أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حتى القمامة ... نعجزُ عن رفعها ؟














المزيد.....

حتى القمامة ... نعجزُ عن رفعها ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3227 - 2010 / 12 / 26 - 19:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الطبيعي ان تحتاج الدول مثل العراق ، الى تجارب الدول الاجنبية والشركات ذات الخبرة ، وخصوصاً ان البلد كان يرزح تحت الحصار والعقوبات الدولية منذ 1990 ، وأعني بذلك حاجة العراق الى التطور التكنولوجي في كافة مناحي الحياة ، حيث ان البنى التحتية المُدمرة بحاجة الى إعادة بناء وربما من الصفر . ولكن بعد التغيير وبعد إرتفاع الرواتب والاجور بصورة كبيرة ، وما رافقَ ذلك من فوضى السوق والإنتشار الواسع للبضائع بمختلف أنواعها وتشجيع الاستهلاك ، وترّسخ " ثقافة الإعتماد " على الدولة والحكومة لدى معظم قطاعات المُجتمع ، فان ظاهرة سيئة برزتْ ، وهي الركون الى الكسل والبطالة المُقنعة . ففي الوقت الذي ترتفع الأصوات في كل مكان ، والشكوى من البطالة وعدم توفر فُرص العمل ... نرى ان بعض المُحافظات ، لجأتْ الى الإستعانة بشركاتٍ أجنبية ، من أجل [ رفع القمامة ] من المُدن ! . اليسَ هذا أمراً عجيباً ؟ لو كان رفع القمامة وتنظيف مدينةٍ مثل البصرة ، يحتاج الى تكنولوجيا حديثة ، وآلات دقيقة ، وعقول عبقرية ، وذهنية عالية القدرة ، وعُمالٍ ذوي خبرةٍ طويلة ... لقلنا ان إدارة المُحافظة مُحِقة في ذلك . ولكن الإستنجاد بشركاتٍ تُركية وغيرها ، ودفع أموالٍ طائلة لهم وإستقدام عمالةٍ أجنبية ... فقط من أجل نقل القمامة من امام البيوت والمحلات ، ورميها وتجميعها في مكانٍ آخر ، هو سوء تصرف وبطرنة وإستهتار بالمسؤولية ... فلو كانتْ هذه الشركات ، على سبيل المثال ، إقامتْ مصانع ل ( تدوير ) غالبية هذه القمامة وإعادة تصنيعها ، وتخليص البيئة منها ، حسب الطُرق الحديثة ... لصّفقنا لهذه الخطوة وباركناها ... ولكنها صفاقةٌ من مسؤولي المحافظة ، ان تُبّذِر الاموال على شركاتٍ ، جلبتْ بعض السيارات والحاويات وعمالاً أجانب ، في سبيل تنظيف المحلات والشوارع ، ثم طمر النفايات طمراً غير صحي وغير علمي .
إذن ما هي واجبات البلدية والمجالس البلدية ودوائر المحافظة الاخرى ؟ هل واجبها ينحصر في السفرات الى الخارج وعقد الصفقات مع شركاتٍ اجنبية وفق شروط غامضة وباسعارٍ مرتفعة ؟ ألم يكن بالإمكان خلال السنوات الماضية ، إرسال بعض منتسبي البلدية الى تركيا او غيرها ، لإكتساب الخبرة في مجال تنظيف المدن من القمامة ؟ أليسَ من الضروري ، إمتصاص قسمٍ من البطالة ، عن طريق تشغيل آلاف العاطلين في البصرة ؟ هل من الصعب توفير الملابس المناسبة والعُدة والأدوات الضرورية وتدريب الشباب العاطل على هذا العمل ؟ لماذا لم تستورد الحكومة المحلية في البصرة سيارات وحاويات وبالعدد الكافي للقيام بهذه المهمة ؟ وعلى إفتراض ان تَوّجه الحكم الحالي يسير نحو الخصخصة ... فلماذا لم تشجع حكومة البصرة ، القطاع الخاص المحلي وتكليفه بتنظيف البصرة على شرط إستخدام العمالة المحلية ، تحت إشراف ورقابة البلدية والمحافظة ... وينبغي ان تكون من اولويات الحكومة في هذه المرحلة ، البدء في الاهتمام الجدي بالبيئة ، ومن الخطوات المُلحة ، إنشاء معامل لتدوير القمامة بكافة اقسامها العضوية وغير العضوية ، وإعادة التصنيع ، ونشر الوعي لدى عامة الناس .
طبعاً الأمر لايقتصر على البصرة فقط ، فمعظم مدن العراق ، تُعاني من نفس المشكلة . انها معضلة كبيرة .. إذا كُنا عاجزين عن تنظيف باحات بيوتنا وشوارعنا وأزقتنا ، في الوقت الذي تسمع اينما ذهبت ان " النظافة من الايمان " ... فأما ان إيماننا ضعيف أو اننا ننافق !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مافيات الفساد .. والشرفاء
- أنا وأصدقائي المسيحيين
- أقرباء المسؤولين
- حكومة وزير تربيتها - تميم - لاتُبّشِر بخَير
- جلسة تمرير الحكومة الجديدة .. ملاحظات اولية
- حُكم الاسلام السياسي .. جحيمٌ مُبّكر
- قانون التظاهر .. خطوة الى الوراء
- الرئيس نفسه يقول : كُفوا عن التمجيد !
- ما هي مطاليبنا ؟
- الخروج من السابع .. الى أين ؟
- دجلة بغداد في خطر
- أعطوه ألف ألف درهم
- على هامش مؤتمر ح د ك في أربيل
- إعفاء مُزّوري الشهادات من العقاب
- هل يُغادر - إبليس - العراق ؟
- إتقاء شرور ويكيليكس
- لا تستطيع ان تستبدل اُمك !
- لو كُنتَ شُجاعاً .. تعال الى الميدان
- جواد البولاني .. بالدشداشة والعقال
- المالكي .. والمُعّلِم المسيحي


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حتى القمامة ... نعجزُ عن رفعها ؟