مفهوم الزمان عند أبن رشد

زينب عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4 - 11:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الفصل الثاني
أن الفلاسفة ألاسلاميون الذين كان موقفهم من الزمان مرتبط بوجود ألله على أساس أن الزمان له مرتبة متأحرة بوجوده عن وجود ألله سبحانه وتعالى حيث أن الله هو العلة ألتامة لهذا العالم وأن لكل علة معلول وهي تتقدمه فالزمان هو معلول لهذه العلة ألتامة فأذن وجود الله سبحانه وتعالى متقدم على الزمان وحيث أن الزمان كان معدوم والسبب كون ألتقدم ألزماني يفضي الى تناقض يضع قبل الزمان زماناً لا نهاية له وقبل وجود ألعالم زماناً كان العالم فيه معدوماً وهذا محال حسب معرفة مفهوم ألعدم عند ألفلاسفة وعلى هذا ألا ساس برهن ألفلاسفة قدم العالم وقدم الزمان معه وعلى هذا البرهان يورد أشكال من قبل أبن رشد :1
أنه كي تكون ألعلة والمعلول معاً أو أذا كان خارج عنهما وأيضاً يكونا غير موجودين معه أيضاً وحيث ألعالم شأنه يكون مع الزمان أو فيه الزمان في حين أن الله سبحانه وتعالى مجرد عن الزمان ولأن الزمان عرض يحل في ألماديات أي أنه لا يعرف ألا في ألماديات ووجوده مع وجود ألماديات ولا نستطيع تالياً أن نتصور علاقة سببيه بين الله والعالن مثل تصورنا كعلاقة سببيه بين موجودين خاضعين للزمان .أن ذات الله سبحانه ليست محل للعرض فهو ليس بمركب أو مجسم لتحل فيه ألاعراض فأن السببيه ألالهيه تقتضي أن يكون السبب خارج عن الزمان والعرضية في السببية ألحسية للماديات أنما تخضع لوجود الزمان .
وهنا يصبح لدينا تقابل بين عالم المجردات من ألزمان وألمكان أي للاماديات وهو عالم ألاخرة فهو ألتقابل هنا بين الذاتية واللازمان من جهة وألعرضية وألزمان من جهة ثانية وفحوى قول أبن رشد ( لما كان كل شيء في زمان ومكان قيل في كل ما وافقه في الزمن والمكان فقط أنه علة بالعرض على أنه علة بالحقيقة بل من قبل موافقتها أياه في الزمن أو في المكان ) 2
وفكرة أبن رشد عن الزمان هي أرسطية ألمفهوم بأن الزمان هو عرض ويقاس كمقدار للحركة وأن قياسه وفق هذا المقدار لأن الزمان هو بينّ بنفسه وفق ألأثار ألتي تتركها على ألموجودات والماديات والبحث عنه ولمعرفته على أساس معرفة ماهيته والتي هي مجهولة وتحير فيها ألفلاسفة ومع أن وجوده بينّ ومعروف فلقد عده من أصناف ألكم ولكل كم أجزاء وأن أجزاءه أما ماضي وإما مستقبل وأن أللحظة ألحاضرة هي ما تسمى بالأنية ولا يمكن أن يتصور ألزمان دون تصور ألحركة والحركة بطبيعتها لها تقدم وتأخر حركي فاللزمان أيضاً تقدم وتأخر لكن ألزمان لا يعتبر حركة فهو لا يعتبر حركة ألاجرام ألسماوية كما ذهب البعض والذي قالوا: لو حبس أشخاص منذ الصغر في مكان تحت ألارض فأنهم لا يشعرون بمرور ألزمان لأنهم لا يشعرون بحركة ألإجرام ألسماوية . لكن أبن رشد قال : أن الزمان موجود معهم ويتأثرون به لأنهم لهم حرية في ألحركة وألزمان يكون عارض في ألحركة وأننا لا يمكن أن نتصور زمان خال بدون حركة ولكن يمكن نتصور حركة بدون زمان ولا يوجود بنفسه كجوهر وأن نسب ألمتغيرات الى ألزمان أو ما يتوهم فيه أنه متغير وأن المتغير أنما يكون متغير بالضرورة جسماً .
يقول : أن ألامور المحسوسة كلها سيالة ومتغيره وأن الحركة هي كذلك وأنها لها أجزاء تتقدم وتتأخر وأن كل جزء متحرك ألا وله فساد ليحل محله ألجزء ألاخر فأن الحركة ألسيالة في ألموجودات المادتية هي حركات سيالة ومتغيرة .(3)
ويعرفه أنه من فعل ألنفس الكلية من جهة هو من توهم ألبشر أي في أذهانهم وحسابهم له وحسب تأثر ألموضوع ألخارجي له أي قد يطول في ساعات ألانتظار أو قد يمر بسرعة في ساعات ألسعادة وأيضاً يقول بوجوده خارج النفس وأن وجوده حسب ألاثار ألملحوظة على ألموجودات كونها متغيرات وسبب التغير هو مرور ألزمان وسيلانه .4 (يتبع)
المصادر :
1- ألا لوسي – حسام – الزمان في الفكر الديني والفلسفي وفلسفة ألعلم – ص 136- 139- ط : 1 – 2005 م – المطبعة : مؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت – الناشر دار الفارسي للنشر والتوزيع عمان – النوزيع – دار في ألاردن دار الفارس للنشر والتوزيع .
2- نفس المصدر .
3- - جهامي ، د.جيترار جهامي ، ص 54 ، مفهوم السببية بين المتكلمين والفلاسفة بين الغزالي وأبن رشد دراسة وتحليل ،ط 1968 ،المطبعة :منشورات دار المشرق بيروت ، التوزيع :المكتبة الشرقية ساحة النجمة بيروت .

#زينب_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات