اسباب تراجع التعليم في العراق

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

استغربت كثيرا وأنا اقرأ خبراً نشر على بعض المواقع الالكترونية ، مفاده بان العراق أصبح خامس دولة من دول العالم التي ارتقت الى افصل وأحسن الدول من الناحية التعليمية . والواقع يقول عكس هذا تماماً ، حيث ان التعليم كان ولازال يعاني الركود والتراجع والهبوط في مستوى الأداء والتلقي . ففي مقابلة لأحد الأساتذة الجامعين والتي جرت قبل عدة ايام في إحدى الفضائيات العراقية ، أشار فيها الأستاذ الى ان هناك كثير من التدريسيين لا يجيدون العمل على الحاسوب والانترنيت ، بينما هناك أطفالا في بعض دول العالم يمارسون العمل على الحاسوب والانترنيت وبشكل ملفت للنظر ، كما يؤكد الأستاذ ، ويضيف بان عدم معرفة هؤلاء الأساتذة بالحاسوب وجهلهم باستخدامه هو الجهل بعينه والأمية ولاسيما على مستوى التدريسيين ، فما بالك بالطلبة . فلو هناك جهة تجري استطلاعاً على مستوى الجامعات والمعاهد العلمية ، بحيث تختبر كل ذي اختصاص باختصاصه لما خرجت بخمسة بالمئة من الذين يكونون بالمستوى المطلوب ، والدليل على ذلك أن اغلب الخريجين لا يكتبون بحوثهم واطاريحهم بأنفسهم ، وإنما يشترون بحوث واطاريح ورسائل جاهزة وتباع في باب المعظم وباسعار متفاوتة . والانكى من هذا ان العديد من الأساتذة والمشرفين على هذه الاطاريح والبحوث لديهم العلم في ذلك ، أضف الى ذلك انهم لم يقرأوا البحوث المقدمة اليهم ، انما يقرأون العناوين فحسب ، وأنا اعرف ثلاثة طلاب ماجستير وطالب دكتوراه ، اشتروا بحوثهم من ( باب المعظم ) وقدموها على اعتبار انهم اعدوها بأنفسهم ، فضلاً عن كونهم قد حصلوا على اعلى تقدير . فاذا كان التعليم في زمن النظام السابق قد عانى ما عانى وخضع لسلطة البعث ، فاليوم يمر بانتكاسة حقيقية ، والسبب هو الظرف الحرج الذي يمر به البلد ، وسيطرة بعض الجهات على التعليم ، والوزارات المعنية خضعت للمحاصصة الطائفية ، هذه العوامل وغيرها كانت هي الأسباب الرئيسة في تراجع التعليم ، وانخفاض نسبة المتعلمين . ان هناك العديد من الطلبة لا يهمهم العلم والخبرة بقد مايهمهم الحصول على الشهادة، كونها صارت هي المعيار الذي يقاس به طالب الوظيفة في احد دائرة من دوائر الدولة ، وهذا الذي رأيناه بأم أعيننا ، حيث قدم كثير من المرشحين وثائق دراسية مزورة ، فالهدف هو الوظيفة والجاه والحصول على المناصب والأموال ليس الا ، اما العلمية والخبرة والمعرفة ، فهذه لدى اغلبهم تكون ثانونية . وبعد هذا نقول أن الخبر انف الذكر ليس صحيحاً ، ولايعبر عن واقع ، انما الواقع عكس ما موجود . فمتى ما تخلصنا من هذه المعوقات التي تقف إزاء التعليم وأزحناها الى الأبد سوف نحصل على تعليم مرموق .

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات