهمام التي كلف بها ؟؟؟ لقد فاجأتني عبارة (سبعة عقود) في المقطع (، وهناك تدرج حزبيا" وعسكريا" ليصبح مسـؤولاً عسكريا" لقاطع بهـدينان للأنصار الشيوعيين فعرفته حينذاك سفوح جبال كردستان ووديانها طيلة سبعة عقود) ! وهي تعادل عمره من يوم ولادته الى يوم وفاته تقريبا وافترض انها زلة قلم. ولان الاخ فائز كان قد غادر قاطع بهدينان بداية كانون الثاني / 1986 ودخل ايران كلاجئ في آب 1986 فهو لا يعرف ان مسؤول قاطع بهدينان توما توماس كان قد غادر مقرنا في بهدينان بطلب من المكتب السياسي نهاية آب 1987 اي بعد القصف الكيمياوي على القاطع يوم 5 حزيران 1987 .. وحينما شن النظام حملة الانفال صيف 1988 كان الفقيد موجودا في سوريا باجازة اجبارية كما تحدث عن ذلك في مذكراته .... (اخيرا رضخت للقرار. فعدم السفر يعني رفض قرار م.س ، ويترتب عليه موقف معارضة القرارات الحزبية. فاذا كانت المسألة محسومة عند م.س فلا مفر اذن من التنفيذ. وهكذا سافرت يوم 19/10/ 1987.) وهذا تاريخ مغادرته مقر المكتب السياسي الى ايران . فكيف صار يوم 19/10/ 1987 بحساب العزيز فائز (بعد عمليات الأنفال عام 1988 ، وإختفاء عشرات الألاف من عوائل البيشمركة ، غادر الى سوريا وعاش مع عائلته) وكم تمنيت ان تبقى المفاجأت بهذا المستوى فقط ، لكن استنساخ مقاطع كاملة من اوراق توما توماس (التي تبنى نشرها موقع الناس واعيد نشرها في مواقع اخرى) وتحويل اراء شخصية للفقيد الى اراء وملاحظات ومجرد ذكريات للاخ فائز ، ينقلها حرفيا دون الاشارة الى انها جزء من مذكرات توما توماس ، امر يثير الاستغراب خاصة وان الأخ فائز يمارس الكتابة عبر المواقع الالكترونية منذ عدة سنوات تجعله على دراية من ان الواجب الاخلاقي يحتم عليه الاشارة الى مصدر اي مقطع من نتاجات الاخرين يود الاعتماد عليه والا اعتبر عمله سطوا صريحا. واليكم الامثلة : (الخط الاحمر سيخصص لمذكرات الاخ فائز)
[1] في الحلقة الثانية من مذكرات الاخ فائز [ تطلب تطوير حركة الأنصار تضحيات جسيمة من قبل أولئك الرفاق الذين وضعوا اللبنات الأولى لمقرات الأنصار في بهدينان ، والذين كانوا هم بأمس الحاجـة لأبسط مقومات المعيشة ، ولم يثنهم البـرد والمخاطر عن إنجاز مهمتهم رفاق لا يملكون المال لشراء إحتياجاتهم من الطعام ولا يحملون السلاح للدفاع عن النفس.] انظر ما يقابلها مما جاء بأوراق توما توماس المنشورة على موقع الناس ومواقع اخرى : [ تطلب تطوير حركة الانصار تضحيات جسيمة من قبل اولئك الرفاق الذين وضعوا اللبنات الاولى لمقرات الانصار في بهدينان، والذين كانوا هم بأمس الحاجة لابسط مقومات المعيشة، ولم يثنهم البرد والمخاطر عن انجاز مهمتهم. كان أولئك الرفاق بمعاناتهم ، محصورين بين مطرقة سلطة البعث وسندان السلطات التركية دون ان يملكوا سلاحا يدافعون به عن أنفسهم .]
[2] في نفس الحلقة يشير الاخ فائز : [ في بداية تشرين الأول من عام 1979 وبتوجيه من الفقيد توما توماس وصلت مجموعة من الرفاق ( 1 ) قدموا من مناطق مختلفة من العراق الى منطقة تسمى كلي كوماته ( وادي كوماته ) بالقرب من الحدود التركية حيث يقع هناك مقر الفرع الأول للحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك) . لا يملك هؤلاء الرفاق أي سلاح يصلح للعمل الأنصاري ، ليس لديهم مكان للسكن ولا مال لشراء الملابس أو المواد الغذائية . باشر هؤلاء فور وصولهم ببناء غرفة بسيطة لسكنهم أصبحت فيما بعد اللبنة الأولى في موقع قاطع أنصار بهدينان ، حيث بدأت بإستقبال الرفاق الوافدين ومنها كان يجري توزيعهم الى باقي مقرات الأنصار الأخرى .] ويقابلها في اوراق توما توماس : [ بتاريخ 5 /10/ 1979، وصلت مجموعة من سبعة رفاق يقودهم الرفيق دنخا البازي (ابو باز) الى الشريط الحدودي مع تركيا في منطقة تسمى ( كلي كوماته ) (2)، حيث يقع مقر الفرع الاول للحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك) الذي استضافهم. وقد ساعدهم الدكتور جرجيس حسن (3) مسؤول المقر. كان الرفاق السبعة قد قدموا من مناطق مختلفة من العراق ، الا ان جميعهم لم يكونوا من منطقة كردستان ولم يكونوا اكرادا. لم تملك المفرزة شيئا من السلاح سوى 3 قطع من رشاش برتا الايطالي لا تصلح الا لقتال الشوارع ، ولم يكن بحوزتهم اي مبلغ من المال . باشر الرفاق فور وصولهم ببناء غرفة لهم ، اصبحت فيما بعد البناية الاولى في موقع انصار بهدينان، حيث بدأت بإستقبال الرفاق الوافدين ومنها كان يجري توزيعهم الى باقي المقرات.] علما ان الفقيد توما توماس نفسه لم يذكر من انه ارسل هذه المجموعة من الانصار كما جاء في نص الاخ فائز (وبتوجيه من الفقيد توما توماس)
[3] وايضا في نفس الحلقة : [ بتطور العمل الأنصاري تشكلت هيئة قيادية من الحزب سميت ( هندرين ) لقيادة عمل الأنصار ومنظمات الحزب في كردستان ، تكونت الهيئة من الرفاق عمر الشيخ ( أبو فاروق ) كسكرتير لها وعضوية الرفاق أحمد باني خيلاني ( أبو سرباز ) ويوسف القس حنا ( أبوحكمت ) وتوما توماس ( أبو جوزيف / أبو جميل ) مسؤولا" للمكتب العسكري وسليمان شيخ محمد ( أبوسيروان ) ونسب الرفيق فاتح رسول ( أبو ئاسوس ) مستشارا" سياسيا" للأنصار وعضوا" في المكتب العسكري ..]
اما في اوراق توما توماس فقد ورد بهذا الخصوص : [ بعد وصول الرفيق عمر الشيخ (ابو فاروق ) تحسنت اوضاعنا المالية قليلا ، اذ جلب معه مبلغا جيدا فتمكنا حينها من شراء بعض قطع السلاح وباشرنا بدفع مخصصات شهرية للانصار. تشكلت لجنة هندرين، كهيئة قيادية عليا، لقيادة عمل الانصار ومنظمات الحزب في كردستان بمعزل عن الانصار من الرفاق عمر الشيخ كسكرتير لها وعضوية الرفاق احمد باني خيلاني (ابو سرباز) ويوسف القس حنا (ابوحكمت) وتوما توماس (ابوجميل) مسؤولا للمكتب العسكري وسليمان شيخ محمد (ابوسيروان) ونسب الرفيق فاتح رسول (ابوئاسوس) مستشارا سياسيا للانصار وعضوا في المكتب العسكري .] على حد علمي ، ان هذه المعلومات لم تنشر في يوم من الايام وبهذه الدقة سوى في اوراق توما توماس واذ ينشرها العزيز فائز في مذكراته فأنه من اللائق جدا ان يشير الى مصدرها ، فهو يعرف الجميع لم يكن في موقع حزبي او عسكري يسمح له بالاطلاع عليها خاصة اذا علمنا ان لجنة هندرين التي يتحدث عنها قد تشكلت في وقت لم يكن فيه الاخ فائز قد وصل كردستان !!
وكأشارة اخرى لسطحية الموضوع الذي يقدمه الاخ فائز وعدم دقته يضع في الحلقة الخامسة صورة يتحدث عنها كالتالي : (الصورة الثانية تبين الفقيد أبو جوزيف مع بعض رفاقه في فترة الأستراحة) في معرض حديثه عن قضاء بعض اوقات الفراغ ولغرض الترفيه من خلال عملية صيد جماعي للأسماك في نهر الزاب القريب من مقر قاطع بهدينان . في حين يظهر في الصورة من اليمين الرفيق العزيز عادل حبه والفقيد توما توماس ثم رفيق لا اعرفه مع الاسف واخيرا الرفيق العزيز توما القس (ابو نضال) والصورة قرب دجلة لغرض عبوره بأتجاه كردستان بعد تحررها من سلطة صدام حسين اثر انتفاضة 1991 .
ولنلاحظ ايضا ما يذكره الاخ فائز : [ ولغرض تطوير العمل الأنصاري لأداء مهامه كانت مهمة الأنصار الأولى هي الحصول على السلاح ، وفي الأسابيع الأولى بذلت جهود كبيرة وعديدة من أجل توفير السلاح ونقله وإيصاله للأنصار بأمان وباءت جميع المحاولات الأولى بالفشل ، ولكن سرعان ما وجد السلاح طريقه إلينا خاصة بعـد وصول الرفيق سليمان يوسف إسطيفان( أبو عامل ) وتمكنه من إيجاد عدة طرق لنقله بالأتفاق مع الأحزاب الكردية الصديقة في تركيا وبالأشتراك مع مجموعة من الرفاق نسبوا للعمل داخل الأراضي التركية لتنفيذ هذه المهمة الصعبة والتي تعتبر شريانا" أساسيا" للحركة المسلحة . ]
اما في اوراق توما توماس فقد جاء : [ بذلت جهود كبيرة وعديدة من اجل توفير السلاح ونقلهه. وباءت المحاولات الاولى بالفشل، ولكن سرعان ما وجد السلاح طريقه الينا خاصة بعد وصول الرفيق ابو عامل وتمكنه من ايجاد عدة طرق لنقله بالاتفاق مع الاحزاب الصديقة في تركيا، وتعاون رفاقنا المكلفين الموجودين في القامشلي مع مجموعة من الرفاق نسبت للعمل داخل الاراضي التركية لتنفيذ هذه المهمة الصعبة والتي تعتبر شريانا اساسيا للحركة المسلحة .] والغريب ان العزيز فائز في استنساخه بشكل حرفي لهذا المقطع نسي الجملة (ولكن سرعان ما وجد السلاح طريقه إلينا) التي يقصد فيها الفقيد ابو جوزيف وصول السلاح اليهم عام 1980وحينها كان فائز يحتاج لاكثر من ثلاث سنوات اخرى ليصل الى كردستان . فما هو موقع كلمة (الينا) في مذكراته .
[4] وحول المعركة بين السرية الرابع والطائرات السمتية يستنسخ الاخ فائز في مذكراته مقاطع اخرى من اوراق توما توماس دون اية اشارة اليها ... مثلا : مذكرات فائز : [ كان الفقيد أبو جوزيف دائما" ما يعطي توجيهاته في لقائاته مع الأنصار وعبر التنظيمات العسكرية حول حرب الأنصار التي تختلف عن الحروب النظامية والتي تعمل وفق تكتيك الكر والفر وتحاشي التحرك نهارا" في المناطق المكشوفة والمعرضة لهجوم الطائرات ]
اوراق توما توماس : [ كان لزاما علينا بأستمرار تنبيه انصارنا من خلال المزيد من التوجيهات والتعليمات ، الى الابتعاد عن المواجهات التي تؤدي الى تطويقهم وابادتهم، وتحاشي التحرك نهارا في المناطق المكشوفة والمعرضة لهجوم الطائرات.]
مذكرات فائز : [ إن الشجاعة والبطولة الإقدام ، لا علاقة لها أطلاقا" بالتهور ، فليس هناك ما يدعوا لتقديم الخسائر الجسيمة بسبب الأهمال وعدم الألتزام بتطبيق التوجيهات الخاصة بتحركات الأنصار . ]
اوراق توما توماس : [ ان الشجاعة والاقدام والحكمة ، لا علاقة لها اطلاقا بالتهور والتباهي. فليس هناك اي مبرر لتقديم الخسائر الجسيمة كما حدث لنا في اربيل والسليمانية وبهدينان، بسبب الاهمال وعدم الالتزام بتطبيق التوجيهات الخاصة بتحركات الانصار. ]
مذكرات فائز : [ وهذا ما حدث لسرية الأنصار الرابعة عام 1985 مع الأسف عندما تجاهلت التعليمات وسارت في منطقة سهلة منبسطة نهارا" حيث هاجمتهم غفلة طائرتي (هليوكوبتر) ومن إرتفاع منخفض بصليات الدوشكا والرشاشات .]
اوراق توما توماس : [ ففي يوم 15 /5/ 1985 وقعت احدى سرايانا بكل بساطة فريسة للطائرات العسكرية. وبغفلة من الانصار هاجمتهم طائرتان عسكريتان (هليوكوبتر) من ارتفاع منخفض راشقة اياهم بصليات الدوشكا والرشاشات. ]
اما في الحلقة الثالثة فيشير بخصوص بعض الانصار الوافدين من الخارج : [ وبمجـرد وصولهم الى قواعد الأنصار كانوا يصطـدمون بواقع آخر مغاير تماما" لما قيل لهم مما دفعهـم الى الأحباط والتمرد وطلب العودة الى البلدان التي قدموا منها .]
يقابلها في اوراق توما توماس : [ وبمجرد وصولهم الى قواعدنا كانوا يصطدمون بواقع اخر مغاير تماما لما قيل لهم. مما دفعهم الى المزيد من اليأس والاحباط ، فكانوا يطلبون العودة الى البلدان التي قدموا منها .]
في الحلقة الخامسة يورد الاخ فائز في مذكراته : [ في أحد الأيام إستطاع أحد ضباط الأمن في دهوك من إيصال هدية ( قنينتي ويسكي ) بيد أحد العملاء الى مختار أحدى القرى القريبة من مقر القاطع لغرض تسليمها الى المسؤول الأداري للقاطع الرفيق أبو نضال كهدية بمناسبة زواج أحد اقاربه ، وصل خبر الهدية لآمر سرية القاطع وبدلا" من أن يتلفها قام مع رفيقين آخرين بإحتسائها ليلا" دون أن يعلم بهم أحد من الأنصار غم مسؤوليتهما وعلمهم بتحريم تناول المشروبات في العمل الأنصاري ، بعد يومين بدأت أعراض التسمم تظهر عليهم كالدوار وشلل في الأرجل ثم بدأ شعـر الرأس بالتساقط وأخذت حالتهم تنحدر نحو الخطورة ، وبعد وصول الفقيد توما توماس إلى مقر القاطع في كانون الأول / 1986 بعـد أن ساهم إجتماع اللجنة المركزية كان وضع الرفاق الثلاثة وخاصة آمر السرية سيئا" جدا" ، فتقرر إرسالهم الى طهران للعلاج حيث أستغرقت فترة علاجهم أكثر من ستة أشهر ، ليعودوا بعدها الى المقر .]
اما في اوراق توما توماس فقد جاء بهذا الخصوص : [ تمكن ضابط أمن دهوك وعبر طرق ملتوية من ايصال هدية [ قنينتي ويسكي] بيد احد العملاء الى مختار قرية قريبة من مقر القاطع لغرض تسليمها الى الرفيق ابو نضال كهدية بمناسبة زواج احد اقاربه. علم الرفيق ابو تحسين بوصول تلك الهدية، وفي احدى الاماسي قام مع الرفيقين ابو نضال وحازم بإحتسائها دون ان يعلم بهم احد من الانصار. بعد يومين بدأت اعراض غريبة تظهر عليهم كالدوار وشلل في الارجل ثم بدأ شعر الراس بالتساقط ، ويوما بعد اخر كانت حالتهم تنحدر نحو الاسوء . وصلتُ يوم 24/12/ 1986 الى مقر القاطع بعد اجتماع اللجنة المركزية. كان وضع الرفاق الثلاثة وخاصة الرفيق ابو تحسين سيئا جدا ، فتقرر ارسالهم حالا الى ايران. واستغرق علاجهم مدة 6 اشهر في طهران، ليعودوا بعدها الى المقر .]
اكتفي بهذه التوضيحات التي رغبت بتدوينها بالنص ، اما بقية ما تطرق اليه فهو يحمل الكثير من المغالطات وعدم الدقة ، وتكرار لمعلومات سمعها الاخ فائز من عدة مصادر، ويحاول الظهور بأنه عايشها ، كحديثه عن القصف الكيمياوي لقاطع بهدينان مثلا في وقت كان هو في ايران حينها .. او موضوعة الضابطين الاسيرين الذين جرت مبادلتهما بمجموعة من امهات رفاقنا الانصار في السرية الخامسة من سكنة العمادية اللواتي اعتقلهن النظام كرهائن لضمان مبادلتهم بالضابطين .. وجوانب اخرى تضمنتها مذكراته ..
اخيرا ... يبدو لي ومن خلال عملي لاكثر من ست سنوات في مجال اعلامي ضمن شبكة الانترنيت اننا بحاجة الى موقف ، موقف اخلاقي وشعور بالمسؤولية إزاء ما تقدمه التكنولوجيا من امكانات وتسهيلات متاحة للجميع بلا استثناء ودون اية صعوبات ، فأينما كنت وفي اي وقت شئت ، تتمكن من الوصول الى ما تنشده من معلومات او ابحاث مدعومة بالمصادر والصور ... وهذه المسؤولية يجب ان يتحملها الجميع وبالدرجة الاساس الكتاب ومسؤولي مواقع النشر وحتى المتصفحين ،وبدون الموقف السليم والسلوك الاخلاقي لن نتمكن من تنظيم العلاقات فيما بيننا (كتاباً ومتلقيين وناشرين) ، ليست العبرة بكثرة ما نكتب من مقالات بل العبرة في قيمة ما نكتبه ، وفي مضمون ما تسطره اقلامنا ، اذ ومع الاسف توجد اعداد غير قليلة ممن يكتبون حول اي شيئ حتى وان كانوا يسمعون به للمرة الاولى ، وبعض مواقع النشر هي الاخرى باتت لا تدقق ولا تتوقف لمجرد الاطلاع على اي موضوع تستلمه ، اذ تحول النشر الى ما يشبه العمل الآلي ، من البريد الى الواجهة مباشرة وامام انظار المتصفحين !!! وجميعنا تمر امام عينيه يوميا عشرات الاسماء دون ان نتوقف عندها ولو لقراءة العنوان !!! نعم نحن بحاجة للمزيد من الجدية في عملنا الاعلامي وفي مساعينا الهادفة الى نشر المعرفة والحقيقة والكلمة الصادقة ضمن عملية التنوير والتي افترض انها هاجس العزيز فائز الحيدر أيضاً .
#يونس_بولص_متي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال
...
-
الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
-
الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
-
كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال
...
-
الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم
...
-
الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
-
مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال
...
-
مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم
...
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|