محمد نوار
الحوار المتمدن-العدد: 3221 - 2010 / 12 / 20 - 15:35
المحور:
الادب والفن
نشر النص الابداعي والتعريف به على الصفحات الثقافية من الاساسيات التي ترتقي بالادب والفكر عموما واستطيع القول ان روح الصحيفة تكمن في الثقافية منها لأن الكثير من هذه الصفحات تتشابه في نقل الخبر فالذي تجده على الصفحة الاولى من هذه الصحيفة ذات الخبر تجده في الصحيفة الاخرى، لذلك تحرص الصحف الناجحة منها على ان تكون الصفحة الثقافية مختلفة عن باقي الصفحات ويأتي تميزها من اسماء الكتاب المبدعين الذين ينشرون نصوصهم الابداعية فيها، وكلما استطاعت هذه الصحيفة استقطاب اكبر عدد من هؤلاء الكتاب كان حضورها في التميز اكبر، الا ان هناك اشكالية كبيرة تتمثل في العديد من هذه الصحف وهي عدم نشر النص على اسس ابداعية، بل تطلب هذه الصحف والثقافية منها خصوصا هو ان يماثل النص الابداعي توجهات الصحيفة وفي رأيي هذه خسارة كبيرة للصحيفة ذاتها قبل اي شيء اخر، لأن الزهد عند ذلك سيكون فيها، وهذه بديهية يعرفها كل من يعمل في مجال الصحافة فالكثير من هذه الصحف ذات ايديولوجيات خاصة بها،وهي تريد ان تجعل من الصحيفة منبرا لها وهذا يتنافى والعملية الابداعية على اعتبار ان العمل الابداعي هو رؤيا والتي هي اصل الحداثة في الفكر والادب بل هي تجاوز وبحث عما هو افضل، والمسألة هذه نوقشت في فرنسا منذ مائة عام عندما نشر فولبير روايته (مدام بوفاري) ونحن حتى اليوم لا نستطيع ان نجد حلا لهذه الاشكالية وربما نحتاج الى مائة عام اخرى كي نتمكن من هذا ولكن الادهى والامر اننا نتكلم عن الحداثة مفهوم اية حداثة هذه التي نتكلم عنها والتي تعني في ابسط لها كما قلت سلفا تجاوزاً مستمراً وبحثاً عن الافضل، اما ان يطلب من المبدع شكل ومضمون النص فهذه من المسائل المضحكة والمبكية في آن واحد لأنها تنزف العملية الابداعية لذا علينا اذا ما اردنا النهوض بالادب والفكر ترك مسألة هذا الكاتب اسلامي لا ننشر له هذا الموضوع وذاك الشاعر ماركسي لانتقبل منه تلك القصيدة وربما المسألة قبل هذه وتلك هي مسألة ابداع..
#محمد_نوار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟