ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 3222 - 2010 / 12 / 21 - 23:42
المحور:
الادب والفن
ماجد الحيدر النهار الأخير وقصيدة الغروب
النهــار الأخـير
نهـارٌ أخـيرٌ ..
وتُسـدلُ هـذي السـتارةْ
وقبـل الرحـيلِ
سيسـخرُ منّـي الزمـانُ
ويلطـمني فـي عيـوني
ويجـدعُ أنفـي
لأنـي سـأرحلُ صـِفرَ اليـدينِ
لأنـي سـأرحلُ .. لاسـعفـةٌ أو إشـارة
إلى الأرض يا صـاحِبَـيَّ نعـود
إلى الطـينِ والمـاءِ والغَبَـشِ السـرمدي
فهـل سـنفكـرُ في أغنيـاتٍ جـديدة
أم سـوفَ نقعـي .. وننعـى الـزمان
…
أيـا صـاحبي .. حـانَ وقـتُ الـرحيلِ
فخـذ نفسـاً من دخـانكَ
خـذ نفسـاً ..
مـن هـوائكَ هـذا المـدججِّ بالعهــرِ وامـضِ ..
فقـد لـوَّحتْ فـي البـروقِ البشـارةْ !
قصـيدة الغـروب
نهـارٌ طـويلٌ يمـرُّ وأنتِ بعيـدة
مثل الطـفولةِ والذكـرياتِ القديمـةِ .. أنتِ بعيـدة
وانتِ قريـبةْ .. قريـبةْ
كَـهَمـّي ، كـأُغنيـتي الشاجِـنِة .
…
حلـمتُ بكِ اللـيلةَ البـارحة :
وحيـدَينِ كـنّا ..
وكـانَ المسـاءُ يلَـملِـمُ أنجـمَهُ الشـاردات
دعـوتُكِ للـرقصِ / أعـرفُ أنـي نسـيتُ خطـايَ
ولكـنني آنـذاكْ
أردتُ ذراعـيَّ أن تحتَـويكِ
أردتـُكِ قـربي
تنـامينَ في رئتـي .. لصـقَ قـلبي
لـم تسـتَجيـبي ..
شـاحبةً كـنتِ فـي الحُـلمِ
لـم تـرفضـي ، ولـم تسـتجيبي .
قُـلتِ :
صـديقُكَ قـد أخـرجوهُ من القـبوِ.. ثم ضـحكتِ !
وكـانَ لضحكـتكِ الغـامضة
صـدىً مـوجِعاً .. كالأنـينْ
هـل كـنتِ تبكـينَ .. أم تضحكـينْ ؟
تمـزَّقتُ / أيقظـني صـوتُ غـولُ السـماءِ
فقـلتُ لنفسـي : الشـتاءُ ابتـدا !
وأنصـتُّ :
زقـزقـةٌ .. وأنيـنُ انفجـارٍ بعيـدْ !
أتدرينَ سـيدة الإنتظـار
لقـد كـنتُ أهـربُ للحُـلمِ
حيـن يعـودُ المسـاءُ البلـيدُ
ولكـنني الآنَ تُهـت
فصـحوي ، ونـومي عـذابٌ .. ومـوتٌ
ورعشـةُ خـوفٍ ، وأشـلاءُ ضــوءْ !
…….
……
الشـتاءُ ابتـدا بـاكـراً
وغـروبٌ بلـون الدمـاء الصـريخةِ
يطـوي المـدى والأغـاني القتـيلةَ والأمـنيات
هلـمّـي إذن وتعـالَي .. تعـالي
أقـاسمْكِ مـائدتـي والبكـاءَ ..
وشمـعتيَ الـراجفــة !
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟