طلال سعيد يادكار
الحوار المتمدن-العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4 - 04:15
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لاحظنا في الايام الماضية أن تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية قد أخذ اهتماما ومساحة واسعة في وسائل الاعلام كافة , من نقل للخبر وشجب واستنكار وتحليل وعلى مدار الساعة. ولاحظنا أيضا كيف ان الرؤساء والملوك والامراء قد شجبوا واستنكروا الحادث وبعثوا ببرقيات مواساة للشعب المبتلى ولأهالي الضحايا.
حتى أن مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وهو أيضا رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء قد خرج عن صمته المعهود وشجب واستنكر وأدان وصرح بأن تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية " لا يخدم الإسلام وليس له صلة وإنما يستعدي على الإسلام ", وأضاف حضرة المفتي العام " أن ما حدث في جمهورية مصر العربية من هذه الأحداث الخطيرة التي شجبها العالم كله ، والسعودية أول شاجب لهذا الحدث ومستنكر له " !
وهذه الادانة والشجب والاستنكار شيء جميل وشعور انساني مطلوب حتى لو كان معنويا على الأقل وحتى لو كان من باب أضعف الايمان , ليس فيما يخص جريمة كنيسة القديسين فقط بل مايخص كل جريمة وكل إراقة للدم الانساني في كل مكان وفي كل زمان بغض النظر عن الدين والعرق .
في مقابل كل هذا الشجب والاستنكار والادانة لجريمة كنيسة القديسين في الاسكندرية لم نسمع إدانة من مفتي السعودية على جريمة كنيسة سيدة النجاة في بغداد ! وبغض النظر عن الجرائم التي ترتكب يوميا ضد العراقيين مسلمين ومسيحيين منذ سنين. وبقى السيد المفتي على صمته ولم يشجب ولم يستنكر! بالرغم أن وقع الجريمة كان أكبر من حيث عدد الضحايا ومن حيث البشاعة ! لماذا ياترى ؟؟ هل لأن المسيحيين في مصر غير المسيحيين في العراق ؟ ولأن للأقباط قرابة خاصة مع المسلمين ومع نبي الاسلام والذي أوصى بالأقباط خيرا ! لأن لهم ذمة ورحما ! ولأن النبي كان يتسرى بمارية القبطية ( الهدية البشرية المقدمة الى حضرته من المقوقس عظيم القبط ) !
أم لأن الأيادي السعودية ملطخة أصلا بالدماء العراقية ( مسلمة كانت أم مسيحية ) ! ومتورطة بإراقة الدماء في العراق سواء كانت دماء لمسلمين أو لمسيحيين ابتداءا بسماحها لقوات الاحتلال باستعمال أراضيها المقدسة لدخول واحتلال العراق الى تمويلها للارهاب وتمويلها للمجموعات الارهابية والتي تقوم بعمليات القتل المنهجية للعراقيين منذ الاحتلال والى يومنا هذا !
أو ربما لأن المسيحيين في العراق دماءهم عراقية ؟ والدم العراقي رخيص ولا يستحق الادانة ؟؟ هل دماءنا أصبحت رخيصة الى هذا الحد ! كرخص نفطنا الذي يباع بأسعار تفضيلية في الأسواق العربية ! وهل أصبحت دماءنا ماءا ؟ والله حتى الماء أصبح أغلى من دماءنا !!
#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟