أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - الابداع والخلفية الاكاديمية














المزيد.....

الابداع والخلفية الاكاديمية


احمد جبار غرب

الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 22:58
المحور: الادب والفن
    


ان الخبرة الحياتية والممارسة للقدرات الابداعية في عملية الخلق ضمن مجالات الفنون والاداب غير مقترنة بالحرفية الاكاديمية او السعة المنهجية في اي موضوع يمكن تناوله في اطار حياتنا المعاصرة وذلك ان الاحساس بالابداع والشعور المنسجم مع تلك الحالة لم يكن وليد ضروف اعتباطية عابرة انما هو قائم على اساس تداخل ذاتي وموضوعي في النفس البشرية الخلاقة ..فالاكاديمية وان كانت ضرورة اوعامل مهيء للقدرات الابد-اعية الاانها لايمكن ان تكون الضرورة القصوى في امتلاك قدرات الفرد وابداعاته والكثير من رموز الثقافة في عصرنا الراهن قد تخطو حاجز الاكاديمية عبر اعمالهم الانسانية الكبيرة واغلب هؤلاء قد نشئوا في محيط بائس واوضاع اجتماعية قاهرة والمعاناة الداخلية جراء ذلك كانت تشكل لهم حافزا في محاولة فهم الحياة والتواصل معها والتعبير عنها بحلقة ابداعية هي ثمرة مشاعرهم واحاسيسهم ومداركهم الواسعة اتجاهها ..ان الرواية والقصة واللحن الموسيقي والشعر والتاليف المسرحي وسائر الاشكال الجمالية والاجناس الادبية الاخرى غير خاضعة للحرفية الاكاديمية وبمعنى اقرب ان خالق تلك الاشكال ليس مشروطا عليه ان يكون اكاديميا بحتا او اجتاز مرحلة دراسية تقليدية معينة وهذا لايعني اطلاقا انتفاء الحاجة الاكاديمية والاستغناء عنها في التقصي والمعرفة الانسانية وان اساس الحياة قائم على اساس اكاديمي عبرمذاهبها وقوانينها الوضعية والطبيعية وان كانت تحصيل حاصل لجهد العقل البشري وحاجاته المتراكمة .ان العقول النابغة في شتى مراحل التاريخ الانساني قد استوعبت هذه الحقيقة وبرهنت على اصالتها في حقب زمنية متباينة اذا كان التعليم خير رافد تستقي منه العقول غذائها الروحي والانساني للتبصر والابصار ..ان افق الابداع هو حالة شعورية مكتنزة داخل النفس البشرية الموهوبة وفي اعماقها ويمكن ان تتبلور وتنو باطراد اذا ما ادرك الانسان ضرورة اظهارها بعد ان تتهيالها الظروف الموضوعية الملائمة وصبها في قالب متميز بحيث تاخذ مسارها وانطلاقها .وهناك امثلة لحالات ابداعية خلقتها ظروف المحيط والبيئة الاجتماعية القاهرة (وبالتاكيد هذا ليس شرطا للابداع )ولاعلاقة لها باالاكاديمية في استنباط فعلها الابداعي وفي حالات من الحيوية الفكرية النادرة كشارلس ديكنز اذ تعد روايته (دايفيد كوبرفيلد)من اعظم ما كتب والتي صدرت عام 1850م وبلزاك اكثر الروائيين الفرنسيين شهرة كان عمله الموسوم(الكوميدياالانسانية)والتي اجاد فيها تصوير المجتمع الفرنسي خير تصوير وكانت بحق قمة الابداع والعطاء الفكري ولاعجب في ذلك اذا ان بلزاك كان يتقاضى اموالا عن كتاباته الصحفية والروائية وهناك ايضا الشاعروالكاتب الانكليزي الكبير مردث الذي عمل في مطلع حياته بالخياطة والملاحة ثم اشتغل بالصحافة وله عدة مجاميع شعرية وقصصية (في الحقيقة انا لم اذكر امثلة عراقية خشية التقوقع في المحلية ولم اذكر مثلا عربيا حتى لاتعصف بي قوميتي على حساب انسانيتي )ان الكثير من الادباء والفنانين قد نهلو من ثراء المعرفة والعطاء الانساني المتدفق في مجالات الفنون والاداب ابتدئوا كقراء للمعرفة ووفي هذا الصدد يقول الناقد الروائي بيرسي لوبوك في كتابه صناعة الرواية :القاريء البارع هو فنان :..ان الشخصية تنمو كماتنمو الشجرة فكلما سقيناها ورعيناها جنينا ثمارها وهكذا حال الشخصية الابداعية تنمو عبر المطالعات والقرائات المستمرة والمثمرة ايضا فضلا عن التجارب الشخصية في الحياة لصقلها وتشذيبها ..ان كل هذا يدخل ضمن نطاق الممارسة الثقافية والخبرة الشيئية للكاتب وتشكل معينا لا ينضب في خلق شخصيته الابداعية ...



#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نريد من الاعلام ؟واساليب توجهاته


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - الابداع والخلفية الاكاديمية