أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الخروجُ الأيديولوجي من الطوائف














المزيد.....

الخروجُ الأيديولوجي من الطوائف


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 07:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حاول المسلمون في العصر الوسيط الخروجَ من عالم الطوائف واستعادةَ الوحدة المفقودة في زمن السلف، وهي الوحدةُ المعبرةُ عن إنجازِ مهماتِ التغييرِ من دون تمزقٍ وفتنٍ وحروب، فظهرت فرقُ الصراعِ والعنف و(الثورات)، وهي فرقُ الخوارج والقرامطة والزيدية والإسماعيلية وغيرها.

لكن هذه الفرق لم تحققْ التغييرَ والوحدة بل ملأتْ الأرضَ دماءً وتمزقات، رغم أهدافها الحالمة بملءِ الأرضِ عدلاً بعد أن مُلئتْ ظلماً.

العنف والتقوقع الإيديولوجيان نشرا المغامرات السياسية وزادا من البعد عن الحلم، وحدثتْ خسائر بشريةٌ كثيفةٌ جعلتْ التضحيات مكروهةً، والثورات مشروعات هدمٍ لا بناء.

انتصرَ المذهبان الكبيران: السنة والشيعة بسبب بعدهما عن الصراعات الدموية وتأجيج الاضطرابات الاجتماعية، وصارا المظلتين الفقهيتين الاجتماعيتين السياسيتين اللتين تظللان المسلمين بشكلٍ عام، وصارتا تكرسان الأنظمةَ المحافظةَ السائدة من دون تغيير كبير، وهكذا فقدَ المسلمون وهم يكسبون الاستقرارَ ويحبطون الفوضى، حلمَ التغييرِ والثورة.

مذاهبُ الفوضى رغم تبنيها التغييرَ لم تكن مرتبطةً بمشروعِ تحولٍ له علاقة بتشكيلات التاريخ، كانت العبودية والإقطاع هما التشكيلتان اللتان تنزفُ البشريةُ داخلهما موارَدها البشرية والاقتصادية وهما تمزقانها وتخرجان من العصر.

كان المسلمون يقتربون من تغيير الإقطاع لكن إمكانيات التطور الاقتصادي - العلمي لم تصلْ إلى مستوى تصعيدِ فئاتٍ وسطى بمستوى التحول التاريخي المنتظر.

الإمكانيةُ تسلمتها أوروبا الغربية وكانت تحت يديها مواد كثيرة وجغرافيا واسعة مفتوحة مليئة بالموارد وحولتْ الرأسماليةَ إلى أسلوبٍ عالمي من خلالِ سيطرتِها وعبر مصالحها.

كان المذهبان الإسلاميان الكبيران قد شكلا ما يشبه الامبراطورية أو السوق العالمية الإسلامية، وبعد التفتيت الاستعماري، لم يستطيعا العودةَ إلى المستوى التاريخي الجغرافي السابق نفسه، لكنهما بعد قيام الدول المتحررة المستقلة، أخذا يكتشفان التاريخَ السابقَ ويطمحان إليه.

ظهرت بديل أفكار الثورة الدينية المغامرة، أفكار القرامطة والخوارج، أفكار الاشتراكية، وهي التي تصورتْ نفسَها البديل القادر على تحقيق حلم الوحدة والتغيير والنهضة، واستعادة تلك الأفكار أو تجاوزها.

لكنها تدهورتْ هي الأخرى بعد عقود وعاد مذهبا السنة والشيعة. فقد كان تصوراتُ استخدامِ العنف والثورة القادرة على إلغاء التناقضات الاجتماعية والحلم الخيالي بوجودِ أسلوبٍ اشتراكي راهن ممكن في تلك الظروف قوضتْ هذه الشعارات الأيديولوجية، ولم توجد تصورات ديمقراطية شعبية منتشرة.

فمرة أخرى عاد المذهبان السني والشيعي باعتدالهما التاريخي، ولكن ظهرَ فيهما غلاة، دعوا لتطبيقهما بشكل متطرف مناقض لما تكونا عليه.

وذلك أن الأممَ الإسلاميةَ واجهتْ انهيارات وتحديات كبرى من دون وحدةٍ وتصد، وقدرتْ المذاهبُ على تعبئةِ الملايين من البشر، لكن المسألة ليست في الحشود العاطفية، والعودة للمطبوعات القديمة، بل في الارتفاع لمستوى الديمقراطية الغربية، فغابت التحررية العربية الديمقراطية الإسلامية بل أدت العودة الشكلانية إلى أضرار بالغة، في حين يمتلك المذهبان الأكبران جذور تلك التحررية، عبر تكريس بُنى سياسية مستقلة تجثم في خلفياتها الجذورُ المذهبية لكل فريق، معتمدةً على أسس الديمقراطية المعاصرة، وهذا أمرٌ يوحدُ كل طائفة وكل شعب وسوف تتوسع مجالات الوحدة.

تصعيد الهياكل الديمقراطية الحديثة أمر صعب وطويل الأمد، ويحتاج كتهيئة إلى ثقافة ديمقراطية تنتشرُ بين النخب والشعوب، وتكوّن الجماعات الديمقراطية المنتمية للثقافة الحرة، أي الثقافة الليبرالية والتحديثية خاصة لقوى الفئات الوسطى وهي تتحول إلى طبقات قائدة للتنمية في كل بلد، جامعة بين جذور التراث ومصالح التحول الديمقراطي.

حين نجد أن أفكارَ المذاهب الفقهية جثمت في الظل وتصدرت مصالح الطبقات، وتحولت تلك لخدمة نموها الاجتماعي، بدلاً أن تكون عقبات ضد تطورها، حينئذ تكون مصالحة كبرى بين الإرث والعصر، بين نموذج التوحيد والحداثة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيرة عمالية
- حين يأكل النقدُ الجيوبَ
- البذخ الشرقي
- علمانية لتطورِ الدين
- ويكيليكس: حرية الإعلام
- إيران بين الحصارِ والتراث
- مقاربةُ الغربِ للشرق
- بطل ويكيليكس
- قيادة الرأسمالية الحكومية
- الدعمُ وأبعادهُ السياسية
- مستقلون عن ماذا؟
- العروبة والعقلانية
- المقاومة الناقصة
- رؤيتان للدين
- الحداثة القومية والديمقراطية
- مجلس النواب الجديد
- رأسماليات كهلات ورأسماليات شبابية
- انفصال السودان
- زيارة نجاد للبنان
- وضع المنطقة العام


المزيد.....




- انقلاب ناقلة نفط ترفع علم جزر القمر قبالة سلطنة عمان
- بعد إطلاق النار.. سفارة أمريكا في سلطنة عُمان تصدر تنبيها أم ...
- -بلومبرغ-: بعض الدول الأوروبية تدرس فتح سفارات لها في أفغانس ...
- -نائب ترامب- يتجاهل مكالمة -نائبة بايدن-
- اكتشاف يحل لغزا محيرا حول -متلازمة حرب الخليج- لدى قدامى الم ...
- العراق بين حزم -خروتشوف- وبندقية -سبع العبوسي-!
- -روستيخ-: صواريخ -إسكندر- الروسية تضرب بـ-دقة القناصة- ولا ت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. أجهزة الأمن تتخوف من عمليات انتقامية
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مواقع لـ-حزب الله- في جنوب لبن ...
- لافروف يصل نيويورك لترؤس اجتماعات وزارية في مجلس الأمن الدول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الخروجُ الأيديولوجي من الطوائف