أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - هلوسات














المزيد.....

هلوسات


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3227 - 2010 / 12 / 26 - 18:10
المحور: كتابات ساخرة
    


هنالك من يهلوس في حياته من شدة الجوع والعطش وهنالك من يهلوس في نومه وصحوه بسبب الضغوطات النفسية الناتجة عن الكبت والحرمان, وهنالك أناس كثيرون يهذولون بسبب الثقافة التي شربوها بحيث ما زالوا إلى اليوم يهذولون وهنالك أناس يهذولون بسبب الحُمه وارتفاع في الحرارة فيفقد العقل بسبب الحرارة قدرته في التحكم بمخيلاتنا فنشاهدُ في فترة غياب الرقابة العقلية صورا ومقاطع فيديو كأنها مستوحاة من أفلام الرعب والأكشن في هولييود وأنا وأمي وزوجتي وكل الجيران حرارتنا مرتفعة جدا بسبب انتشار أمراض الأنفلونزا العادية فهذا هو موسمها مع بداية الصقيع وهطول الأمطار ونحن نشاهد أثناء صحونا ونومنا كثيرا من الكوابيس حين تنخفض نسبة التروية والأُكسجين في الدم ومن بعد ذلك نروي الكوابيس التي نشاهدها لبعضنا حين تصبح درجة حرارتنا طبيعية والتروية طبيعية فنصحوا جميعنا من الكوابيس حتى أنني قلت لجاري (إسماعيل) هذا الصباح بعد أن ألقيت عليه التحية بصوتٍ خشنٍ جدا جراء التهاب القصبات الهوائية:صدقني أنني رأيت رجلا جاء على بُراق أبيض وله 600 جناح وما بين كل جناحٍ وجناح من المسافة ما بين العراق والجزائر أو ما بين الحجاز وبُصرى الشام وحملني إلى سيناء ومررتُ بجبل جلعاد ووادي موسى وألقيت التحية على ابن خالتي يوشع بن نون وسلمت على أقربائي ورأيتُ العجل الذي له خوار ورأيت أكثر أهل النار من النساء والرجال المتواجدون دوما على (الفيس بوك) وحين حملني معه كانت بيدي سيجارة (كنت) أسحبُ منها الدخان ومن ثم أنثره في الهواء وقد عدت والسيجارة ما زالت بيدي مشتعلة, وقال إسماعيل- مهلوسا رداً على هلوستي ليثبت أنه أكثر مني تخريفاً-: صدق لولا أنني أعرف بأن الحرارة تفعل ذلك لقلت بأنك دجال أو أنت الأعور الدجال ولكن أنا أعرف بأن كل من ترتفع حرارته يشاهد مثل تلك المشاهد وأنا يا (أبو علي) وأنا صاحي وأمي جالسة بجانبي ليلةَ الأمس خلتها رفعت يدها لتضربني فقلت مدافعاً عن نفسي (تباً لك من أُم ...عليّ وعلى أعدائي يا رب) وأردت ضرب أمي بيدي من شدة الهلوسة وفجأة صحوت ويد أمي فوق رأسي وبيدها فوطة من القماش مبللة بالماء تضعها فوق جبيني,فتبسمت وقلت له : كل أهل حارتنا في هذه الأيام يهذولون من شدة الحرارة والمشكلة أن هذا المرض مُعدي جدا ثقافيا وفايروسيا والمشكلة الأكثر تعقيدا هو أن غالبية الناس لا يعرفون بأن حرارتهم مرتفعة وبأنهم يهلوسون ويهذولون فيتعاملون مع القصص والخرافات على أن أصحابها كانوا أصحاء عقليا ولا يدرون بأنهم كانوا يحلمون ويهذولون ويهلوسون تماما مثلي أنا وأمي وزوجتي وأهل حارتنا هذا الأسبوع حيث بدأ موسم (الرشح-واللفحات الهوائية) فحين اشتدت بنا الحرارة والأنفلونزا هذا الأسبوع أظهر كل شخصٍ فينا قدرته على التخبط والتهلوس.

وحين أصاب أنا بمرض الرشح أو الأنفلونزا العادية ال (a)فإن كافة أفراد أسرتي تصيبهم العدوى وكذلك إذا أُصيبت زوجتي بالرشح فإنني فورا أتأثر وتصيبني العدوى ليس بسبب نقل الدم بل لأننا شعب لا يبالي بالعدوى فنحن نشرب من كاسة(كأس) ماء واحدة رغم أن في مطبخنا 100كاسة ماء(كأس) وأحيانا نشرب من أربع أو خمس كاسات ولكننا لا نحدد مثلا لمن هذه ولمن تلك فكله عند العرب صابون, واليوم أنا وأمي وزوجتي وأولادي مصابون بالرشح وحرارتنا مرتفعة جدا لدرجة أنني وأنا جالس أشعر بأنني أقف في الشارع وأنظر في زوجتي وأقول : شو من وين هذي الحُرمه, واليوم طوال الليل وحرارتنا مرتفعة جدا وأحيانا تبرد للدرجة الطبيعية فنشاهد جميعنا كل شيء طبيعي بعد أن نسرد قصصا من المشاهد التي نشاهدها وها أنا أجلس بجانب زوجتي وأمي بجانبي وتقول: شُفت لميس قامت من جنبي قبل قليل وما عرفتش وين راحت, فقلت لأمي وأنا مبتسم: هذي لميس ما زالت نائمة والساعة التاسعة صباحا, فردت وأمي وهي في حيرة من أمرها : والله شُفتها وناديت عليها وما سمعتنيش, وقالت زوجتي: طوال الليل وأنا أرى أناس غرباء , فقلت له:أحسن والله صرنا (عائلة خمس نجوم) أي كل الأردن غرباء الوطنيين ماتوا من زمان الآن الغرباء في بلادنا يملئون المكانوكثيرا ما أشعرُ بأنني أمقيم في الأردن وبدون كفيل, فنظرت وقالت وهي في حيرةٍ من أمرها بعد أن أسدلت رأسها للأسفل مغمضةً عينيها وكأنها حكيم صيني عمره 70 سبعون سنة: يا رجل خليك جدي أنا أقول من شدة الحرارة , ومن ثم اتكأتُ على وسادتين وقلتُ ردا على الحكيم الصيني: إحنا أصلا شعب مش طبيعي وعن جد حرارتنا مرتفعة نهذول ونهذي بالثقافة وبالسياسة وبالموسيقا وبالعقيدة نحن نهذي حول أسعار الخُضرة وأسعار المحروقات ونهذي حول حقوق الإنسان وحول الحريات العامة, وكافة الوطن العربي حرارته مرتفعة بسبب كبت الحريات ومطاردة وملاحقة المتنورين بشتى وسائل الملاحقات وأنا حين أقول بأن المخابرات تلاحقني فهل أنا مفصوم عقلياً أو وجدانياً؟ أم أنني فقط لا غير أهذي وأهذرب وحرارتي مرتفعة بسبب ضغوطات الحياة؟ على الرغم من كل شيء فأنا أعيش هذا الواقع وشاهدتُ كوابيس في أحلامي وصحياني فأنا اليوم وأنا جالس وأرتعد من شدة البرد والحرارة رأيت رجلا وبيده مطرقة تزن 10كيلو غرام يضربني فيها على رأسي في كل دقيقة من ثلاث إلى أربع ضرباتٍ متتاليات وصدقوني رغم أنه كابوس غير أنني كلما أتذكر المشهد أشعر بألم فضيع في فروة رأسي وفي الجمجمة وبالتحديد في نفس المكان الذي كان يضربني به الرجل صاحب المطرقة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصوات مزعجة
- كل عام والعالم بخير
- من يمثل الفكر الإسلامي!
- الانسان مثل الساعة
- روح الفنان
- مفاهيم مقلوبه
- سقوط أمي
- اقرأ تفرح جرّب تحزن
- مواطن أمريكي
- انحلال الشعور(1)
- الفصام السخيف
- وجوه جديدة وأصناف جديدة
- التجار يحكمون المدينة
- أزياء الحراميه
- أسعار تشجيعية
- المرأة العربية لاجئة سياسية
- يسافرون للعلاج!
- الطلاق بالثلاث
- في الجلجثة
- عرق الجبين


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - هلوسات