|
عندما اخرسني الخفاش
يونس حنون
الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 22:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ردا على مقالتي الاخيرة اغاظة الكفار في راس السنة وما رافق الاحتفال بحلول العام الجديد من مذبحة مروعة في احدى كنائس الاسكندرية ارسل لي قاريء كريم تعليقا شخصيا الى مدونتي وجدت من المفيد ان اشارك الاخوة القراء من المهتمين بالموضوع به وهذا نص التعليق الدكتور يونس كشخص علماني لا يمكنني أن أصادر حق أي إنسان (مسلم – مسيحي- بوذي …) في الالتزام (بمعتقداته) الدينية كما يشاء. لكن عندما يتحول هذا الالتزام إلى عنصرية بغيضة لا يقبلها عقل ولا منطق، عندها يجب الوقوف في وجه هذه الكراهية التي ينفثها هؤلاء (الملتزمون) لانها سمُ يجري في أوصال المجتمع وفيه خطر على كل فرد فيه. فبسبب مثل هذا الكلام الكريه سقط بالامس مئة إنسانٍ بريء بين قتيل وجريح على باب كنيستهم في الاسكندرية وقبلهم عشرات في العراق. لم يقتلوا لأنهم حملوا السيوف على محمد وعلى آل محمد وعلى صحابة محمد بل نحن من فعل ونفعل ذلك كل يوم. لم يقتلوا لأنهم حطموا رسالة محمد وفرقوا أمة محمد طوائف متناحرة بل نحن فعلنا ذلك بما نحمل من كراهية وتعصب ضد أي إنسان يختلف عنا حتى ولو برائحة قدميه فقط. لم يقتلوا لأنهم سلموا فلسطين لغاصبيها (وشربوا كأساً على قبر الشهيدة) أمراء المؤمنين و خلفاء المسلمين هم من فعلوا ويفعلون ذلك. لم يقتلوا لأنهم يمثلون أمريكا وغطرستها فهناك من يمثلها في القاهرة والعنوان معروف. لم يقتلوا دفاعاً عن فلسطين وكرامتها فالخريطة واضحة والجبهة واضحة وعريضة بعرض تاريخ الذل العربي. لم يقتلوا لأجل ذلك كله. بل قتلوا لأنهم أعتقدوا بغير ما نعتقد وظنوا غير ما نظن. قتلوا لأنهم يحبون الله بطريقة مختلفة ويعبدون الله بطريقةٍ مختلفة، قتلوا لانهم يحبون الحياة ويؤمنون بأن المحبة تكفر عن الخطايا. قتلوا لأنهم تركوا قشور الدين و اخذوا بجوهره بينما نحن مازلنا ننبش قبور الصحابة في كل يوم لنبحث عن مقاييس أرجلهم و عدد شعرات ذقونهم و حجم جماجمهم لعلنا نهتدي إلى دليلٍ يثبت بما لايدع مجالاً للشك أن الصحابي فلانأ كان محبباً لدى الرسول أكثر من الصحابي الآخر!!! قتلوا لانهم بموت المسيح يذكرون وحدة البشرية و يرجون خلاصها، ونحن بموت رسولنا نذكر سقيفة بني ساعدة وكأنها وقعت بالأمس و بعضنا تابعها على قناة الجزيرة والآخر على العربية. فتمتشق السيوف و تتدحرج الرؤوس و تهوي المآذن وتعبق رائحة البارود بدل البخور و يسيل الدم المسلم وكل ذلك في سبيل من؟ نعم، في سبيل الجنة و حورياتها. تماماً كما أمرنا رسول الله!!! …يا أصدقائي، قتلوا لأنهم ببساطة تخلوا عن عبادة التاريخ ونحن لم نفعل. لا أعلم كيف يمكن لهؤلاء أن يقنعوا أنفسهم أن الرسول كان يحمل في قلبه كل هذا الكم من الكراهية! أي رسول هذا؟! وأي رسالةٍ تلك؟! وإن كان القدير (كما يعتقد هؤلاء) قد حمل رسوله الأخير عناء نشر رسالة الكراهية هذه فأعتقد أنه قد أضاع وقته ووقت رسوله لأن الكراهية ليست بحاجة ألى رسالة سماوية بل هي خلقُ وضيع موجودُ في غياهب كل نفس بشرية وغير بشرية ويظهر إلى السطح هكذا بدون عناء بل العناء يكون في كبته و لجمه. إذا فتشنا جحر أفعى (فيمكن) أن نعثر على الكراهية ولن يكون ذلك بأمر غريب. أما أن تصدح الكراهية من منابر ديانة سماوية فذلك هو المستغرب. وإن كان هذا القدير فعلاً يريد نشر رسالة الكراهية والعنف وقطع الرؤوس على هذا الكوكب ويريد ان يدخل البشرية إلى الجنة بالصرماية (بالصرماية: تعبير عامي دارج جداً في بلاد الشام يعني بالغصب والاكراه، والصرماية هي الحذاء القديم) فقد اختار الشخص غير المناسب وكان الأجدى به لو اختار شخصاً مثل “صدام حسين” لهذه الرسالة. أعتقد انه كان سيوصلها بطريقة أفضل فبراعته واضحة في استخدام (الصرماية). لأن محمد بن عبد الله (كما نراه نحن) كان شخصاً ودوداً محباً ولم يكن دموياً متعصباً فظاً غليظ القلب والروح. اعتقد أن الهدف الأسمى للدين (أي دين) ليس إقامة إمبراطوريةٍ أو دكتاتورية إلهية على كوكب الأرض بل هدفه أن يسمو بروح الإنسان وسلوكه. حتى الاسلام (الاسلام كما نفهمه نحن) سمى ذلك الفعل (بالتزكية) تزكية الروح (وهل من تعبير أروع من هذاّ!) أتسائل… هل بالتعصب و الكراهية و الشتم واللعن تزكى الروح وتسمو؟! أنا لاأعتقد. لأن كل الأديان الأخرى -حتى الأرضية منها- دعت في جملة ما دعت إلى المحبة و التسامح تطهيراً للروح. وليست المحبة أن تحب أبنك أو أمك أو أخوك فقط(هذه ليست مرجلة!) لأنه حتى الحيوانات لديها هذه المشاعر الغريزية و حتى بدون رسالات سماوية ولا دعاة منابر. المحبة كما دعا المسيح أن تحب عدوك، ان تحب من هو مختلف عنك. هنا يكمن التحدي وهنا لب القصيد. وإن كنت عاجزاً عن هذه المحبة -وهذا واضح- فأضعف الأيمان أن تتقبل وجود هذا الآخر. هل هذا أيضاً مستحيل؟ إذا فعلى الأقل كف عن نشر كراهيتك هذه باسم الله و باسم رسوله. أو أقفل فمك واجتر سموم كراهيتك فعساها تزيد أملاكك و حورياتك في فردوسك الذي لن يدخله إلا من يشبهك. عزيزي الدكتور يونس، كنت أتمنى لو كنت قريباً منك لنحتفل سوياً ولكن لابأس فقراءة مقالاتك تغني عن ألف احتفال …لم أكن أعلم ان البيرة أختراع بابلي (فوراً نازل اشتري صندوق!) أما ما شربته أنا فقد كان اختراعاً أسكتلندياً على ما أعتقد وكان ذو فاعلية أكبر (مناسب تماماً لهذا الزمن الرديء) لدرجة انني لم استيقظ حتى مساء اليوم التالي. لكني عندما استيقظت لم أجد في قلبي كراهيةً لجاري المسيحي ولا لصديقي من الطائفة الاخرى كما أراد ذلك المعتوه بل وجدت محبة غامرة لخالق هذا الكون و لكل مخلوق في هذا الكون بمافيهم ذلك (الرجعي) كما يحب ان يسمي نفسه. ملاحظة:وصفتهم في معرض كلامك بالخفافيش، وانا بكل محبة أدعوك للالتزام بتوصيات جمعية الرفق بالحيوان وأطلب منك تغيير هذا الوصف، لأنه بصراحة لا يشرفني أن يشبهوا بي ولا أن أشبه بهم. من بلاد جهل ستان الواسعة صديقكم، الخفاش ------------------------------------------- جلست مذهولا امام عمق هذه الكلمات البسيطة والجمل الخالية من التزويق والتي جمعتها باقة عطرة من المعاني السامية والبلاغة الاخلاقية قبل اللغوية ما اروع هذه الجملة "وليست المحبة أن تحب أبنك أو أمك أو أخوك فقط(هذه ليست مرجلة!) لأنه حتى الحيوانات لديها هذه المشاعر الغريزية و حتى بدون رسالات سماوية ولا دعاة منابر" صديقي يا من سميت نفسك الخفاش ....ارسلت لك رسالة الكترونية اسـتأذنك فيها بنشر تعليقك هذا لكن الرسالة اعيدت لي تحت عنوان غير قابلة للتسليم UNDELIVERABLE فقررت ان اتحمل المسؤولية الادبية وانشر كلماتك الجميلة والتي اراها اصابت صميم ما اردت قوله في مقالتي.... معترفا" ان التعليق افضل بكثير من المقالة فانت ياعزيزي ودون قصد قد اخرست قلمي ،ولا اظن اني بقادر على الكتابة لبعض الوقت حتى اتمكن من صياغة ما سأعتبره لائقا بالنشر بعد رسالتك التي اعطتني درسا في السهل الممتنع واتساءل هل سبق لك ان نشرت مقالات في اي موقع ان كانت الاجابة نعم فليتك تدلني اليها وان كانت لا فانت قمة في الانانية عندما تحتكر لنفسك هذا الفكر الراقي والقلم الساحر لذا اطالبك بالمزيد لكن لدي سؤال..........لماذا "الخفاش" ؟ لم تتبنى هوية من جعل الظلام بيئته و مجاله وفضاءه ؟ هل ربما لانك تعتبر ما نحن فيه ليلا دامسا لا يوجد من يجيد التحرك فيه اكثر من الخفاش ؟ ايا" كان الدافع فسانزل عند رغبتك وساتخلى عن تسمية هؤلاء الجهلة بالخفافيش اكراما لك ولنسمهم الغربان ، او الجرذان او السحالي وعسى ان لايظهر من بينهم كتاب موهوبين
#يونس_حنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اغاظة الكفار في راس السنة
-
انتظروا الجلد العلني في العراق....قريبا
-
حتى تكون اسعد الناس
-
الدانمارك والمهاجرون .....مرة اخرى
-
طب الاباعر ....مرة اخرى
-
برقية شكر من جهنم
-
عندما يرد الدجالون
-
غض بصرك ...تصبح مليارديرا- (2)
-
غض بصرك..... تصبح مليارديرا- (1)
-
اكتشافاتنا المذهلة!!!!!
-
ايتها المسلمة …. افريقيا تناديك
-
قريبا ...اسباكيتي اسلامي
-
إلى من عرّضت نفسها للعنة الله!
-
ايها المسلمون ....انقذوا الغرب
-
الامبريالية والصهيونية......وانف عائشة
-
مفاسد قيادة المرأة للسيارة
-
عندما تنتفض ناقصات العقل
-
نحن نحب حكامنا....وايد وايد
-
عندما يوضع الفكر الليبرالي والفكر السلفي في سلة واحدة
-
عنترة.... في ادنبرة
المزيد.....
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|