جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 13:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قائمة او لائحة او الوان الطعام menu المقدمة في المطاعم على الاقل الغربية منها ثلاثية الابعاد لربما تستند على على مبدأ الوجبات اليومية الثلاث من الفطور و الغداء و العشاء تختلف في خفتها و ثقلها و ترتيبها لتبدأ بالصغيرة لتنتقل الى الكبيرة و اخيرا لتنتهي بالصغيرة مرة اخرى.
الوجبة الصغيرة الاولى تسمى بالمقدمات starters او كما تطلق عليها الفرنسية Hors d œuvre و معروفة عالميا كمشهيات apetizers لاثارة الشهية . الكلمة الفرنسية المشهورة Hors d œuvre لا تعني الا وجبة (خارج hors) اطار (العمل œuvre) اي هي لا تعود الى العملية الاعتيادية و لا مكان لها في قائمة الاكلات الشرقية لانها من ضمن الوجبة الرئيسية. تتكون هذه الوجبة الخفيفة عادة من بعض المشروبات الكحولية اضافة الى كوكتيل من السلطات او الحساء او خبز مع زبدة الخ.
تتوسط القائمة الوجبة الرئيسية الثقيلة main course التي تتكون عادة من اللحوم و تنتهي بالوجبة الاخيرة (الخفيفة) التي تتكون اما من الفواكه او الحلويات و احيانا في المطاعم الغربية من طبق لانواع مختلفة من الجبن لان الجبن تغلق المعدة في النهاية.
احيانا تقدم الانجليزية نوعين من القوائم:
قوائم ثابتة رخيصة نسبيا ليس فيها اختيار set menu
قائمة غالية نسبيا تترك لك حرية الاختيار a´ la carte
هذه الفكرة الفرنسية اللاتينية قديمة منذ تقدم تمدن الانسان تستند على مبدأ التنظيم و الترتيب و الاختيار و الاقتصاد تخترق معظم نواحي الحياة فمثلا الكتب تبدأ بالمقدمات و المحتويات لتتحول الى النص الرئيسي و تنتهي بكلمات اخيرة و فهرست (استعارة من الفارسية pat-rast اوpehrest ).
حياتنا في حاجة الى تنظيم و حق الاختيار لتنوع واجباتنا و اذواقنا و عددنا و لكننا احيانا لا نستطيع الاختيار اما لاننا لا نملك الامكانية او الحظ او القناعة و احيانا نحتار ماذا نختار دون ان نندم. اختيار شريك/ شريكة الحياة اصعب من قائمة الطعام لقلة و صعوبة فرص الاختيار من جديد و لان اختيار انسان يختلف عن اختيار سلعة.
المشكلة هي ان اذواقنا ديناميكية تتغيير و عالم اليوم يضعنا امام اختيارات و قرارات صعبة لا نقدر على اتخاذها.
نعم العين بصيرة و لكن اليد قصيرة و تقول الالمانية العين تأكل مع الفم اي ان حاسة النظر تضاهي حاسة الشم اقلها عند الاختيار الاول.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟