|
تعالوا نتعلم التنوير
وليد مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 12:20
المحور:
كتابات ساخرة
لا يغرنك المصطلح ، لا علاقة لحديث اليوم بفولتير لا من قريبٍ ولا من بعيد .. تنويرنا الجديد شيء آخر وحديثٌ جلل ، لا شيء في الإنترنت يستحقُ ان نتحدث عنه سوى التنوير على الشاكلة التي سنتعلمها اليوم .. فهي حكايةٌ من نوعٍ آخــر , تتعلق بصرعات العصر العابرة سريعة التغير والتلون ، شبيهةٌ باغانِ هيفــا إلى حدٍ بعيد وقريبةٌ بعض الشيء من صناعة الهامبرجر والفاست فود بصورة عامة ! ممارسةٌ هو ، واضحة ليس فيها تلفيق وتطبيلٌ وتصفيق ، معاذ الله .. تنويرنا اليوم ربطاتُ عنقٍ وكارزما مظهرية تدبجها اصطلاحات ليس من الصعب ابداً النطقُ بها ، لكن الاهم من ذلك ، التنوير المعاصـر مهنة مربحة لكلِ عاطلٍ عن العمل ، فيا معشــر العاطلين هلموا وهبوا لتعلمِ هذه الصنعة .. لكن ، قبل ذلك أود اطلاعكم على لمحةٍ اختبارٍ عابرة وسريعة ومكثفة على مسار تطور فن التلفيق التنويري العربي المعاصــر ، ستتعلمون من خلالها أهم مبادئ العمل التنويري الجاد الذي يؤهلكم لدخول عالم مضاربات الفكر ، بزنـس الليبرالية الجديد !
********
السؤال الاول : ما هي حقيقة الإسلام الاصولي ومن الذي صنعه ؟ طبعاً الموضوع بحاجةٍ إلى تلفيق ، شعار التنوير العربي الحديث الاول يقول : إذا لم تستحِ فكن تنويرياً " عصريا " ، وهو باختصار التنوير الذي يرفع شعار العلمانية في نفس الوقت الذي يستبطن " التبشيـر " بالمسيحية ..!! فيكون الجواب المعصرن التبشيري هــو : محمد هو الشرير الذي استنزل القرآن , حاول تقليد نبيهِ المسيح الذي كان على ملته فادعى زوراً وكذباً إنه نبيٌ مرسلٌ من السماء ..! اخي العاطل ، اختي العاطلة .. من اهم شروط التنوير المعاصر تبني الاصولية المسيحية ، لا ينفع ان تكون مسيحياً فقط ، لابد ان تؤمن بعودة المسيح وارض الميعاد ، محمد هو النبي الكذاب والمسيح هو " رب " العالمين العظيم! أما لو أجبت بالحقيقة : ما دامت الفأسُ لا تفتخر على قاطع ، وزر ما يجري اميركــا هي التي تتحمله , الإسلام الراديكالي الثوري ، وكما روجت له سوق الافكار في الماضي هو دين الجهاد الذي لا يقبل المحتلين السوفييت في افغانستان .. فقط ، إسلام البزنس والورقة الخضراء ، لم يكن يختلف عن بلاك ووتر في شيء سوى أن " الاخوة المجاهدين " كانوا يرتدون العمائم وبلاك ووتر يلبسون النظارات الشمسية والبنطلونات ! يا اخي ويا اختي هذا الكلام .. عيب عيب عيب في عالم التنوير التبشيري ، فهو يدل على إن قائله يستحي قليلاً من نفســه .. لا ينفع ان تكون تنويرياً عصرياً وتحتفظ في نفس الوقت بقليل من الخجل من نفسك .. لا تسألوني ارجوكم (( ألم يكونوا يقبضون الورقة الخضراء لقاء جهادهم من أم المؤمنين امريكــا , هل جندت هؤلاء عائشة أم خديجة ليقاتلوا السوفييت وليؤسسوا إمارة الهيرووين الطالبانية ؟ )) هذا الكلامُ فرية ، عيب والله عيب هذا التطاول على اُم التنويرين اميركـــا ! اما لو قلتم : (( لو كانت فرية محمد " القرآن " كما تصوروها لنا ، معشر الحالمين في المستنقع ، هي التي جندت المجاهدين ، فلماذا لم تحرر بها فلسطين وهي الاولى ما دامت اولى القبلتين وثالث الحرمين ؟ انتم ، معشــر تنويريي بطاقات الدفع المسبق ، اكثر من يدرك أن الــ CIA أكثر تحكماً في عالم اليوم بالإسلام من محمد ، إلا أن مثل هذا الاعتراف يجر عليكم من المشاكل ما لا طائل دونه ، اين تولوا بعدها واي حيزٍ تفرغون به قيئكم بعدئذ ؟ )) اخــي واختي : مثل هذا الكلام لا يعني طردكم من جنة التنظير التنويري العربي العصري فحسب ، بل ربما تصفيتكم جسدياً وعلى نفسها جنت مراكـش ! ليست لكم صنعة فكــرٍ عدا ، صرعة العصــر ، التنويــر .. احترموا مصادر خبزكم واحمدوا الله على نعمته عليكم أن وفر لكمُ اُمـــا رؤوماً مثل اميركا راعية و " مرضعة " للتنويريين !
***************
كيف تصبحُ تنويرياً ؟ كنا نقرأ أمثال هذه العناوين في كتب القرن الماضي كيف تصبح مليونيراً ، وحتى كانت هناك مقالات تهكمية تزيد عليها " باربعٍ وعشرين ساعة " ، أما في عصر الفضاء الافتراضي هذا فلا يتطلب منك الامر سوى ساعة او ساعتين لتكون تنويرياً .. ما عليك سوى تجميعَ مقالٍ يتحدث عن "اُم قرفــة " وكيف اعدمت بواسطة البعران شطراً إلى نصفين ، أو الحديث عن " لوليتـا " الدولة الإسلامية الاولى .. عائشة ! صدقني اخي القارئ .. بسهولة ستكون تنويرياً ، وستحصل على شهادة ممارسة " سلطانيــة " لهذه المهنــة التي تؤهلك بقليلٍ من الصوت العالِ ودرامـا الغضب والإنفعال أن تظهــر في برنامج الإتجاه المعاكس ، حتى لو لم تحظر استديو البرنامج في الجزيرة ، كأن تكون في تركيا مثلاً لتنادي بالفم المليان , بأعلى أعلى صوتك : أنــا تنـــــويــــري ...ري ري ري ري .....! لكن تبقى لي نصيحة إليك ، والدينُ النصيحة : إذا لم تكن تخجلُ من نفسك ... إذا لم تكن تتحلى باقل قيم الدماثةِ وحسن الخلق , إذا كنت ترضى بجلدِ اُمك ألف جلدةٍ على رؤوس الاشهاد ، إذا كنت لا تستحي من فعلِ اي شيء : فكن تنويرياً على هذه الشاكلة القبيحة التي لا تمتهنُ إلا نبش قبور الاموات في التأريخ ..!
************
#وليد_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الماركسية وأسطورة عدوانية الإسلام
-
تنويريون تحت الطلب
-
الاصولية الغربية المتسترة بالتنوير , كوابيسٌ وأوهام
-
الديالكتيك و- التنوير - الانتهازي
-
الاتجار بالعلمانية : تعليقات وردود
-
الاتجار بالعلمانية : كامل النجار انموذجاً
-
هوليود .. وعالم ما بعد الموت
-
الصين و حضارة - التسويق - الجديدة
-
الكِتابة والمسؤولية : مراجعات في ثقافة الإنترنت ( 1 )
-
العِلموية والإسلام (5)
-
العِلموية والإسلام (4)
-
العِلموية والإسلام (3)
-
العِلموية والإسلام (2)
-
العِلموية والإسلام (1)
-
العراق : هرم الحضارات والتأريخ في الذكرى التسعين لثورة العشر
...
-
لكتاب - اليسار - في الحوار المتمدن مع التقدير
-
تكنولوجيا التخاطر Telepathy technology
-
السحر السياسي الأسود
-
حادثة اسطول الحرية و الدور التركي - الأطلسي - في المنطقة
-
رجل ٌ .. وإيمانٌ عظيم
المزيد.....
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|