أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - حركة أمل وحزب الله ... هدوء ما قبل العاصفة














المزيد.....

حركة أمل وحزب الله ... هدوء ما قبل العاصفة


قاسم محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على هامش التوأمة الوظيفية
حركة أمل وحزب الله ... هدوء ما قبل العاصفة

حزب الله تجاوز في حجمه وسلوكه قدرة سوريا على إضعافه وضبط حركته عسكرياً وسياسياً خاصة بعد خروجها العسكري من لبنان أبان إغتيال الرئيس رفيق الحريري, هذا التجاوز أعاد إلى الواجهة ورقة ضغط سورية طالما إعتمدت عليها دمشق في حوارها وإختلافها مع حزب الله ومن خلفه إيران, فحركة أمل (هذه الورقة الحساسة جداً بالنسبة إلى حزب الله نظراً للتداخل الديغرافي والتشابك العائلي والمناطقي) إتخذت منحى تنظيمي وعسكري مختلف في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت, وأيضاً شكل الرئيس نبيه بري في الأونة الأخيرة تمايزاً سياسياً كبيراً عن توجيهات حزب الله, فقد شكل حضوره منفرداً إلى طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبداً مفارقة نوعية حاول البعض تمويهها والتقليل من شأنها عبر إعتبار حضوره كرئيساً لمجلس النواب, بينما تغيّب في الجهة المقابلة عن المشاركة في الحملة الأخيرة التي أطلقها حزب الله بقيادة النائب محمد رعد لضرب المحكمة الدولية قانونياً, وأيضاً زيارته الناجحة إلى باريس ولقاء الرئيس ساركوزي ضمن المسعى السوري السعودي المدعوم فرنسياً والذي يُعتبر أفضل الحلول الممكنة بالنسبة للجميع ما عدا إيران التي لن ترضى بأي تسوية شكلية تعمل على تجميل القرار الظني أو تأجيله بل تهدف إلى تفريغ وضرب المحكمة برمتها وإلا فإن لبنان قد يدخل مرحلة جديدة تجعله على شفا حفرة من النار.
مشكلة سوريا تكمن بأن حزب الله ومن خلفه إيران يشكلان عائقاً فعيلاً أمام وصول التسوية القائمة بين دمشق والرياض إلى نهايتها السعيدة عبر رفضهما المطلق للقرار الظني قبيل صدوره وإيقاف عمل المحكمة الدولية نهائياً وهو أمرٌ بات شبه مستحيل لن تقدر عليه سوريا ولن يرضى به العالم, وبالتالي فإن سوريا تسعى عبر تحركها المتقن والمدروس مع الرئيس نبيه بري إلى إضعاف حزب الله سياسياً تمهيداً لإخضاع التحالف بينها وبين إيران لتعديلات توازنية عبر المعادلة اللبنانية تتماشى مع إنفتاحها على الغرب, وقد نجحت سوريا فعلاً في إظهار قوتها ميدانياً عبرالمسيرة العاشورائية الضخمة لحركة أمل في ضاحية بيروت الجنوبية ما شكل برأي الكثيرين عرضاً للعضلات المتنامية في حضن حزب الله ما يُعيد إلى الأذهان المواجهات العسكرية بين الطرفين في الجنوب والضاحية عام 1988 والتي إعتبرها البعض حرباً سورية إيرانية بأدوات لبنانية, وإعتبرها البعض الأخر حواراً "عسكرياً " لتحسين الخيارات السياسية المتاحة.
الدور الكبير الذي لعبته إيران في العراق فرض على سوريا العودة إلى الحضن العربي للتنسيق الدائم في المشاكل المطروحة على الساحة العربية والإقليمية وفي هذا السياق تأتي المساعي السورية السعودية (المباركة عربياً) تجاه لبنان بعيداً عن التصلب والتطرف خوفاً من تعميم السيناريو الإيراني في العراق على الساحة اللبنانية, ولهذا فإن سوريا تعمل على إيجاد حل سريع وفعال تضمن على أساسه حصتها سياسياً وتمنع بموجبه إمكانية تقاسمها مع إيران لإستعمالها كورقة ضغط في الحوار القائم بين طهران والدول الكبرى فمواقف حزب الله التصعيدية تجاه المحكمة الدولية ترتبط إلى حد كبير بالمفاوضات القائمة بين إيران والدول الكبرى حول الملف النووي, وسوريا تعلم علم اليقين أن حزب الله في نهاية المطاف وحينما يصبح الجو ملائماً سيقوم بتسليم العناصر المتهمين وسيتعامل مع المحكمة الدولية مقابل (ربما) رفع بعض الضغوط أو العقوبات الدولية عن إيران وبرنامجها النووي
التواصل السوري مع الغرب وإنفتاحها على فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية فرض عليها تغير سلوكها السياسي ولغتها الدبلوماسية تجاه الأوضاع في المنطقة لا سيما إيران ولبنان وهو ما يحدث فعلاً فقد إعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن على المحكمة تقديم أدلة قوية وراسخة تثبت التورط في الجريمة, الأمر الذي يرفضه حزب الله وإيران رفضاً قاطعاً على إعتبار أن المحكمة إسرائلية تستهدف المقاومة وتعمل على خلق الدليل الذي يثبت تورط "المجاهدين" في عملية من هذا النوع, وهو ما عبّر عنه (بصورة لافتة) المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران بإعتبار أي قرار صادر عن هذه المحكمة يُعتبر لاغياً قبل النظر في محتواه !! ما شكل رداً مباشراً وقاسياً على الرسالة المهمة التي حملها أمير قطر للمرشد الأعلى من الرئيس السوري ما أحدث نقلة نوعية وحساسة للمواجهة بين سوريا وإيران من جهة وبين إيران والعالم من جهة أخرى لتُفتح الساحة اللبنانية مجدداً على مزيد من المفاجئات والتطورات في الأتي من الأيام.



#قاسم_محمد_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصهيونية والتطّرف ... وجهان لعملة واحدة
- على هامش التوأمة الوظيفية ... إيران وإسرائيل ... أكثر من مصا ...
- ما بين طهران وتل أبيب ... رشاقة النفاق السياسي
- محمد صالح ...الأحلام والحقائق ... يا سيدي أي الرجال أنت


المزيد.....




- أي أخلاق للذكاء الاصطناعي؟ حوار مع العالم السوري إياد رهوان ...
- ملايين السويديين يتابعون برنامجًا تلفزيونيًا عن الهجرة السنو ...
- متطوعون في روسيا يساعدون الضفادع على عبور الطريق للوصول إلى ...
- واشنطن: صفقة المعادن مع كييف غير مرتبطة بجهود وقف القتال في ...
- wsj: محادثات روما قد تضع إطارا عاما وجدولا زمنيا لاتفاق أمري ...
- قتلى وجرحى.. مأساة في حلبة مصارعة الديوك! (فيديو)
- سيئول: 38 منشقا كوريا شماليا وصلوا إلى كوريا الجنوبية
- خبير أمريكي: الاتحاد الأوروبي سينهار وسيأخذ معه الناتو
- -أيدت فلسطين-.. قاض أمريكي يحدد جلسة للنظر بقضية طالبة تركية ...
- تونس: أحكام بالسجن بين 13 و66 عاما على زعماء من المعارضة في ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - حركة أمل وحزب الله ... هدوء ما قبل العاصفة