|
حكومة وزير تربيتها - تميم - لاتُبّشِر بخَير
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 19:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تَمَخضتْ العملية السياسية ، فوّلدتْ حكومةً متأخرةَ الولادة .. تُعاني الكثير من التَرّهل ، وتحمل بين طياتها العديد من الفيروسات والميكروبات . وبدلاً من ان تُؤسس لبناء دولةٍ حديثة ، وعوضاً من ان تضع اللبنة الأولى لنظام مؤسساتي ... فأنها كَرستْ عُرفاً بالغ السوء وإستمرتْ في إنتهاج سلوكيات خاطئة بل زادتْ في حدتها . وأثبتتْ كافة الكتل السياسية بدون إستثناء ، إن شعاراتها التي رفعتها قبل الانتخابات وخلالها وحتى في الاشهر الاولى بعدالانتخابات .. كانت خادعة وكاذبة . وانها تخّلتْ عنها بمختلف الذرائع والحجج . ان التهافت على المناصب من جميع قادة الكتل السياسية ، أظهرَ بوضوح مدى حرص هذهِ الطبقة ، على السلطة والامتيازات الشخصية والحزبية .. ومدى بُعدِهم الفعلي عن مصالح الشعب ومصالح الوطن . وكذلك إلحاح القوائم الكبيرة ، على التمديد لقادتها وزعماءها ، يُشير الى عدم رغبتهم الحقيقية للتغيير وتداول السلطة وإفساح المجال للأفضل والأكفأ . - فبدلاً من ترشيق وتقليص الوزارات ، زيدَ عددها ليصبح "42" ، عدا نائبَين لرئيس الوزراء ، وهنالك إحتمالٌ ان يكون لرئيس الجمهورية ايضاً ثلاث نواب او أكثر !. - ان إصرار التحالف الكردستاني على ترشيح الطالباني لرئاسة الجمهورية لدورةٍ ثانية ، كان مُخالفاً للمَنطق ، وكذلك روز نوري شاويس وعارف طيفور وهشيار الزيباري .. فأربعة سنين كافية جداً إذا كانتْ النية هي التجديد وإعطاء الفرصة للشباب الواعد القادر على الخدمة الأفضل . وكذلك فعل الإئتلاف الوطني ، بالتمديد للمالكي وخضير الخزاعي وحسين الشهرستاني وغيرهم . - ذهبتْ كُل مُطالبات المثقفين والأدباء والفنانين ومنظمات المجتمع المدني ، بإخراج وزارة الثقافة من معادلة المُحاصصة ، وفسح المجال للمثقفين بإختيار شخصية مُستقلة من بينهم ، أدراج الرياح .. بل إرتأى المالكي توزير وزير الدفاع الأسبق " سعدون الدليمي " وزيراً للثقافة !.وهذا التصرف وهذا الإهمال لرغبات المثقفين والادباء ، هو إمتدادٌ طبيعي لنهج حكومات مابعد 2003 بأحزابها الاسلامية السياسية وغيرها ، التي تعتبر وزارة الثقافة ، " تافهة " وغير مُهمة وهامشية !. - إفتضح زيف إدعاءات جميع الكتل السياسية ، التي كانت تّدعي بإحترامها وتبنيها لحقوق المرأة ، وظهرَ جلياً تهميشها وتجاهلها في التشكيلة الوزارية ، وحتى محاولات الترقيع وترشيح مجموعة من النساء لإشغال المناصب الشاغرة المؤجلة .. ستكون خطوة مُبتَسرة ومتأخرة !. - للأسف الشديد ، فان وزير التربية في حكومة المالكي الاولى " خضير الخزاعي " والمنتمي الى حزب الدعوة تنظيم العراق ، جعل الوزارة خلال السنوات الاربعة الماضية ، مثالاً للتخلف والرجعية ، ونشر الفكر المتزمت ... بدلاً من بناء المدارس وتحسينها وتطوير المناهج الدراسية والإهتمام بالمعلم ورفع مستواه المعيشي ، وتفعيل المختبرات والوسائل التعليمية ، والإرتقاء بالفنون والرياضة ، وتنمية المواهب ، ووضع خطط علمية شاملة لرفع مستوى التربية والتعليم . ومما سيزيد الطين بّلةً ، ان الوزير الجديد في هذه الدورة ، عضو القائمة العراقية " محمد تميم " ، أسوأ من سابقهِ ، وهو طيلة السنوات الاربعة الماضية ، حيث كان عضواً في مجلس النواب ممثلاً عن كركوك ، لم يُفّوِتْ فرصة واحدة ، لإحداث المشاكل والشقاق بين مكونات الشعب العراقي ، بل ساهمَ مباشرةً في تأزيم الأوضاع في كثيرٍ من المناسبات . وهو معروفٌ بميولهِ البعثية الشوفينية وطائفيتهِ المقيتة ... وليسَ له علاقة بالتعليم ولا يمتلك اي خبرة في التربية ... فيا لبؤس هذا الجيل من التلاميذ والطلبة ، الذي سيخرج من تحت إدارة هذا العبقري !. ان كل دول العالم بشرقه وغربه ، تعتبر التربية والتعليم ، من أولى أولوياتها ، وأخطر المهام الملقاة على عاتقها، وتصرف عليها ميزانيات ضخمة ... لإدراكها بأن مستقبل الاجيال القادمة متوقفٌ على إنجازات هذهِ الوزارة الفائقة الأهمية ... ونحنُ هنا في العراق " الجديد " و " الديمقراطي " ، نسمح ان يكون روزخون متعصب مثل خضير الخزاعي وزيراً للتربية لأربع سنوات ، ثم يعقبه اليوم بعثي شوفيني طائفي متهور مثل محمد تميم . أسفي على التربية والتعليم في عهد تميم !
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جلسة تمرير الحكومة الجديدة .. ملاحظات اولية
-
حُكم الاسلام السياسي .. جحيمٌ مُبّكر
-
قانون التظاهر .. خطوة الى الوراء
-
الرئيس نفسه يقول : كُفوا عن التمجيد !
-
ما هي مطاليبنا ؟
-
الخروج من السابع .. الى أين ؟
-
دجلة بغداد في خطر
-
أعطوه ألف ألف درهم
-
على هامش مؤتمر ح د ك في أربيل
-
إعفاء مُزّوري الشهادات من العقاب
-
هل يُغادر - إبليس - العراق ؟
-
إتقاء شرور ويكيليكس
-
لا تستطيع ان تستبدل اُمك !
-
لو كُنتَ شُجاعاً .. تعال الى الميدان
-
جواد البولاني .. بالدشداشة والعقال
-
المالكي .. والمُعّلِم المسيحي
-
الكُل راضون ولهم حصتهم .. ماعدا الشعب !
-
خسَرْنا أمام الكويت .. بصورةٍ مُتَعمدة !
-
أياد علاوي ... شرطي مرور وحّلاق !
-
عادات سيئة .. -3- عدم الإلتزام بالطابور
المزيد.....
-
-فجأة سمعنا طلقات نارية-.. ترامب يروي ما حدث بالتفصيل لحظة م
...
-
رئيس وزراء العراق يكشف عن موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الد
...
-
السعودية.. وزارة الداخلية تعدم مواطنا قصاصا وتوضح كيف قتل زو
...
-
مراسلتنا: مكتب الجمعية الوطنية الفرنسية يجيز مناقشة عريضة عز
...
-
-الشاباك- يعلن إحباط محاولة اغتيال خطط -حزب الله- لتنفيذها
-
الحرب الروسية الأوكرانية: مليون قتيل وجريح في حصيلة مروعة
-
إعادة سكان الشمال هدف إسرائيلي جديد لحرب غزة
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1960 عسكريا أوكرانيا خلال 24
...
-
ميلوني: سعداء بتعيين مرشحنا نائبا لرئيسة المفوضية الأوروبية
...
-
القوات المصرية تنقذ 3 سياح في البحر الأحمر
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|